لندن - أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الثلاثاء عن أمله في إبرام "اتفاق تجاري مهم للغاية" مع بريطانيا بعد بريكست. وقال ترامب "سننجزه" وذلك خلال لقاء ضم إلى جانب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، وكبار الشخصيات في قطاع المال والأعمال في اليوم الثاني من زيارة الدولة التي يجريها الرئيس إلى بريطانيا. وكان الرئيس الأميركي كشف في تغريدة الاثنين أن واشنطن قد تعرض على لندن "اتفاقًا تجاريًا كبيراً" فور تخلّصها من "قيود" التكتل التجاري الأوروبي الذي كانت عضواً فيه على مدى 46 عامًا. وتأتي زيارة ترامب إلى بريطانيا التي بدأت الاثنين وتستمر لثلاثة أيام في وقت تعيش بريطانيا اضطرابات سياسية إذ ستستقيل ماي من منصبها كزعيمة الحزب المحافظ الحاكم الجمعة جرّاء إخفاقها في تنفيذ بريكست رغم عدم تركيزها على أمور كثيرة أخرى طوال سنواتها الثلاث في المنصب. ودخل ترامب على خط السجال المرتبط بالملف فحضّ لندن على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق وأشار إلى أن وزير الخارجية السابق المؤيد لبريكست بوريس جونسون سيكون خياراً "ممتازاً" لرئاسة الحكومة وإتمام عملية الانسحاب. وتتركز زيارة ترامب حول إحياء الذكرى الـ75 الأربعاء في جنوب بريطانيا لإنزال النورماندي. ولم تمر زيارة الرئيس الأميركي دون احداث جدل في الشارع البريطاني حيث حلق بالون عملاق يصور ترامب في شكل رضيع غاضب يرتدي حفاضا في السماء خارج البرلمان البريطاني في لندن الثلاثاء قبل احتجاجات من المتوقع أن تكون من أكبر التظاهرات الاحتجاجية التي تستهدف زعيما أجنبيا في المدينة. ورُفع البالون الذي يصل ارتفاعه إلى ستة أمتار في ميدان البرلمان الساعة 0900 بتوقيت غرينتش. ومن المقرر أن يكون في السماء عندما يجري ترامب محادثات مع رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها تيريزا ماي في شارع داونينج ستريت القريب من المكان. وقال ليو موراي (42 عاما) الذي شارك في صنع البالون "نحاول تذكير الرئيس بمدى عدم الترحيب به في هذا البلد". وأضاف "كما أننا نحاول، وبخفة ظل، التعبير عن قوة المشاعر المناهضة لدونالد ترامب ولسياسات الكراهية التي ينتهجها. نريد رسم البسمة على وجوه الناس وكذلك إيصال رسالة جادة". وهتف نحو مئة ناشط بعد عكسي لإطلاق البالون الذي سبق أن حلق في السماء خلال زيارة ترامب لبريطانيا العام الماضي. وارتفع البالون عدة أمتار فوق الأرض. ويأتي إطلاق البالون تزامنا مع يوم من الاحتجاجات المتوقعة في أنحاء مختلفة من البلاد. وفي وسط لندن، سينضم جيريمي كوربين زعيم حزب العمال المعارض إلى عشرات الآلاف في احتجاج "كرنفال المقاومة" تعبيرا عن معارضتهم لترامب. وقال كوربين الذي سيلقي كلمة أمام المحتجين إن الحشد "فرصة للتضامن مع من يتعرضون للهجوم في أمريكا وحول العالم وفي بلدنا". ومن بين المشاركين نشطاء في مجال البيئة ومناهضة العنصرية وحماية حقوق المرأة. وستغلق الشرطة الطريق المؤدي مباشرة إلى داوننج ستريت لحماية الرئيس وأسرته. وفي بريطانيا، ساعدت قرارات ترامب، مثل فرض حظر على السفر إلى الولايات المتحدة على عدد من الدول ذات الأغلبية المسلمة وانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العالمي لمكافحة تغير المناخ وانتقاد الساسة البريطانيين، في حشد المعارضة ضد رئاسته. وقاطع عدد من المشرعين العشاء الرسمي الذي أُقيم على شرف الرئيس ومن زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار وكوربين وشخصيات كبيرة أخرى من حزب العمال. وقال أنصار الرئيس الأميركي إن ازدراء زعيم أقرب حليف لبريطانيا يعد إهانة. لكن المتظاهرين حصلوا على دعم تكتيكي من صادق خان رئيس بلدية لندن الذي دخل في صدامات كثيرة مع ترامب وأعطى الإذن بتحليق البالون. ووصف ترامب خان بأنه "فاشل تماما" قبيل وصوله إلى بريطانيا واتهمه من قبل بعدم بذل ما يكفي من جهد لمنع الهجمات الإرهابية في لندن. ويقول ترامب إنه "محبوب" في بريطانيا رغم الاحتجاجات. وقال إنه مقرب من بريطانيا أكثر من أي زعيم أميركي آخر مشيرا إلى الجذور الاسكتلندية لوالدته وامتلاكه ملعبين للجولف في بريطانيا. وكتب ترامب تغريدة يوم الاثنين قال فيها "حشود غفيرة من الداعمين والناس الذين يحبون بلدنا". وأضاف "لم أشهد أي احتجاجات حتى الآن لكنني متأكد من أن إعلام الأخبار الكاذبة سيعمل بجد لإيجادها.. أجواء من الحب الشديد في كل مكان". وسافر محتجون من مختلف أنحاء بريطانيا إلى لندن للمشاركة في المظاهرات. ومن المقرر خروج احتجاجات أخرى ضد زيارة ترامب في 14 مدينة وبلدة. وأنفقت الشرطة أكثر من 14.2 مليون جنيه استرليني (17.95 مليون دولار) على زيارة ترامب الأخيرة في يوليو تموز ونشرت عشرة آلاف شرطي. وقالت شرطة لندن إنها نشرت 2591 شرطيا أمس الاثنين لتأمين الزيارة.
مشاركة :