سلمان...العرب تحتاج مثلك بالتمني | عدنان كامل صلاح

  • 3/31/2015
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

تبجح الإيرانيون طويلاً بهيمنتهم وسيطرتهم على عدة عواصم عربية ، بل خرج فيهم من يقول إن الإمبراطورية الفارسية قد عادت بعاصمتها ( بغداد) ، وتمادوا في التقليل من شأن العرب ، . وعندما فاجأهم الملك سلمان بن عبد العزيز بعاصفة الحزم ، أصيبوا بالذهول ، فالحملة العسكرية السعودية تمكنت لأول مرة منذ عقود من توحيد العرب والمسلمين تحت مظلة واحدة بقيادة سعودية ومشاركة فعالة من أكثر من عشر دول عربية وإسلامية ، ونجحت في تحييد وكسب دعم دول أوربية وأمريكا ، واندفع حسن نصر الله ، زعيم حزب الله اللبناني ، إلى شاشات التلفزيون يرغي ويزبد ويدافع عن إيران بأسلوب غوغائي .. تصرف الملك سلمان ، بشجاعة فائقة وبحكمة اتسمت بها دوماً السياسة السعودية ، وأطلق « عاصفة الحزم « بعد أن استنفد كل السبل الدبلوماسية والسياسية لوقف انهيار اليمن، وبعد أن فتح الباب واسعاً أمام الحوثيين للمشاركة في العملية السياسية اليمنية ، وليس الهيمنة عليها بقوة السلاح . ودعاهم ، تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي ، للتحاور في الرياض . وإذا بهم يتفقون مع الإيرانيين على ثماني رحلات طيران ( تجارية ) إلى صنعاء كل أسبوع تحمل لهم المزيد من السلاح والعتاد والمستشارين العسكريين وينطلقون في حملة عسكرية دموية عبر البلاد باتجاه عدن . المؤامرة التي كانت تنفذ في اليمن أخذت تشكل صراعاً طائفياً مقيتاً. إذ أخذت القاعدة ومعها داعش تعد العدة لإعلان نفسها مدافعة عن اليمن السنية في مواجهة الهجمة الشيعية لطائفة الحوثيين ، والتي انحرفت عن الزيدية اليمنية وتحولت لظاهرة شيعية إيرانية تستعيد تجربة حزب الله اللبناني بإستراتيجية واضحة للهيمنة على مقدرات اليمن ، نيابة عن إيران . وإنما بأسلوب سيؤدي إلى نقل النماذج العراقية والسورية والليبية معاً . حيث ستمزق البلاد فيما بين القاعده وداعش والحوثييين وجماعات قتالية ترسلها إيران . « عاصفة الحزم « تستهدف تصحيح المسار السياسي لليمن وتخليصه من الهيمنة الأجنبية . فالخطوة التالية تتطلب تحرك اليمنيين أنفسهم داخل بلادهم واستعادة زمام المبادرة من الحوثيين والانتهازي علي عبد الله صالح . وتأجيل أي خلافات قد تكون قائمة بين بعض المكونات السياسية والقبلية ليتم وضعها على طاولة الحوار القادمة في الرياض . إذ ليس في نية « عاصفة الحزم « أن تقوم بدور اليمنيين في التوافق وإقامة نظامهم الجديد بالنيابة عنهم ، بل تسعى لتوفير الظروف المناسبة لمشاركة مختلف الإتجاهات السياسية والقبلية اليمنية في عملية سياسية تؤدي إلى إقامة نظام ديمقراطي يختار اليمنيون في ظله حكومتهم ، ويحددوا عبرها إتجاهاتهم ، وترفع عنهم التسلط الإيراني في مقدراتهم . واسمحوا لي في نهاية هذه الكلمة أن أنقل عن الشاعر أمير الكلمة خالد الفيصل هذه الأبيات من قصيدة له نشرتها « المدينة « الأحد الماضي : يــــــوم سلمان العرب نهض وثبنا وكل قــــرم قــــــال أنا كلي ومني يا رفيع الراس يا صــفـــوة عربنا ضربتك وحـــــدة وتفصل ما تثني يـــوم ناديت الــعـــــرب كل سمعنا الـــــعـــرب تحتـــاج مثلك بالتمني العـــرب تبي تسير الــــدرب معنا ســـر ... تراك بكل عين وكل ظني adnanksalah@yahoo.com

مشاركة :