الدوحة - الراية : استضاف برنامج الحقيقة كوكبة من الإعلاميين والأكاديميين والسياسيين لاستعراض مكاسب وإنجازات قطر خلال عامين من الحصار الجائر المفروض على قطر، وذلك في حلقة خاصة بثها تلفزيون قطر أمس، حيث تناول ضيوف البرنامج ما حققته قطر خلال العامين الماضيين مقابل السقوط الإعلامي وازدواجية الخطاب في دول وتلفيق الأكاذيب لتشويه سمعة قطر. وأكد الدكتور ماجد الأنصاري فشل مُخططات دول الحصار في عزل قطر عن محيطها الدولي والإقليمي، من خلال دفع صحفيين مأجورين لمهاجمة قطر والنيل منها وتشويه سمعتها، وهي المحاولات التي باءت بالفشل، بفضل علاقات قطر القوية والاستراتيجية مع مختلف دول العالم والمنظمات الإقليمية والدولية الكبرى، فضلاً عن الاستجابة الفورية والسريعة للحكومة في التعامل مع تداعيات الحصار وإفشال مؤامرات رباعي الحصار.. مشيراً إلى أن محاولات ابتزاز الدول الفقيرة بالمساعدات وتأشيرات الحج والعمرة للانضمام إلى دول الحصار باءت هي الأخرى بالفشل. وأضاف أن رباعي الحصار استهدف من افتعال هذه الأزمة الهيمنة على ثروات قطر وقرارها السياسي وجعلها تابعاً، وهو الأمر الذي رفضته قطر واستطاعت من خلال تكاتف شعبها خلف قيادته الرشيدة إثبات أنها رقم صعب وقادرة على مواجهة التحديات، كما فشلت مخططات دول الحصار كذلك في الإضرار بالعملة الوطنية والاقتصاد القطري الذي زاد قوة وصموداً في وجه مؤامراتهم. ازدواجية التعامل من جانبه، قال الإعلامي عبد الله العذبة، رئيس تحرير جريدة العرب: شاهدنا خلال الأزمة ازدواجية كبيرة من جميع الأطراف التي ساهمت في افتعالها، وشاهدنا بيانات متضاربة تثبت أن هذه الأزمة مفتعلة وأن مجلس التعاون لم يعد متماسكاً ولجانه لم تعد تجتمع وأنشطته باتت باهتة، ولن تعود الأمور لسابق عهدها إلا بتسمية الأمور بمسمياتها وأن هناك حصاراً على دولة بدون أي مبرّرات، وهناك عقاب جماعي غير إنساني تم اتخاذه ضد دولة ذات سيادة، وهناك أزمة خليجية ومجلس تعاون لم يبق منه إلا الاسم فقط، ولا يمكن أن يعيشوا في حالة إنكار، وقد سمّى وزير الخارجية الأزمة بأنها أزمة خليجية وهي المرة الأولى التي يتم خلالها تسمية الأزمة بمسمّاها الحقيقي. وأضاف: للأسف من يتأمل قمم مكة الثلاث التي انعقدت مؤخراً يُدرك أن أمانة مجلس التعاون مختطفة وأن هذا المجلس تسيطر عليه دولة أو اثنتين، ولذلك لا يستغرب أن نجد تعسّفاً ضد الموظفين القطريين بالأمانة العامة للمجلس بالرغم من عدم تخلّف قطر عن أي قمة.. هناك مطامع في ثروات قطر ويريدون احتلالها مع أنهم يُنكرون ذلك إلا أننا نستقرئ هذا في الكثير من التفاصيل. وأشار إلى أن السعودية كانت تعتمد على تفريق اللحمة الوطنية بين الحاكم والمحكوم واللعب على موضوع القبلية ولكن هذه المخططات فشلت بسبب تلاحم الشعب والتفافه حول قيادته الرشيدة. وحول اتهامهم لقطر بأنها كانت تعطي الإحداثيات للحوثيين في اليمن، قال: الآن تبيّن أن الأمر كله تضليل وأن قطر لا علاقة لها بذلك، فقد مر عامان منذ الخامس من يونيو.. فلماذا تأخرت رايات النصر في الوصول إلى صنعاء؟ .. كل هذه شعارات للاحتلال وليس للإعادة الشرعية في اليمن». ابتزاز رياضي بدوره قال ماجد الخليفي، رئيس تحرير صحيفة استاد الدوحة: حصار قطر كان نعمة بالنسبة للمجال الرياضي، فما حققته قطر خلال هذين العامين لم نكن لنحققه بهذه السهولة لولا الحصار، ومنذ يومين حصلنا على منحة هامة تدل على ثقة المجتمع الرياضي الدولي، حيث فزنا باستضافة كأس العالم للأندية 2019، 2020 وهو ما يثبت حجم قطر بالنسبة للعالم والثقة التي بتنا نتمتع بها أمام المجتمع الدولي، والأمر المثير أن تنظيم دولة قطر لمونديال 2022 أمر لم يكن ضمن مطالب دول الحصار بالرغم من أنه الأمر الهام الذي أثار حفيظتهم. وأضاف: العالم كله شاهد التجاوزات التي حدثت لمنتخبنا ولاعبينا في بطولة كأس أمم آسيا سواء من الجمهور أو المسؤولين وهو ما يدل على الحقد الموجود في قلوبهم، وكيف أن حفل الختام تم إلغاؤه بسبب فوز قطر، وكيف تم عزل مسؤولين لمجرد أن صافحوا رئيس الاتحاد القطري، وماذا فعل الجمهور خلال مباراة منتخبنا مع فريقهم. وأوضح أن دول الحصار كانت تتمنى سحب بطولة كأس العالم من دولة قطر، وبعد فشلهم في سحب البطولة، مرّروا إلى الفيفا أن الفرق يجب أن تزيد إلى 48، وحاولوا مراراً، ولكن بعد دراسة جدوى مع الفيفا جاء القرار أنه من الصعب أن تزيد الفرق إلى 48 فريقاً، وقطر لم ترفض المقترح عندما عرض عليها 48 فريقاً، وفي النهاية اتضح أن التطبيق لن يكون واقعياً. وأكد أن دول الحصار عملت على تشويه سمعة قطر منذ سنوات في الصحف المأجورة في أوروبا، ولعبت على ملفات حقوق العمالة، والطقس الحار وغيرها، لكن قطر نجحت في التصدي لكل هذه الحملات وأدارت هذا الملف باحترافية وأنجزت قطر مشاريع كأس العالم بوتيرة سريعة، وأصبحت قطر أحد صنّاع القرار الرياضي في العالم وحصل أكثر من 14 قطرياً على مناصب رياضية عالمية كبرى، ما يؤكد مكانتها الرفيعة في المجال الرياضي العالمي. تهم الإرهاب بدوره، قال الدكتور مروان قبلان الباحث في العلاقات الدولية: موضوع الإرهاب كان ذريعة لحصار قطر، والجميع يعلم أن هذه الأزمة جذورها تعود إلى سنوات، وأنا أسمّيها الأزمة المؤجلة .. إدارة قطر لهذه الأزمة يجب أن تدرّس في الجامعات الدولية، فعندما نقارن بين قطر ودول الحصار من الناحية السكّانية نجد أن عدد سكان دول الحصار 130 مليوناً، بينما عدد سكان قطر 2 مليون ، ولو قارنا في مجال الاقتصاد فلدى دول الحصار ثروات تصل إلى تريليون وأربعمئة مليار، وعسكرياً نجد إنفاق الدول الأربعة 118 مليار دولار سنوياً على الدفاع في مقابل إنفاق قطر الذي هو أقل بعشرين ضعفاً، ومع ذلك لم تستسلم قطر لحصار فُرض عليها بحراً وجواً وبراً من هذه القوى الإقليمية.. ما حدث من قطر في إدارة الأزمة يقوّض حتى نظريات العلاقات الدولية التي لا تعترف بالدول الصغيرة.. فقطر نجحت في أمرين مهمين وهما إدارة الأزمة، وإدارة الموارد، ولعبت دوراً إقليمياً لا يقل عن أدوار دول كبرى بل تتجاوزها. وأكد أن للأزمة أوجهاً إيجابية، حيث سمحت لقطر أن تعيد اكتشاف قدراتها وأن تتجاوز نقاط الضعف على صعيد الصناعة المحلية ودفعتها بطريق تحقيق الاكتفاء الذاتي، كما دفعتها إلى الإسراع بتنفيذ مشاريع البينة التحتية. الإعلام والأزمة من جانبه قال الإعلامي عبد العزيز آل إسحاق: هذه الأزمة كانت تدار بحماقة، وجزء من هذه الحماقة هو الإعلام، فنحن وقفنا على أرضية صلبة ولذلك كسرنا إعلام الحصار، والأمر الذي شاهدناه في إعلام دول الحصار خلال الأزمة هو أن الإعلام يُدار بذات الأسلوب، ما يدل على أن الغرفة التي تدير في جميع البلدان موجودة في مكان واحد، الأمر الذي يؤكد أن إدارة الإعلام لم تكن من جهة إعلامية، بل من جهة أمنية.. وفي المقابل الإعلام القطري لم يكن بحاجة لاختراع قصص ملفّقة أو تزييف حقائق، ما جعله راسخاً وصلباً. وأضاف: هل نجح إعلام الحصار في النيل من قطر؟ .. الإجابة لا .. بل ان هذه الأزمة سحبت كل الرصيد الذي بناه إعلام دول الحصار كقوة ناعمة لها تأثير لدى شعوبهم وأصبحوا لا يحظون بأي مصداقية لدى المُشاهد العربي.
مشاركة :