بدر صعب.. شاب إماراتي له اهتمامه الواسع بعالم الصيد والرحلات عبر مشروعه «بدر الإمارات»، الذي أتاح لمحبي القنص أن يتعرفوا على ما يضمه هذا السوق من مستلزمات جمعت القطع التقليدية والجديدة والمبتكرة، ليخوضوا تجربة مثيرة ومختلفة، إلا أن اهتمامات صعب لم تتوقف فقط عند هذا السوق، وإنما هو شغوف أيضاً بجمع المقتنيات والعملات المحلية ولوحات السيارات القديمة، ويؤمن بأن القديم إرث وثروة حقيقية، ليس على الصعيد المادي فقط وإنما المعنوي أيضاً، مؤكداً أن الشعوب تتباهي بثقافتها وتاريخها الذي تستند إليه في تطورها، ونهضتها. شغف بالتراث في محطة غير بعيدة عن مزاولة نشاطه التجاري، أراد أن تكون هذه المقتنيات قريبة منه، ليثري شغفه بالتراث وكل ما هو قديم، عبر قراءة تاريخ كل قطعة وأهميتها في مرحلة ما، فقد جمع بعض الإصدارات القديمة لدور نشر محلية وعربية، تناولت بإسهاب تاريخ قيام دولة الاتحاد، وما تحقق على أرضها من إنجازات، وما قدمته من نصرة ومساندة للقضايا العربية والإسلامية، وما صنعه راعي النهضة ومؤسس الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من أعمال وأقوال، شاهدة على حكمته، ورؤيته وبصيرته في مختلف الأحداث والصراعات التي شهدتها المنطقة. وأكد بدر صعب، أن دخوله إلى عالم جمع المقتنيات، بدأ مع جمع الطوابع البريدية، والعملات المحلية، ونجد الكثير من الهواة يتباهون بما في حوزتهم من قطع نادرة يملكونها، استطاعوا أن يجمعوها نظير مشاركتهم في منصات المزادات وكثرة الأسفار وزيارة الأسواق القديمة التي تضم بعض القطع النادرة، التي يعرضها البعض، فتكون فرصة سانحة لهواة جمع المقتنيات أن يقتنصوها. مقتنيات نادرة وتفصيلاً يقول بدر: ربما كانت البداية بجمع الطوابع، إلا أنني وجدت نفسي مقبلاً على هذا العالم الواسع، الذي من خلاله نسترجع محطات هامة من التاريخ المحلي، ونتوقف عند مراحل مرت بها الشعوب خلال نهضتها وتطورها، وما مرت به من أحداث، وهناك الكثير من الوقفات التي يجدها البعض عادية، ولكنها قد تنطوي على الكثير من المواقف السعيدة أو غيرها، فتختلف الاهتمامات من فرد إلى آخر. ويتابع: تنوعت المقتنيات التي يضمها متحفي الصغير والبسيط القابع في مكتبي الخاص من حيث الصور القديمة للشيوخ وصور دولة الإمارات في الحقبة القديمة، وبعض المجلات العربية التي ضمت بعض المقالات المتعلقة بالدولة قديماً والجرائد المحلية في إصداراتها الأولى، وأرقام لوحات سيارات تعود لفترة زمنية قديمة، وشرائط كاسيت وفيديو، وبعض الهواتف الأرضية القديمة، التي كانت تشكل وقتها ميزة خاصة لمقتنيها قبل أن تنتشر، والأجهزة القديمة من تلفاز ومذياع وبعض آلات التصوير القديمة، بالإضافة إلى بعض السيارات ذات الدفع الرباعي القديمة، والكثير من الوثائق والكتب التي لم تخرج من إطار تاريخ هذه الأرض وبعض المتعلقات التراثية القديمة التي تعود للعائلة. مزادات ومنصات ويلفت بدر إلى أن الباحث في طيات هذا السوق يجد فيه بحراً من المعلومات التي يلج إليها الفرد ويتعرف إلى أدق تفاصيلها، ويستكشف ماضي الأجداد، والتحولات الاجتماعية والتاريخية التي حدثت في الحقبة السابقة. ونحن من الجيل الذي لم يشهد تلك الفترة وهذا ما يجعلنا نبحث في طيات الماضي بمختلف مفرداته وأدواته، وكلما عثرت على قطعة تاريخية، أجد نفسي في حالة بحث دائم عن غيرها، وهكذا. ونظراً لزيادة هواة جمع المقتنيات، أصبح السوق أكثر اتساعاً مع تواجد المعارض التي تنظم فيها المزادات المحلية والخليجية، وأيضاً منصات التواصل الاجتماعي التي جعلتنا على اطلاع بما يروج له الهواة من مقتنيات، والإعلان عن أبرز منصات بيع المقتنيات في دول الخليج ومحطة التقاء الهواة. ويساهم هواة جمع المقتنيات في حفظ التراث المحلي من خلال الاهتمام بجمع وعرض مقتنيات قيمة وثمينة، تؤكد على عراقة وأصالة التراث الإماراتي، الذي يعتبر إرثاً للأجيال القادمة.