كتب - نشأت أمين: شدد عدد من العلماء على ضرورة إخراج زكاة الفطر لأنها واجبة على المسلم القادر، مشيرين إلى أنه لا يوجد عمل إلا وفيه نقص وتقصير ومن فضل الله تعالى على المسلمين أنه شرع لهم من الأعمال ما يكمل به هذا النقص خلال شهر رمضان فشرع لهم زكاة الفطر والعيد لإتمامه. وقال العلماء الذين تحدثوا ل الراية إن زكاة الفطر تُخرج قبل العيد بيوم أو يومين والمستحب والأفضل إخراجها قبل صلاة العيد، وهي طهرة للصائمين من اللغو والرفث وطعمة للمساكين وفيها إظهار التراحم والتواصل بين المسلمين. وحذروا من إهمالها أو إخراجها بنفس غير راضية أو متبرمة، وقالوا إن إرسالها لأبناء العمومة والأرحام ممن أغناهم الله لا يعد إخراجاً لها وإنه ما أخرجها من أعطاها لغير مستحقيها، ولفتوا إلى أن الله تعالى شرعها لحكمة بليغة يجب أن تبلغها وهي الإحسان إلى الفقراء وسد حاجتهم وحفظهم من السؤال يوم العيد. د. محمد المريخي: فريضة على المسلم القادر قال فضيلة د. محمد حسن المريخي خطيب جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إنه لا يوجد عمل إلا وفيه من النقص والتقصير ما فيه، أدرك ذلك الإنسان أو لم يدركه، ومن فضل الله تعالى على المسلمين أنه شرع لهم من الأعمال ما يكمل به النقص ويتم به التقصير خلال شهر رمضان فشرع زكاة الفطر والعيد وغير ذلك لإتمام هذا النقص. وأكّد أهمية إخراج زكاة الفطر التي فرضها الله على المسلمين، مشيراً إلى أنها فريضة على القادر الحر والعبد والذكر والأنثى والصغير والكبير بمقدار صاع من قوت أهل البلد. وأوضح أن هذه الصدقة تُخرج قبل العيد بيوم أو يومين والمستحب والأفضل قبل صلاة العيد، وهي طهرة للصائمين وطعمة للمساكين ويجب إيصالها إليهم ولا يجوز تأخيرها إلى ما بعد العيد ومن نسيها فلا بأس عليه فليُخرجها متى ذكرها فله أجره. وحذر من إهمالها أو إخراجها بنفس غير راضية أو متبرمة، وشدد على أن إخراج صدقة الفطر بإرسالها لأبناء العمومة والأرحام ممن أغناهم الله لا يعد إخراجاً لها، وما أخرج زكاة فطره من أعطاها لغير مستحقيها، مبيناً أن الله تعالى ورسوله شرعها لحكمة بليغة يجب أن تبلغها وهي الإحسان إلى الفقراء وسد حاجتهم وحفظهم من السؤال يوم العيد. الشيخ أحمد البوعينين: دليل على الأخوة والتراحم بين المسلمين قال فضيلة الشيخ أحمد البوعينين خطيب مسجد صهيب الرومي بالوكرة أن زكاة الفطر هي من أعمال العشر الأواخر من رمضان، وهي طهرة للصائم وطعمة للمساكين. قال عليه الصلاة والسلام: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام على الصغير والكبير والذكر والأنثى والحر والعبد من المسلمين. وأضاف: زكاة الفطر طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين وفيها إظهار التراحم والتواصل بين المسلمين فقيرهم وغنيهم في تكافل اجتماعي حينما يقوم المسلمون صغيرهم وكبيرهم فيخرجون زكواتهم للمساكين، فيا له من منظر عظيم يشرح الصدر ويُفرح المؤمنين لأنه دليل على الإخوة الإسلامية الصادقة. وأشار إلى أن هناك خلافاً كبيراً على من يخرجونها نقوداً لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجها طعاماً والحديث صريح - فيها صاع من طعام والجمعيات الخيرية تستقبلها نقوداً وتخرجها طعاماً وشدد على الحرص على هذه السنة. وقال: أما ما يدعي به الكثير أن الفقراء بحاجة للأموال، نقول باب الصدقة مفتوح طوال العام ولكن هذه العبادة لا تأتي إلا مرة واحدة نهاية الصيام وهي طهرة للصائم وطعمة للمساكين. الشيخ جاسم الجابر: الإحسان إلى الفقراء يوم العيد أكد فضيلة الشيخ جاسم محمد الجابر عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن زكاة الفطر فرض؛ لقول ابن عمر -رضي الله عنهما- وغيره من الصحابة ممن رووا حديث زكاة الفطر: «فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر» وقد نقل قول أهل العلم الإجماع على ذلك. وبين أن من حكمتها: الإحسان إلى الفقراء، وكفهم عن السؤال في أيام العيد؛ ليشاركوا الأغنياء في فرحهم وسرورهم؛ ليكون عيدًا للجميع. وقال إن فيها الاتصاف بخُلق الكرم وحب المواساة، وفيها تطهير الصائم مما يحصل في صيامه؛ من نقص ولغو وإثم، وفيها إظهار شكر نعمة الله لإتمام صيام شهر رمضان وقيامه، وفعل ما تيسَّر من الأعمال الصالحة فيه. وأورد الشيخ جاسم الجابر ما جاء عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: «فرَضَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- زكاة الفطر؛ طهرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعمةً للمساكين، من أداها قبل الصلاة، فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة، فهي صدقة من الصدقات». وأضاف : معنى قوله: «طهرةً»: أي: تطهيرًا للنفس من الآثام وقوله: «اللغو»: ما لا يَنعقِد عليه القلب من القول، وهو ما لا خير فيه من الكلام. أما قوله: «والرفث»: فهو كل ما يُستحيى من ذكره من الكلام، وهو الفاحش من الكلام. د. محمد المري: وقتان لإخراج زكاة الفطر أوضح د. محمد راشد المري الأستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية أن إخراج زكاة الفطر هو واجب عن الصغار والكبار، والذكور والإناث، والأحرار والعبيد، وأما الحمل في البطن فإن أخرج عنه فهو خير، وإلا فلا يجب الإخراج عنه. وقال إنه فيما يتعلق بوقت إخراجها فإن لها وقتين؛ وقت فضيلة، ووقت جواز. أما وقت الفضيلة فأن تؤدى صباح يوم العيد قبل الصلاة، وأما وقت الجواز فأن تؤدى قبل العيد بيومين. مضيفا أن إخراجها بعد الصلاة محرم ولا يجزئ. وفي السنن عنه صلى الله عليه وسلم: أن من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات. إلا إذا كان الإنسان معذورا مثل أن ينسى إخراجها ولا يذكرها إلا بعد الصلاة، أو يكون معتمداً في إخراجها على من كان عادته أن يخرجها عنه ثم يتبين له بعد ذلك أنه لم يخرج، فإنه يخرج، ومثل أن يأتي خبر يوم عيدٍ مباغتاً قد لا يتمكن من إخراجها ثم يخرجها بعد الصلاة. ففي حال العذر لا بأس من إخراجها بعد الصلاة، وتكون في هذه الحال مقبولة. وبين د. المري أن إخراج زكاة الفطر نقودا مسألة فيها خلاف بين العلماء.. فكثير من العلماء قالوا لا تجزئ إلا طعاماً لكن في المقابل هناك علماء قالوا بجواز إخراجها نقداً، وهذا مذهب الحنفية، ووجه في مذهب الشافعي، ورواية في مذهب أحمد وابن تيمية. ومما يلتحق بالمصلحة والحاجة المجيزة لإخراج النقد مكان الطعام في زكاة الفطر، إذا كان يترتب على إخراجها طعاماً مشقة، فالمشقة منتفية في هذه الشريعة. وهذا القول وهو جواز إخراج زكاة الفطر نقداً عند الحاجة أو المصلحة أقرب هذه الأقوال إلى الصواب؛ لما فيه من الجمع بين الأدلة، وتحقيق المصلحة ودفع المشقة، والله أعلم. وفيما يتعلق بمكان إخراجها أوضح د. المري أن الأفضل إخراج الزكاة في البلد الذي وجبت فيه سواءٌ كانت هذه الزكاة زكاة فطر أو زكاة مال؛ لكن إذا لم يكن في البلد محتاجٌ؛ فلا بأس أن تنقل إلى بلدٍ آخر، وقال إنه إذا كان الإنسان في بلد ليس فيه مسلمون فإنه يمكنه أن يوكل من يؤديها عنه في بلد فيه مسلمون. وشدد على أن زكاة الفطر واجبة، لكن لوجوبها شروط، منها: أن يكون قادراً عليها وقت الفطر من رمضان.
مشاركة :