دول الحصار تتهرب من حل الأزمة الخليجية

  • 9/11/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة -  الراية : منذ اليوم الأول للأزمة الخليجية الحالية، وكما هو متوافق مع سياستها الشفافة والواضحة، اتخذت دولة قطر موقفاً ثابتاً يدعو إلى الحوار البنّاء والصريح واحترام الوساطة الكويتية المقدّرة والعمل على الحفاظ على وحدة البيت الخليجي ومعالجة مختلف القضايا وفق الأسس والقوانين والمبادئ بعيداً عن الإملاءات. ويحسب لدولة قطر أنها تجاوبت مع الوساطة الكويتية في مختلف مراحلها خلال الأشهر الماضية عبر الرسائل المتبادلة واستقبال المبعوثين، وذلك تقديراً لدولة الكويت حكومة وشعباً وتقديراً لموقفها الذي يسعى إلى رأب الصدع في البيت الخليجي وعدم تصعيد الأمور والدعوة إلى التهدئة. برزت أحدث حلقات التجاوب القطري مع مساعي حل الأزمة الخليجية بعد ما شهده البيت الأبيض الأمريكي من مباحثات بين صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بحضور وزير الخارجية الأمريكي الذي كانت له جولة بالمنطقة لدعم الوساطة الكويتية، تلا ذلك اتصالات بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، لحل الأزمة الخليجية، وجددت قطر حرصها على الحوار من منطلق الحرص على مستقبل الخليج العربي ووحدة الصف داخل البيت الخليجي وحفاظاً على مصالح شعبها والشعوب الخليجية الشقيقة. كما تواصل الرئيس الأمريكي مع الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، وقام بالتنسيق لإجراء اتصال بين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى وولي العهد السعودي من أجل إنهاء الأزمة الخليجية، لكن دول الحصار أحبطت هذه المساعي، إذ سارعت بترويج أنباء عن قبول قطر للمطالب وطلبت الحوار وإطلاق مبرّرات واهية لإقناع شعوبهم بأن قطر رضخت للمطالب، في حين أن قطر لم تقبل المطالب، لكنها قبلت، وكما أكدت منذ بداية الأزمة، بالحوار حول أية مطالب لا تمسّ السيادة. ويرى مراقبون أن دول الحصار حاولت تجاهل الدور الأمريكي الداعم للوساطة حتى لا تظهر أمام شعوبها أنها رضخت للضغوط الخارجية، وهو ما تؤكده الوقائع، فبالعودة للمؤتمر الصحفي لسمو أمير دولة الكويت في واشنطن، نرى اجتزاء دول الحصار لتصريحات سموه، ما يؤكد مرة أخرى حجم التوتر الدبلوماسي والسياسي الذي تعانيه هذه الدول والرغبة الجامحة في الخروج من هذا المأزق الدبلوماسي بأسهل الطرق، وهي إحباط ما تم تحقيقه من تقدّم بأسلوب التضليل الممنهج والمكثف للرأي العام. ومن هذا المنطلق يبدو واضحاً أن دول الحصار تزيد فى التعنّت ولا ترغب في احترام سيادة الدول واستقلال قرارها وكل ما تريد إثباته هو أنها صاحبه الحق، وأنها هي التى يجب أن تحدّد كيفية وضع الحل لهذه الأزمة، فيما يرى الكثيرون أن قطر هي صاحبه الحق في هذه الأزمة وأنها انتصرت على الحصار المفروض عليها منذ 100 يوم بهدف إرغام قطر على القبول بمطالب تحدّ من استقلالها وسيادتها. يأتي ذلك فيما أكد خبراء وأكاديميون أن قطر لا تتعنت في إيجاد الحلول السلميّة لهذه الأزمة، وأنها تتمسك بثوابتها وسيادتها في أي إطار لحل هذه الأزمة وأكدت مراراً وتكراراً استعدادها للحوار لرأب الصدع الخليجي وضمان وحدة واستقرار شعوب دول مجلس التعاون، على أن يكون هذا الحوار دون شروط أو إملاءات وأن يتم رفع الحصار الجائر أولاً قبل بدء الحوار وهي أمور مقبولة ولا يمكن لأحد أن يختلف عليها، بل إنها تبرهن على قوة الموقف القطري المستند على احترام الأعراف والقوانين وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

مشاركة :