الضفة الغربية ليست حكرا على الفلسطينيين ولا أحد يريد دولة فلسطينية فاشلة في خاصرة الجيران، هكذا قال سفير واشنطن التي تعتبر الراعي الرسمي للسلام في الشرق الأوسط. تصريحات جديدة مثيرة للجدل أطلقها ديفيد فريدمان السفير الأمريكي لدى إسرائيل حيث رأى في مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز نشرت السبت أن ضم جزء من الضفة الغربية حقّ للدولة العبرية. هذه التصريحات من شأنها أن تساهم في مزيد من الاحتقان وحالة الغضب لدى الفلسطينيين الذين يرفضون خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام والتي لم يعلن عنها حتى الآن بفعل مجموعة من العوامل ليس أقلَّها الوضع السياسي الداخلي في الدولة العبرية التي ستعيش ثاني انتخابات تشريعية لها في ستة أشهر. وعما رآه حقا لإسرائيل في أراضي الفلسطينيين، قال السفير الأمريكي المؤيد للاستيطان: " تحت ظروف معينة، أرى أن لإسرائيل الحق في الاحتفاظ بجزء فقط وليس كل الضفة الغربية" وهذا برغم القرارات الدولية الصادرة منذ أكثر من نصف قرن والداعية لانسحاب تل أبيب من الأراضي المحتلة في أعقاب حرب حزيران يونيو 1967. ولا يزال العالم بانتظار تاريخ الكشف عن خطة السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، التي صاغ معالمَها كل من جارد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره الخاص إضافة لجيزون غرينبالد مبعوث ترامب للشرق الأوسط إذا قدر للخطة أن ترى النور، فلا يُنتظر أن تحدث اختراقا يذكر ولا أن تستجيب لطموحات الفلسطينيين الساعية لإقامة دولة ذات سيادة. وعن هذه النقطة قال السفير الذي يعتبر رأس الحربة في سياسة الرئيس ترامب في ملف الشرق الأوسط حيث أشرف عل نقل سفارة واشنطن إلى القدس: "إن آخر شيء يريده العالم هو دولة فلسطينية فاشلة تقع في خاصرة الأردن وإسرائيل. لذلك نحن نعوّل على أن الإعلان عن خطة جيدة في الوقت المناسب سيلقى ردود فعل مناسبة أيضا" حسب تعبيره. ورأى فريدمان أن الخطة العتيدة التي تحوّلت إلى سرّ يعرفه الجميع، تهدف لتحسين ظروف معيشة الفلسطينيين معترفا قفي نفس الوقت أنها لن تحقق حلا دائما للنزاع القائم منذ عشرات السنين. تصريحات السفير الأمريكي تأتي قبل أيام من انعقاد مؤتمر البحرين لخطة السلام الأمريكية المقرر في 25 و26 من هذا الشهر. ويُنتظر أن يعكف المؤتمر الذي تقاطعه السلطة الفلسطينية على مناقشة الشق الاقتصادي من خلال الإعلان عن تمويلات خليجية للفلسطينيين بغرض تحسين ظروفهم المعيشية.
مشاركة :