الدوحة - قنا: حذرت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، من أن استمرار الأزمة الخليجية من شأنه تقويض مجلس التعاون الخليجي وجعل انتهاكات حقوق الإنسان هي الوضع القائم الجديد. وقالت الخاطر، في مقابلة مع صحيفة «العربي الجديد» بمناسبة مرور عامين على حصار قطر والأزمة الخليجية، إن «من أهداف تطبيع الأزمة من قبل دول الحصار إلحاق الضرر باقتصاد دولة قطر ومشاريعها التنموية، وهو الأمر الذي فشلت فيه دول الحصار، بالرغم من محاولاتها الحثيثة». وأكدت أن قطر «لا تود القطيعة، ذلك لأن هناك روابط أقوى في المنطقة الخليجية، وهي الروابط الأسرية التي لا يمكن أن تُقطع حتى مع استمرار الأزمة لعامين حتى الآن». وأضافت: «إن خيارات دولة قطر مفتوحة ومتنوعة، ونحن نقيم استراتيجياتنا بالفعل، من غير الاعتماد على دول الحصار، حتى وإن عادت العلاقات. إلا أننا ندرك بأن استمرار الأزمة الخليجية بيّن حجم تصدع منظومة مجلس التعاون التي يُفترض أن تكون اللاعب الأول في معالجة الأزمات وتقريب وجهات النظر بين دول المجلس. لذا فقد رحبنا دائماً بالحوار البناء القائم على أسس احترام السيادة». وشددت سعادة السيدة لولوة الخاطر على أن تعنت دول الحصار في سلوكهم المستمر بالتصعيد، وعدم مقدرتهم على التراجع عن الخطوات التي اتخذوها ضد دولة قطر، ساهم في عرقلة جهود المساعي الكويتية للوساطة. وأوضحت أن دول الحصار منذ أن ابتدأت الأزمة الخليجية سعت إلى «تطبيع الوضع القائم» من خلال سلسلة من الإجراءات المجحفة ضد المواطنين القطريين، والانتهاكات التي ترتكبها ضد المبادئ الإنسانية والقانون الدولي. وقالت سعادتها إن دولة قطر بعد عامين من الأزمة الخليجية تتبع سياسة الأبواب المفتوحة حول الحوار والتفاهم السياسي وتقريب وجهات النظر.. ونوهت بوجود روابط أقوى في المنطقة الخليجية، وهي الروابط الأسرية التي لا يمكن أن تقطع حتى مع استمرار الأزمة لعامين حتى الآن..معربة عن استغرابها واستنكارها لاستسهال دول الحصار قطع الأرحام. وأوضحت أنه بالرغم من محاولات دول الحصار تطبيع القطيعة والأزمة الخليجية، من خلال ما تم سنه من قوانين حول منع التعاطف مع قطر، إلا أن شعوب المنطقة أثبتت مدى متانة وصلابة الوشائج الاجتماعية. وشددت على أنه حينما يتعلق الأمر بالاجتماعات على المستوى العسكري والأمني في إطار التعاون العربي، والإسلامي، والدولي، وعلى مستوى مجلس التعاون، فإن دولة قطر ملتزمة بالتعاون والاجتماعات على هذا الصعيد. وحول جهود الوساطة الكويتية لتقريب وجهات النظر، أعربت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية عن تقديرها لجهود صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والدور الذي يقوم به في الوساطة بين دول مجلس التعاون. وقالت: إن «جهود الوساطة الكويتية لم تتوقف يومًا، ومنذ بدء الأزمة الخليجية، ودولة الكويت لم تأل جهدًا في إيجاد حلول ممكنة لتقريب وجهات النظر وأداء دور فعال، من خلال وساطتها بين دولة قطر ودول الحصار». وفيما يتعلق بالمساعي الأمريكية لحل الأزمة الخليجية أشارت سعادتها إلى أن دولة قطر، والولايات المتحدة تؤمنان بأن إطالة أمد النزاع والفرقة الخليجية من شأنها تقويض المصالح والأمن في المنطقة. وقالت إن الولايات المتحدة سعت ودعت جميع الأطراف للحل، واستجابت دولة قطر لذلك، كما أن الجانب الأمريكي سعى كذلك إلى لم شمل الأسر وإعطاء المواطنين والمقيمين حقوقهم في الحج والعمرة كخطوة حسن نية من الطرف الآخر، إلا أن الأمر قوبل بتعنت من جانب دول الحصار التي استجابت للجانب الأمريكي فيما يتعلق بالتنسيق في الشؤون الأمنية، وفي المقابل، أولت تلك الدول أهمية أقل لما من شأنه رأب الصدع على المستوى الشعبي. أما فيما يتعلق بـ /الناتو العربي/، فقالت سعادتها «إن/ الناتو العربي/ لم يعد أحد يتحدث عنه على الرغم