طالب الرئيس الأمريكي ترامب بأن تستغل واشنطن ولندن الفرصة للتوصل لاتفاق تجاري "جوهري للغاية" بمجرد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك في ظل تنظيم احتجاجات ضده في ثاني أيام زيارته لبريطانيا. كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء (الرابع من حزيران/يونيو 2019) أنه يتوقع أن تتوصل الولايات المتحدة إلى "اتفاق تجاري مهم للغاية" مع بريطانيا بعد بريكست خلال لقائه رئيسة الوزراء تيريزا ماي في لندن حيث تجمّع ناشطون مناهضون لسياساته. وقال ترامب مازحًا لرئيسة الحكومة البريطانية التي أعلنت استقالتها أن عليها "البقاء" وإقامة تحالف اقتصادي أقوى مع الولايات المتحدة عندما تغادر بلادها الاتحاد الأوروبي. وقال ترامب لماي خلال اجتماع حضره رؤساء كبرى الشركات التجارية ووزراء "أثمّن كثيراً العلاقة بيننا". وأضاف "أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق تجاري مهم للغاية. سيكون اتفاقًا منصفًا جداً. نريد إنجازه وسننجزه". ورغم انتقاده مراراً لاستراتيجية ماي بشأن بريكست، إلا أن ترامب قال الثلاثاء إنها قامت بـ"عمل رائع". وقالت ماي خلال لقاء الإفطار مع رؤساء المجموعات التجارية إن بريطانيا ستسعى لعقد "شراكة اقتصادية أوسع" مع أبرز شريك تجاري لها خارج الاتحاد الأوروبي. وقالت "إنها شراكة عظيمة لكنني أعتقد أنه بإمكاننا تطويرها أكثر". وستقدم ماي للرئيس الأميركي نسخة من إحدى أهم الوثائق عن "العلاقة الخاصة" عبر الأطلسي -- وهي نسخة مؤطرة من مسودة ونستون تشرتشل الخاصة من ميثاق الأطلسي 1941 الذي حدد أهداف الحلفاء ما بعد الحرب العالمية الثانية. احتجاجات ضد زيارة الرئيس ترامب وعلى مقربة من موقع الاجتماع، أطلق ناشطون يساريون بالونًا برتقالي اللون يظهر ترامب كرضيع يرتدي حفاضة خلال مسيرة في خارج مبنى البرلمان في لندن أوقفت حركة السير في العاصمة. وشكّل إطلاق البالون شارة بدء تظاهرات يتوقع أن تكون حاشدة ضد سيد البيت الأبيض في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يجريها لبريطانيا وتستمر ثلاثة أيام. وقال منظّم المسيرة ليو موراي لوكالة فرانس برس "ترامب الرضيع هو عبارة عن رمز لحركة ضخمة مناهضة لسياساته التي تزرع الكراهية والانقسامات". وتتركز زيارة ترامب التي تستمر ثلاثة أيام حول إحياء الذكرى الـ75 الأربعاء في جنوب بريطانيا لإنزال النورماندي. لكنها تأتي في وقت تعيش بريطانيا اضطرابات سياسية إذ تستقيل ماي من زعامة الحزب المحافظ الحاكم الجمعة جرّاء إخفاقها في تنفيذ بريكست رغم عدم تركيزها على أمور كثيرة أخرى طوال سنواتها الثلاث في المنصب. وستبقى رئيسة للوزراء إلى حين العثور على بديل لها بين 13 مرشحًا سيتعين على الفائز فيهم اتّخاذ قرارات صعبة قبيل حلول مهلة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي في 31 تشرين الأول/اكتوبر، بعد أن تأجلت مرتين. ز.أ.ب/ح.ز (د ب أ، أ ف ب)
مشاركة :