الحارة وجيران العمارة

  • 4/1/2015
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

نعم!! انت قنبلة عنف موقوتة تم تصنيعها في مجتمعاتنا العربية المليئة بالشعارات والمناصحات! واحكم بنفسك على (النتيجة) في مظاهر وتجليات (المحبة المجتمعية) فى رمي النفايات وتوقيف السيارات واغلاق حركة المركبات! والقيادة العدوانية في الطرقات….. ثم القدح في نظام (ساهر) الموجود فى كل البلاد! وتوسيخ الحدائق والمتنزهات بعد الرحلات! فجميع تلك المظاهر والظواهر لا تدل على مواطن (متلاحم) مع مجتمعه. ذلك ان تعليمنا الأساسي لم يغرس فينا (شراكة المجتمع) لذلك يتحول الفرد إلى خطر على المجتمع حال التخرج….. فيسارع الأهل لتزويجه لكي لا ينحرف (لأن الباشا لديه إستعداد فطري للانحراف) والانتقام من المجتمع الذي (منع عنه) مظاهر الحياة المجتمعية الطبيعية … في وسط خال من المباحات الاجتماعية التي يحتاجها (الكائن البشري) ليتحول الي (إنسان و مواطن فعال بالمقاييس العالمية) وليست المحلية. فلم ُتثمر (سنين وملايين) تم صرفها علي كتب ومناهج ومدرسين ومرشدين من المراحل الابتدائية حتي صفوف الثانوية! فالمناهج الدينية ومظاهر (التدّين) وقراءة آلاف الكتب التنظيرية والوعظية التي تزخر بها المكتبات (لا تتحمل مسؤولية) صناعة الأخلاقيات وفن المعاملات….. التي يكتسبها الفرد من المنزل والحارة وجيران العمارة! ولعل ذلك هو المقصود من حديث (خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام…إلى نهاية الحديث الشريف) فلا الإسلام ولا التدين (مسؤولان) عن صناعة تصرفات الإنسان التي يكتسبها منذ نعومة أظافره من مجتمعه وبيئته المحيطة. واعلم أن (غياب الأنشطة الجماعية) هي العلة والسبب! فهي التي تحول رجل العالم الثالث من (كائن بشري) إلى (إنسان ذو خلق عظيم في فن المعاملات) عن طريق (الفعاليات الجماعية التي تتبناها المدارس والكليات والجامعات (تدريبات الإخلاء عند الحرائق و صيانة المباني و التدريب الموسيقي والكورال (الجماعي) / ومؤسسات الهوايات التكميلية (الجماعية) و مسابقات الشطرنج علي مستوي الدولة / تصفيات البولنج الجماعية، ومنافسات المدارس المتفوقة / وكافة الأنشطة والمظاهر الطبيعية (الاجتماعية) التي تربط الفرد مع مجتمعه ووطنه منذ الصغر! سؤال: هل يوجد لدينا مدارس خاصة لتعليم النوتة وعزف الكمان والبيانو للمشاركة فى صناعة أغانينا الوطنية؟ أم من الذي يصنعها؟ فالانشطة الجماعية الجمالية يا مسلم…. هي التي تصنع (إنسانية الفرد تجاه مجتمعه) وتنتج مواطناً (متزناً) بعيداً عن العنف اللفظي والفكري تجاه المجتمع! فغياب الأنشطة الجماعية التي تنمي (اخلاقيات الشراكة بين الناس) هي ثاني سبب وراء (إنحطاط المعاملات والتعاملات بين الناس) في الدول النامية!. درجة الدكتوراه / الجامعة الأوروبية / الكونفدرالية السويسرية. Hatem Almashhadi

مشاركة :