من أن واشنطن تقود هذه الجهود، علما أن بعض الأطراف أقل حماسة لهذه الفكرة، كما تبين من انسحاب مصر من اجتماع الرياض المتعلق بالناتو العربي». وحول التطورات الإقليمية وتصاعد التهديد في منطقة الخليج ومدى إمكانية أن يدفع ذلك دول الحصار إلى إعادة النظر في قرارها رفض الجلوس حول طاولة الحوار، أكدت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن دولة قطر ملتزمة بمبدأ عدم الإخلال بسيادة الدول وفرض أي نوع من الوصاية أو الإملاءات عليها، لافتة إلى أن خيار دولة قطر منذ بداية الأزمة، يتمثل بالحوار «دون شروط مسبقة». وفيما يتعلق بالتطورات الراهنة، أوضحت أن دولة قطر حريصة كل الحرص، وتتواصل مع جميع الأطراف، للتهدئة ووقف أي تصعيد محتمل، لأن المنطقة لا تتحمل أي توتر، ولذا فإن نزع فتيل التوتر وتقريب وجهات النظر والعمل على إيجاد حلول منطقية ودبلوماسية «هو الحل الأمثل في الوقت الحالي». وعن رؤيتها لدولة قطر بعد عامين من الأزمة الخليجية، وواقع دول الحصار اليوم، قالت سعادة السيدة لولوة الخاطر إن دولة قطر مستمرة في المضي قدمًا والعمل على قدم وساق في تنفيذ مشاريعها، سواء أكانت مشاريع كأس العالم أم غيرها، وقد كانت الأزمة الخليجية -ولا تزال- اختبارًا لصلابة وقوة دولة قطر في التعامل مع الأزمات، وأضافت «لقد تخطينا تبعات الأزمة التي كانت دول الحصار تود إلحاق الضرر من خلالها بدولة قطر». ونوهت بأن دولة قطر تشهد تحقيق اكتفاء ذاتي عالٍ فيما يتعلق بإنتاج الغذاء، كما أن مشاريع دولة قطر وخططها التنموية لم تتأثر، ونجحت في توريد كل المواد اللازمة التي كانت تستوردها من دول الحصار. وأضافت أنه بالرغم من محاولات دول الحصار الحثيثة لتشويه استضافة قطر لكأس العالم لكرة القدم في عام 2022، إلا أن المشاريع والخطط لكأس العالم تسير في المواعيد المحددة، بل في أحيان كثيرة قبل المواعيد المقررة، فعلى سبيل المثال، ملعب خليفة الدولي افتتح في مايو 2017، أي قبل خمسة أعوام قبل موعده المقرر، كما افتتحت دولة قطر ملعب الجنوب، وهو أحد ملاعب كأس العالم، بتاريخ 16 مايو 2019، حيث يبلغ حجم استيعابه 40 ألف شخص. وأوضحت سعادتها أن دولة قطر بعد عامين من الأزمة الخليجية مازالت ضمن أكبر المصدرين للغاز المسال، وثاني أكبر مصدر لغاز الهيليوم على مستوى العالم، وبحسب صندوق النقد الدولي، فإنه من المتوقع نمو الناتج المحلي الحقيقي في العام 2019 بنسبة 3.1 في المائة مع نمو قوي في القطاع غير الهيدروكربوني. وذكرت أن تقارير البنك الدولي تشير إلى أن دولة قطر هي الأولى خليجيًا في نمو الناتج المحلي في 2018، كما أن القطاع الاقتصادي غير النفطي نما في النصف الأول من العام 2018 بواقع 5 في المائة، إضافة إلى انخفاض مستوى البطالة، بواقع 0.1 في المائة لإجمالي قطاع القوى العاملة ولا يتجاوز 1.8 في المائة بالنسبة للنساء. وقالت سعادتها إن دولة قطر دشنت أول خط لمترو الدوحة في مايو الماضي، كما قامت بتغييرات عديدة في التشريعات والقوانين، وذلك إيمانًا منها بالحاجة إلى إصلاحات مستمرة، منها على سبيل المثال، الإصلاحات التي تمت فيما يتعلق بقانون العمل، وقانون التملك والاستثمار، وقانون الإقامة الدائمة، كما قدمت قطر قانون اللجوء السياسي هذا العام، وهو قانون يعد الأول من نوعه في المنطقة. وبالنسبة لواقع دول الحصار اليوم اختتمت سعادة السيدة لولوة الخاطر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية تصريحاتها بالقول «إننا نأسف على استمرار الحال الذي آلت إليه دول الحصار، واستمرارهم في التضليل والتصعيد على مستويات شتى، حتى في شهر رمضان»، لافتة إلى أن دول الحصار لم تتوان عن تسييس هذا الشهر من خلال الإعلام لبث الفرقة والفتنة في شهر التآخي والتعاطف والزج بهذه الطريقة الفجة بشعوب المنطقة في اختيارات الحكومات لسياساتها.
مشاركة :