إعداد: بنيمين زرزور وسط الصورة القاتمة لوول ستريت هذا الأسبوع، ومع بداية فصل الصيف وموسم العطلات، تترقب فعاليات السوق ما يصدر عن أعضاء مجلس الاحتياطي الفيدرالي من تصريحات، أو تلميحات، تفوق أهميتها ما تكشف عنه البيانات الاقتصادية وهي غزيرة يتقدمها تقرير الوظائف. فبعد التدهور الذي طرأ الأسبوع الماضي على أسواق الأسهم التي فقدت ما بين 2.5 و3% ورفعت خسائر مؤشر «إس أند بي 500» الشهرية إلى 6.6%، يتابع المستثمرون ما يصدر عن رئيس وأعضاء المجلس المشاركين في المؤتمر السنوي لبنك شيكاغو حول الاستراتيجية والسياسة النقدية وأدواتها، يومي غد الثلاثاء، وبعد غد الأربعاء. ويأمل المستثمرون في العثور على ضالتهم في تفسير لما تتعرض له سندات الخزانة التي هبط العائد على فئة السنوات العشر منها إلى 2.16 %، وهو الأدنى منذ عشرين شهراً، في حين تجاوزت نسب العائد على فئة السنوات الثلاث 2.34% في مؤشر ينذر بركود اقتصادي لا مفر منه.ويتلقى السوق عدداً من التقارير المهمة، أبرزها تقرير الوظائف لشهر مايو/ أيار الذي يأتي وسط دلائل سابقة عن أداء مطمئن للاقتصاد الأمريكي كشفت عنه تقارير توظيف سابقة فاقت توقعات المحللين، لكنه في الوقت نفسه يتزامن مع مستجدات ومفاجآت غيرت المزاج العام في أسواق الأسهم، وكبدتها 20 مليار دولار، خلال أسبوع واحد. كما يتلقى السوق تقرير مبيعات السيارات للشهر نفسه، وتقرير سلاسل التوريد في القطاع الصناعي، وتقرير التجارة العالمية.لكن التركيز على أعضاء مجلس الاحتياطي سوف يتصدر اهتمامات فعاليات السوق التي تأمل في أن يسلط مؤتمر بنك شيكاغو هذا الأسبوع مزيداً من الضوء على كيفية معالجة المجلس لمشكلة ضعف معدلات التضخم. كما يزداد تركيز السوق على ما يصدر عن المؤتمر في ظل تزايد الدعوات، وحتى قناعات قوى السوق، بضرورة تحرك المجلس لخفض أسعار الفائدة هذا العام، وربما لأكثر من مرة. وقد ظهرت آثار تلك التوقعات في تسعير العقود الآجلة خاصة في ظل فرض التعرفة الجمركية على المكسيك. وقال مايكل جابين، كبير خبراء الأسهم لدى بنك باركليز، إن المستثمرين يأملون في أن يسمعوا شيئاً من المجلس حول تفكيره في مسارات السياسة الحالية . وتوقع جابين خفض أسعار الفائدة هذا العام.وبعد الأداء المخيب للآمال، يراهن المستثمرون على انتعاش الأسهم في يونيو/ حزيران، لكونه شهراً حافلاً بالأحداث يشهد اجتماعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي الدورية، كما أن هناك اجتماعاً لمنظمة «أوبك» وآخر لقمة العشرين، وكلها ذات صلة مباشرة مع آفاق التطورات الاقتصادية، وتأثيرها في الأسهم.
مشاركة :