إنقاذ العرب باحتواء الشباب بشكل أكثر فاعلية | عدنان كامل صلاح

  • 3/29/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

إذا كان سنُّك يزيد عن الخامسة والعشرين فإنك من الأقلية في العالم العربي حسب « التقرير الإقليمي عن حال السكان « الذي أعلنته الجامعة العربية في مارس 2013 والذي أشار إلى أن (70) بالمائة من سكان العالم العربي البالغ عددهم (376) مليون نسمة هم دون الخامسة والعشرين من العمر ، أي أن الفئات الشابة تمثل الغالبية الساحقة من سكان الدول العربية جميعها . الحروب والتخريب والإرهاب تكبِّد العرب ، وكبَّدتهم ، نزفاً بشرياً عالياً ، بالإضافة إلى النزيف السياسي والإقتصادي الذي تتسبب به أعمال التخريب مباشرة أو بشكل غير مباشر . وبالرغم عن أن الشباب العربي أصبح أكثر اطلاعاً على ما يجري في العالم من خلال إتقانه التعامل مع أدوات الاتصال الاجتماعي الحديث من فيسبوك وتويتر وغيرها إلا أن هذا لم يؤد إلى فهمهم واستيعابهم للمؤامرات التي تحاك لتمزيق أوطانهم . وسقط بعض منهم ضحايا لهجمات إلكترونية استهدفت تجنيدهم لأعمال الإرهاب . خاصة وأنه لا توجد استراتيجية وبرامج عمل مضادة ومشابهة للهجمات هذه . وهناك قوى خارجية إقليمية ودولية تسعى لإعادة هيكلة الدول العربية ورسم خرائط جديدة لها مستعينة في ذلك بوكلاء محليين . ونتيجة للأحداث التي تشهدها المجتمعات العربية لحق بالعلاقة بين المكونات السياسية والعرقية والدينية ، في بعض الدول ، تدمير لم تتضح كامل نتائجه بعد . كمثال فإن أميركا رغبت الاستعانة بالإخوان المسلمين بين من اختارتهم لتحقيق ما تخطط له ، بينما واصلت إيران الاعتماد على حزب الله اللبناني في تحقيق جزء لا يستهان به من مخططاتها على امتداد العالم العربي ، بالإضافة إلى اعتمادها على تنظيمات شيعية متطرفة أخرى . إذ استغل المتآمرون صعود الإسلام السياسي إلى المسرح ، بعد فشل المشاريع القومية ، والبرامج الاشتراكية ، وتجسد صعوده ونشاطه في ما صنعه من النماذج التكفيرية والإرهابية ، بأفكارها البائدة وفتاواها القاتلة الاصطفافية ، وثأراتها التاريخية البربرية أكان وسط الشيعة أو السنة. لا مفر من تولي الأنظمة العربية ، احتواء الشباب بشكل أكثر جدية وفاعلية بل وإعادة صياغة التوجهات والأهداف عما كان الأمر عليه في السابق ، وذلك لتحقيق مشاركة فاعلة لهم في صياغة وبناء مجتمعاتهم وإبعادهم عن الجماعات والأعمال التخريبية التي تستخدم المنابر المتعددة أكان في دور العبادة أو وسائط التواصل الاجتماعي أو غيرها . وسيتطلب الأمر إصلاحاً ذاتياً قائماً على نقد صريح للذات وجرأة في اتخاذ القرارات وتنفيذها ، وضرباً حاسماً للفساد بمختلف أنواعه ومستوياته ، ذلك الداء الذي اتسمت به المجتمعات المتخلفة ، وتتجنب مواجهته ، ويتسبب في عدم ثقة بالنظام وأدواته . الشباب العربي يتعرض لغسيل مخ متسارع ومدروس لن ينقذه منه التساهل والتسامح ، بل لابد من إعادة بناء الهيكلية المجتمعية في مجالات التعليم والإعلام وغيرهما . أول الأهداف هو تنقية القائمين بالتلقين من المؤدلجين وتقليص مخاطرهم . وفي نفس الوقت وضع برامج تعيد بناء لحمة الأوطان بعيداً عن الكراهية والبغضاء التي كانت البذرة التي استغلها المتطرفون لإحداث الانهيار الذي نشاهده في مجتمعاتنا. adnanksalah@yahoo.com

مشاركة :