يتقدّم الجيش الوطني الليبي نحو تحرير طرابلس، بعدما كبّد الميليشيات خسائر فادحة في معارك هي الأعنف منذ انطلاق عملية «طوفان الكرامة»، فيما فرّت قيادات جماعة الإخوان والميليشيات الإرهابية إلى تركيا. وأكّدت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، أمس، أن الجيش أحرز تقدماً جديداً في العديد من المواقع في معركة تحرير طرابلس. وقالت الشعبة، في بيان مقتضب، إنّ قوات الجيش كبّدت ميليشيات الوفاق خسائر في الأرواح والعتاد، وأحكم السيطرة على مواقع تابعة للمجموعات المسلحة في طرابلس. وتواصلت الاشتباكات العنيفة، أمس، في محاور عدة منها طريق المطار والسواني، بعد ليلة شهدت تقدم الجيش لرفع عدد من السواتر الترابية التي كانت الميليشيات قد تحصنت بها على أبواب طرابلس. وذكر مصدر عسكري أن الجيش الوطني الليبي بدأ عملية الزحف على محور طريق المطار بالكامل في العاصمة طرابلس، موضحاً أنّ قوات الجيش دمرت ثلاث آليات للمجموعات المسلحة وأجبرتها على التراجع، فيما انطلقت عملية إزالة السواتر الترابية التي أقامتها ميليشيات الوفاق. ووصف شهود عيان لـ«البيان»، اشتباكات أمس بأنّها كانت الأقوى من نوعها منذ انطلاق عملية تحرير طرابلس، وأنّ رحاها دارت في عين زارة وخلة الفرجان واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة. واستخدم الجيش الوطني المدفعية الثقيلة الهاوزر في منطقة الرملة، واستهدف تمركزات الميليشيات، وأعلن تدمير مدفع 32 و14 ونصف، وسط أنباء عن انسحاب بعض تلك الميليشيات من مواقعها. كما استخدم الجيش الطيران الحربي والمروحيات لقصف مواقع الميليشيات في ظل سيطرته الجوية الكاملة على سماء طرابلس. تحول حاسم على صعيد متصل، كشفت مصادر من غرفة عمليات تحرير طرابلس لـ«البيان»، عن أنّ الساعات الماضية شهدت تحولاً ميدانياً حاسماً، أدى إلى تقهقر الميليشيات الخارجة عن القانون والجماعات الإرهابية في عدد من المحاور، وأن قوات طوفان الكرامة على وشك تحرير العاصمة، مشيرة إلى أنّ هذا التحول دفع بعدد من أمراء الحرب إلى مغادرة طرابلس بعد أن تأكد لهم أن لحظة الحسم قد حانت. وأضافت المصادر أنّ عدداً من قيادات الإخوان والجماعة المقاتلة غادرت طرابلس باتجاه تركيا، وأنه تم خلال أيام العيد رصد عمليات تهريب أموال وكميات من الذهب إلى الخارج من قبل أطراف محسوبة على الإخوان والميليشيات، وهو ما يعني أنها أدركت أن لا مستقبل لها في ليبيا. وأشارت المصادر إلى أنّ أجهزة الاستخبارات التابعة للجيش الوطني راقبت عن كثب كل ما يدور في كواليس السياسية والمال في العاصمة. مواقع استراتيجية بدوره، أكّد الناطق باسم غرفة عمليات الكرامة التابعة للجيش الوطني، العميد خالد المحجوب، أنّ المعركة شارفت على نهايتها، وأنّ الميليشيات تكبدت خسائر فادحة في الأرواح والعتاد وبدا عليها الإحباط، لا سيّما أنّ الأغلبية الساحقة من عناصرها من المرتزقة والشباب المغرر به الذي يقاتل للحصول على المال، دون أن تكون له عقيدة عسكرية ينطلق منها ويدافع عنها. وأوضح المحجوب أن الجيش الليبي أحكم سيطرته على مواقع جديدة ذات أهمية استراتيجية في تقرير مصير المعركة نحو الحسم الوشيك، وبات على بعد كيلومترات من قلب طرابلس ولديه الأسبقية في تحديد الخطوات المقبلة، وهو ما أثر في معنويات الميليشيات والجماعات الإرهابية. دعوات أماطت تسريبات اللثام عن دعوات وجهتها دول إلى مسؤولين في «الوفاق» بمغادرة طرابلس تحسباً للتطورات الميدانية المنتظرة خلال الأيام المقبلة. وأكّد النائب بمجلس النواب، سعد أمغيب، نقلاً عن مصادر موثوقة، أنّ تواصلاً تمّ من السلطات الإيطالية مع رئيس المجلس الرئاسي فايز السراج، طالبته بمغادرة طرابلس في أسرع وقت ممكن.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :