مواقع التواصل الاجتماعي أرض خصبة لأصحاب التسول الإلكتروني

  • 6/8/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: دانا شعبان اكتسحت ظاهرة التسول الإلكتروني وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت تزداد وتنتشر مؤخراً، من دون معرفة الشخص أو الجهة التي تحاول الحصول على المال، حيث يقوم الأشخاص المحبّون لمد يد المساعدة من دون وعي أو التركيز على الأمر بتقديمها، باعتبار أن قلوبهم تسبق عقولهم في مثل هذه الحالات، لطيبتهم وشفقتهم عليهم.عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يستطيع المتسول أن يصل إلى العديد من الأشخاص بشكل متخفٍّ وأقل حرجاً، إذ يستطيع إيصال مشكلته إلى الملايين، وعلى الرغم من الجهود المتواصلة والعقوبات الصارمة التي اتخذتها الجهات المعنية للحد من هذه الظاهرة بل ومنعها، كإبعاد المتسولين وإدراجهم بالقائمة السوداء، إلا أنها ما زالت موجودة، حيث يتفنن المتسولون ويتقنون التسول عبر اتّباع وسائل مبتكرة لاستثارة العطف والشفقة لدى الناس من أجل الحصول على المال، والمشكلة الأعظم إن كان يمارسها هو وجميع أفراد عائلته، ويتقنونها كوظيفة لهم.أكد عدد من أفراد المجتمع أن المتسولين يحاولون جذب عطف الأهالي وإقناعهم بشتى الطرق للحصول على مبالغ مالية إلكترونياً، من خلال إبراز تقارير طبية، قد تكون مزورة أو لشخص آخر، أو بطرق أخرى منها، أخبار الأهالي أنهم لا يستطيعون دفع إيجار بيوتهم إلى غير ذلك، والطلب منهم تحويل مبالغ مالية لهم للمساعدة. مشكلة كبيرة قال علي إبراهيم الشحي، تنفيذي رئيسي في وزارة الموارد البشرية: التسول الإلكتروني يعتبر من أكبر المشاكل التي يواجهها المجتمع، ولذلك يجب أن ينتهي بأسرع وقت، لأننا لا نعرف من هم وما هي جنسياتهم ومن أي دولة وما علاقتهم بالتسول الإلكتروني، رغم أنها ظاهرة عالمية وآثارها السلبية تبدأ من الاستغلال، فعندما يتعود المتسول يستمر بذلك ويذهب ليخبر أصدقاءه بهذه الوسيلة التي يعتبرها سهلة وناجحة لجمع المال، لذلك يجب أن نقف ضد التسول الإلكتروني وألاّ نثق بأي شخص يحاول التواصل معنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي.وقالت وداد أحمد الشملان: أعتبرها ظاهرة دخيلة على المجتمع، وأسلوباً غير حضاري، ويجب أن يستغلوا جهودهم بدلاً من استخدام التسول الإلكتروني وسيلة لإدخال المال، حيث إننا لا نعرف إلى أي جهة يذهب المال الذي نقدمه لهم، ولذلك أنا لا أثق بهم أبداً. وقال خالد محمد الحمادي: هي ظاهرة سلبية ولها تأثيرات سلبية، أعرف أشخاصاً ساعدوا آخرين عبر الإنترنت، رغم محاولتي لإقناعهم وإخبارهم بأن هذا الشخص قد يكون منتحلاً شخصية أو غير محتاج، كما أن التسول مظهر غير حضاري أبداً ويؤثر في سمعة البلد، لذلك أطالب المسؤولين بالحد من الظاهرة، لأنها موجودة بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتزداد إذا لم يتم الحد منها.