عدسة الهرمودي تروي حكايا إماراتية من وجهة مغايرة

  • 6/10/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

رحلة في معالم الطبيعة الإماراتية، وجولة بين ملامح من تراث بلاده الغني، يصحب المتلقي إليها المصور يوسف الهرمودي من خلال أعماله التي عرض جزءاً منها في معرض بعنوان «أنا إماراتي» في عجمان. تتبّع المصور الإماراتي - على مدى سنوات - بيئة بلاده، ليروي فصولاً من حكاياتها، عبر التركيز على تفاصيل بسيطة تطغى على أعماله، فكاميرته تطارد المسنين في حياتهم اليومية وعملهم، وحركات أيديهم، ليؤكد أن هذه الملامح البسيطة ليست إلا جزءاً من حياة كاملة يمكن أن تروى عبر الصور. وأكد الزميل الهرمودي أن عنوان معرضه «أنا إماراتي»، الذي اختتم أخيراً في فندق فيرمونت بعجمان، أتى لارتباطه بالبيئة الإماراتية والتراث المحلي، وبشكل أساسي شجرة الغاف التي أُخذ منها شعار عام التسامح، مشيراً إلى أن المعرض، احتوى على بحوث عدة قام بها على مدى سنوات، فالبحث الأول يُعنى بالتراث الإماراتي والخليجي، وبدأه منذ تسع سنوات تقريباً، والتقط صوره في الإمارات والعديد من الدول الخليجية. أما البحث الثاني فيختص بالبيئة الإماراتية، التي يتتبع ملامحها بعدسته منذ 15 سنة. حراك كبير وأضاف الهرمودي أن عمله كمصور إماراتي على البيئة المحلية، جعله يستكشفها من وجهة نظر مغايرة، إذ لاحظ خلال هذه السنوات وجود حراك كبير للحفاظ على التراث المحلي، كما أن التركيز على التفاصيل في التراث المحلي يقود إلى اكتشافات ليست بسيطة، لاسيما في حياة الكبار؛ فكل ما يرتبط بحياتهم مختلف، سواء كلامهم أو حتى ألوانهم، وكذلك ردود أفعالهم. ولفت إلى أن ردة فعل هؤلاء الكبار مختلفة عن الصغار، إذ تغيّرت رؤية الأجداد مع الزمن، وبات تعاطيهم مع المصور أفضل، خصوصاً أنهم محط اهتمام أصحاب العدسات الفوتوغرافية، موضحاً أن الكبار كانوا يضعون بعض الحواجز أحياناً مع المصور، ولكن مع الوقت باتت هناك أريحية أكثر، فهم يعتزون جداً بتراثهم، ويستفيضون في الشرح عنه ويحبون تقديمه. تصنع الفارق باستمتاع، ينصت الهرمودي إلى القصص التي يرويها الذين يلتقط صورهم، فرواياتهم هي التي تصنع الفارق في الصورة، على حد تعبيره، مؤكداً أن الحديث الذي يدور بينه وبين الذين يلتقط صورهم، هو الذي يوجد الحالة الخاصة بكل عمل، فهناك الكثير من القصص الجميلة التي تحملها اللقطات، والكلام السلبي أو الإيجابي لابد أن ينعكس في النتيجة النهائية. يتلاعب المصور الإماراتي بالإضاءة في الأعمال بشكل محترف، فيقود المتلقي إلى استكشاف الحالة الفنية التي يختلقها من خلال العلاقة التي يوجدها بين التفاصيل والإضاءة، فالصورة - من وجهة نظره - تبدو في حالة عزلة، وعندما نبتعد مع إضاءة أكثر تختلف التفاصيل، وبالنسبة إليه الإضاءة وتركيزها على نقطة واحدة من زاوية معينة هو الذي يصنع هذا الاختلاف في الصورة، لافتاً إلى أن هذا الأمر لم يحدث بشكل عشوائي، وإنما من خلال الدراسة والتجريب المتواصل للتقنيات المختلفة عبر السنوات، إذ اكتشف مع الوقت نسبة الإضاءة التي يجب أن يضعها في كل صورة. ونوه بأن اعتماده على الألوان الداكنة يعود لحبه للألوان السوداء التي يجد فيها قوة، وهذا النوع من التصوير يعتمد على الزاوية بشكل أساسي، فالفكرة هي التي يبتكرها الفنان أولاً، والإضاءة والتقنيات الأخرى تكمل الفكرة والزاوية. دعم غير كافٍ وعن الدعم الذي يتلقاه الفنان الإماراتي، رأى الهرمودي أن المصور بشكل خاص خارج الحسابات غالباً، لأن هناك إشكاليات كثيرة تدخل في مسألة تقدير التصوير، فهو من الفنون التي ينظر إليها على أنها ليست إبداعاً أو ليس فيها مجهود، مع أنه من الفنون البصرية التي تحمل أهمية كبيرة، مشيراً إلى أن ما يدفعه إلى الاستمرار في الفن رغم قلة التقدير، هو العناد والإصرار والشغف بعالم الصورة. ووصف التخصص في مجال التصوير بـ«المهم جداً، فهو كفنان متخصص في البورتريه والتراث، باتت لديه الخبرة الكافية عبر السنوات لنقل هذه المعالم باحترافية وبشكل سريع، فيلتقط الصورة التي يريد من المرة الأولى، فالتخصص يمكّن المصور من الإبداع». ورأى أن التصوير أشبه بالرحلة الذاتية التي يستكشف من خلالها أشياء لم يشاهدها من قبل، فحين يسافر ليصور بين جنبات الطبيعة يأخذ معه الكثير من الأدوات، ويعيش بالفعل رحلة من خلال المشاهد التي يراها ويعيشها. سيرة حلم بدأ المصور الزميل يوسف الهرمودي رحلته في عالم الصورة في سن مبكرة، منذ أن بلغ الـ13، واستخدم في بداياته كاميرات الأفلام النموذجية، وفي 1999 التزم بالتصوير كمهنة مستقبلية، إذ بدأ بتجربة الكاميرات والتقنيات الرقمية. تابع الهرمودي دراسته في كلية الإعلام بجامعة الشارقة، وتلقى العديد من دورات التصوير الفوتوغرافي. وبالنسبة إليه يعد التصوير أكثر من مجرد وثائق، إنه حلمه المعبر، الذي يمنحه القدرة على تجميد اللحظات في الوقت المناسب والتقاط المشاعر بصرياً. ولديه إسهامات في الكثير من المعارض، ومن أبرزها، الطواف، ومعرض خاص في مقر السفير الفرنسي بأبوظبي، ومعرض وجوه، ومعرض سكة، وغيرها. • «هناك الكثير من القصص الجميلة التي تحملها اللقطات، والكلام السلبي أو الإيجابي لابد أن ينعكس في النتيجة النهائية». • «إشكاليات كثيرة تدخل في مسألة تقدير التصوير، فهو من الفنون التي ينظر إليها على أنها ليس فيها مجهود».طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App

مشاركة :