جهود دولية لإنقاذ 'رئة العالم' من تداعيات التغير المناخي

  • 6/9/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

باريس - تعتبر المحيطات من كبرى ضحايا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلا أنها تحمينا أيضا من تأثيراتها من خلال امتصاصها لها في دور حيوي يأمل المدافعون عنها بأن يؤخذ أخيرا في الاعتبار في سياسات المناخ. ويقول دان لافولي من الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة "لدينا فرصة فعلية في الأشهر الـ18 المقبلة لبذل جهود في سبيل المحيطات" وليس فقط في مجال مكافحة التلوث بالبلاستيك أو الصيد الجائر وهما محط حملات منتظمة لحماية البحار. وسيشهد العام 2019 في سبتمبر/أيلول صدور أول تقرير خاص من الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ مكرس للمحيطات. وتتوقع ليزا سبير من المنظمة الأميركية غير الحكومية "ناتشرال ريسورسز ديفانس كاونسيل" لمناسبة اليوم العالمي للمحيطات السبت أن يكون التقرير "قاتما بعض الشيء". فقد ارتفع منسوب البحار المتفاوت من منطقة إلى أخرى بعشرين سنتيمترا كمعدل وسطي في القرن العشرين، وهو يزداد 3,3 سنتيمترات سنويا بوتيرة يبدو أنها تتسارع. وكان تقرير للهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ في العام 2014، توقع ارتفاع المستوى بمتر كحد أقصى بحلول نهاية القرن الحالي مقارنة بفترة 1986-2005. إلا أن دراسة علمية صدرت قبل فترة قصيرة أشارت إلى احتمال أن يتجاوز الارتفاع المتر حتى لو نجح الانسان في حصر الاحترار بدرجتين مئويتين، وهو الهدف الأدنى لاتفاق باريس حول المناخ. إلا أن التوقعات مقلقة أيضا بالنسبة إلى مؤشرات أخرى يصفها دان لافولي بأنها "فرسان نهاية العالم الأربعة" وهي احترار سطح المياه واحترار المحيطات برمتها وتسارع ارتفاع الحموضة المؤذية للشعاب المرجانية خصوصا و"المناطق الميتة" حيث يحول مستوى الأكسجين المتدني جدا دون قيام حياة بحرية. ويؤكد "نحن العلماء مصدومون بنطاق التغير وكثافته وسرعته". وهذا ناجم عن استيعاب المحيطات حوالى 30% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتأتية من النشاط البشري وأكثر من 90% من الحرارة الإضافية الناتجة عن هذه الانبعاثات، فحدّت بذلك من انعكاساتها على الإنسان. لكن بيتر تومسون موفد الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بشأن المناخ، حذّر قبل فترة وجيزة من أن "لذلك حدودا" مشددا على أهمية دور المحيطات كرئة للعالم إلى جانب الغابات. وأضاف "فنفس واحد من كل اثنين يأتي من الأكسجين الذي تنتجه المحيطات. لذا حان الوقت لنقوم بهذه التغييرات الجذرية". ويأمل المدافعون عن المحميات بأن يزيد التحذير الذي ستطلقه على الأرجح الهيئة الدولية المعنية بتغير المناخ في سبتمبر/أيلول، من الوعي بالرابط العضوي بين البحار والمناخ. وفي إطار المنظور نفسه، يريد رئيس تشيلي سيبستيان بينييرا أن يُحفر مؤتمر الأطراف الخامس والعشرون للأمم المتحدة حول المناخ الذي ترأسه بلاده في يناير/كانون الأول في سانيتاغو، "في الأذهان على أنه مؤتمر الأطراف الأزرق" في إشارة إلى المحيطات. لكن كيف نحول هذه الإرادة السياسية إلى أفعال؟ ويقول رافاييل كوفيلييه من مؤسسة أمير موناكو ألبير الثاني، يجب أن "تعتمد الدول اجراءات متعلقة بالمحيطات في التزاماتها الوطنية" في إشارة إلى أن الدول الموقعة اتفاق باريس يجب أن تكشف عن مراجعة لالتزاماتها خفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، في 2020. ويشدد على أن "العمل على حفظ البيئة البحرية، هو العمل في سبيل البيئة". وعمليا، تطالب المنظمات غير الحكومية والعلماء بتوسيع شبكة المحميات البحرية بشكل سريع. ويؤكد كالوم روبرتس عالم المحيطات في جامعة يورك "يمكن لهذه المناطق أن تحيي أجزاء من البحر في غضون عقود قليلة وقلب الميل. يمكننا أن نقلب التغيرات الناجمة عن الاحترار المناخي". ويركّز البعض أيضا على أهمية "الكربون الأزرق" وهو مفهوم يشمل قدرة بعض الانظمة البيئية الساحلية مثل المنغروف على استيعاب ثاني اكسيد الكربون.

مشاركة :