وأضاف: أرسلت لي سيدة رسالة عبر الواتس أب، تطلب مني المساعدة لأن زوجها متوفَّى وأولادها يتامى، ولكني تجنبت الرسالة فأنا لا أعرفها. نشر الرسائل وقال سيف محسن السعدي، طالب هندسة ميكانيكية في كليات التقنية العليا: تطورت ظاهرة التسول الإلكتروني مع تطور التكنولوجيا وسبل التواصل بين الناس، ومن الأسباب الرئيسية لتكاثرها هي ضعف النفوس، وبسببها يتم استغلال الأشخاص، ومن باب الطيبة ومساعدة الناس يرسل بعض الأشخاص الأموال، بالرغم من عدم معرفتهم الجهة التي يقومون بمساعدتها، كما أن بعض الأشخاص الذين لا يساعدون مادياً يحاولون المساعدة عن طريق نشر هذه الرسائل.وأرى أن انتشار هذه الظاهرة خاطئ وبلا وعي بالأخص مع الأشخاص العطوفين، لأن عاطفتهم تغلبهم، حيث تعتبر العاطفة هي محور الظاهرة، والوعي هنا مهم جداً لأن وسائل التواصل الاجتماعي أشبه بالبحر الكبير ومخاطره كثيرة. جلسات توعوية وقال محمد راشد المنصوري، طالب هندسة ميكانيكية في كليات التقنية العليا: انتشرت الظاهرة بشكل غير طبيعي في هذه الفترة، خاصةً عبر انستجرام، حيث تجد معظم المنشورات تحتوي على تعليقات للعديد ممن يحاولون طلب المساعدة، ومن الأساليب الأخرى إرسال رسائل شخصية لشرح طبيعة الحال التي تكون معظمها كاذبة.أنا أنصح من يرغب بالمساعدة أن يساعد عن طريق الجمعيات الخيرية المعتمدة من الدولة، وأطالب المعنيين بتقديم جلسات توعوية أكثر وندوات لتوعية الأشخاص، ويجب على الجميع عدم التعاطف مع مرسلي هذا النوع من الرسائل وألاّ يستجيبوا لهم. وأضاف أحمد محمود عبد التواب، مسؤول إرشاد الطلاب في إدارة شؤون الطلبة في كليات الإمارات للتكنولوجيا: من وجهة نظري هذا ليس تسولاً؛ إنما هو احتيال، لأن الشخص إذا وقع في مشكلة واحتاج المال، عليه أن يطلب المساعدة من أهله وأقاربه. لهذا، من النصب والاحتيال أن يحاول أن يتجه إلى أشخاص آخرين، وبعضهم يتخذها مهنة وهذا يؤدي إلى انتشار الطمع والاحتيال. تغليظ العقوبات وقال مصطفى صبحي الصباح: يجب تغليظ العقوبات المختصة بالجرائم الإلكترونية، من أجل الحد من الظاهرة، لأن المتسول إذا تعرض إلى عقوبة خفيفة؛ سيكرر عملية التسول بطرق أخرى، ويجب أن يقوم المعنيون باستقدام الزوار بالتشديد في الإجراءات الوقائية المختصة بتحليل البيانات القادمين إلى الدولة، وأن يتأكدوا من أسباب طلب الدخول إلى الدولة، لوجود أشخاص يتعاملون مع المتسول من أجل أخذ الأموال وتحويلها لهم. متسول يمتلك سيارة وقال عبدالله يوسف زعرب، مهندس كهرباء: من وجهة نظري، ظهر التسول الإلكتروني من سنة أو سنتين تقريباً، وبانضمامي إلى بعض «الجروبات» عبر حسابي في الفيس بوك، شاهدت العديد من الأفراد الذين يطلبون المال بطرق مختلفة، حيث كان بعضهم يكرر التعليق نفسه ليحاول إثبات حاجته للمال ولجمع أكبر كمية ممكنه منه. ورأيت شخصاً أظهر حاجته للمال عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبعد فترة قليلة شاهدت منشوراً له يحاول بيع سيارته، فتفاجأت من هذا التناقض كيف يظهر حاجته ويمتلك سيارة. وحاولت فتاة من دولة أخرى، التسول بعدة طرق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم تذكر أنها من الدولة الأخرى بالرغم من محاولة العديد مساعدتها عن طريق إخبارها بأسماء بعض المؤسسات الخيرية لتتوجه لها، ولكنها رفضت هذه الطرق حتى ظهر أنها تعيش في دولة أخرى وتحاول التسول إلكترونياً لاعتيادها على هذا الأمر.وأضاف: التسول الإلكتروني منتشر بشكل كبير عبر «جروبات الفيس بوك» أكثر من الوسائل الأخرى، وهذا الأمر وصل إلى بعض طلاب المدارس فأصبح بعضهم بعد تخرجهم يطلبون مبالغ مالية لمساعدتهم على الدراسة، بالرغم من عدم معرفة مدى صدقهم. التحقق من مدى صدقهم عبدالله عمر الكردي يقول: يجب توعية طلاب المدارس، وعلى الأفراد الذين يستقبلون رسائل المتسولين، أن يبحثوا بشكل أكبر عن مدى صدقهم، من خلال التواصل مع المتسول ومقابلته للتأكد من حاجته، وطرح الموضوع على المسؤولين والأفراد المعنيين حتى لا تحصل أي مشكلة قد تؤثر فيه بسبب النصب والاحتيال.ومن وجهة نظري، الأفراد الذين يكذبون على المجتمع من أجل الحصول على المال وهم جالسون في بيوتهم لا فائدة منهم في المجتمع، لهذا يجب أن يقوم المعنيون بمعاقبتهم للحد من هذه الظاهرة، ويجب أن يكون الأفراد أكثر وعياً عند محاولتهم تقديم المساعدات المالية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت مريم سعيد الطنيجي: يجب أن ننشر مخاطر التسول الإلكتروني وأن نوعّي شبابنا والمجتمع ونحذرهم من إعطاء الأموال للجهات التي لا يعرفونها وغير معتمدة من الدولة، خوفاً من أن تكون أهداف هذه الجهات دعم أفكار هدامة للشباب، أو أن يتم استخدام الأموال في شراء المخدرات والأمور السلبية الأخرى، كما أنه قد يتم استغلال أسماء بعض الأشخاص في التسول الإلكتروني. عمير محمد المهيري: يحتالون باستعطاف الناس بتقارير مزورة قال اللواء عمير محمد المهيري مدير قطاع الأمن الجنائي في القيادة العامة لشرطة أبوظبي، إن المتسولين الإلكترونيين يتحايلون من أجل الحصول على المال باستعطاف الناس بتقارير مزورة ووثائق مزيفة من السهولة وصولها إلى أكبر شريحة من أفراد المجتمع. وأضاف أن المتسولين الإلكترونيين يقومون بصياغة قصص وهمية لخداع الناس وذوي القلوب الطيبة للاستيلاء على أموالهم بعذب الكلام والحيلة، مثل الادعاء بالحاجة الماسة إلى بضعة دراهم فقط من أجل إجراء عملية جراحية أو إكمال قسط مدرسي أو زرع كلية أو ما سواه.وأكد أن شرطة أبوظبي مستعدة للتعامل مع أي بلاغ إلكتروني، موضحاً بأنه لن يتم التهاون مع المتورطين وسيتم ملاحقتهم وتحويلهم إلى الجهات القضائية، لافتاً إلى أن تعاون الجمهور يعد خط الدفاع الأول في مواجهة هذه الآفة. وحذر من آفة التسول بكافة أشكاله، الذي يمثل سلوكاً غير حضاري، لافتاً إلى مبادرات مجتمع الإمارات الإنسانية في تقديم التبرعات المالية والعينية عبر القنوات الرسمية المعتمدة في الدولة للمحتاجين، حاثّاً أفراد المجتمع على صرف أموالهم في وجهاتها الصحيحة ومن خلال المؤسسات الإنسانية والخيرية المعتمدة والمنتشرة في مختلف أنحاء الدولة.

مشاركة :