سلطت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية الضوء على قضية ظلت «مخفية عن العامة» طيلة اربعة اعوام، وكشفت أن متطرفين على علاقة بحزب الله، المدعوم إيرانياً، خزنوا عناصر تدخل في صناعة قنابل، في لندن عام 2015. ونقلت الصحيفة عن مصادر أمنية أنه عقب معلومات من حكومة أجنبية، اكتشفت الشرطة البريطانية وجهاز المخابرات الداخلية «إم آي – 5» آلاف من عبوات الثلج التي تستخدم لمرة واحدة، تحتوي على ثلاثة أطنان من نترات الأمونيوم الخطيرة (عنصر شائع في القنابل اليدوية) التي استخدمت لقتل 168 شخصا في أوكلاهوما سيتي عام 1995، و202 شخص في بالي عام 2002. وخلصت التحقيقات السرية على مدى أكثر من 3 سنوات، إلى علاقة «حزب الله» بعناصر جرى اعتقالهم في 2015، ووجهت السلطات الاتهام رسمياً لحزب الله لضلوعه في دعم تلك العناصر وتمويلها. ووصفت «تلغراف» نتائج التحقيقات بـ «المروعة»، بعد كشف أن حزب الله، المصنف إرهابياً، جمع الآلاف من الطرود الصغيرة المتفجرة، احتوت كل واحدة منها على نترات الأمونيوم، وأوضحت أن عملاء من جهاز المخابرات، وضباطاً من شرطة مكافحة الإرهاب التابعة لشرطة لندن، قاموا بعملية سرية لكشف التآمر الإيراني، واكتشفت السلطات مصنعاً محتملاً للقنابل يديره حزب الله ويتخذ من صناعة عبوات ثلج تستخدم لأغراض طبية غطاء. وقالت الصحيفة إنه للوهلة الأولى قد تبدو تلك العبوات غير ضارة، لكن وبمجرد طي العبوة تتفاعل محتوياتها الداخلية، متحولة إلى مادة شديدة البرودة. وما أن يتم فتحها يمكن استخراج نترات الأمونيوم النقية منها، والتي تُمزج مع مكونات أخرى لتصبح مادة متفجرة فتاكة، موضحة أنه تم استخدام عبوات الثلج لأنها تبدو غير مؤذية وأسهل للنقل، وإنه لم يكن هنالك أي هجوم وشيك. وقالت الصحيفة إن اكتشاف هذا المصنع السري المرتبط بإيران يظهر الخطر المحدق بلندن، وان توقيت اكتشافه ضاعف الصدمة البريطانية، ففي الوقت الذي كانت تسعى بريطانيا فيه لعقد اتفاق نووي مع إيران، كشف هذا المصنع نوايا نظام طهران الحقيقية، وأن المخزن كان جزءا من جهود حزب الله الدولية تمهيدا لشن هجمات مستقبلية. وأكدت الصحيفة أن جهاز المخابرات MI5 والشرطة اللندنية داهما أربعة مواقع في شمال غربي العاصمة، وهي ثلاث شركات ومنزل، حيث صودرت الأطنان الثلاثة من مادة نترات الأمونيوم، واعتقلت رجلا في الأربعينات من عمره وتم إطلاق سراحه لاحقا من دون توجيه اتهام رسمي له، مشيرة إلى ان هذه العملية الأمنية جاءت بعد تلقي لندن تنبيها من حكومة أجنبية، بعد أشهر من اعتقال سلطات قبرص رجلا يحمل الجنسيتين الكندية واللبنانية عثر في منزله على أكثر من 65 ألف عبوة تضم نترات الأمونيوم وأقر بأنه من «حزب الله»، وكانت لديه نسختان من الجواز البريطاني. وقالت الصحيفة إن قرار عدم إطلاع الرأي العام على تفاصيل القضية، التي تعود إلى وقت قصير عقب إبرام إيران الاتفاق النووي عام 2015، «مثير للدهشة». وذكرت أنه في حينها تم إبلاغ رئيس الوزراء وقتذاك، ديفيد كاميرون، ووزير الداخلية وقتذاك تيريزا ماي، لكن لم يتم إبلاغ النواب الذين كانوا يناقشون حظر حزب الله في بريطانيا. وأضاف التقرير أنه لم يكن هناك أي هجوم وشيك، وأن نترات الأمونيوم لم يتم استخدامها في صنع متفجرات. يذكر أن بريطانيا تحظر الجناح العسكري لحزب الله منذ سنوات، لكن الجماعة بأكملها لم تصنف ضمن قائمة الجماعات الإرهابية البريطانية إلا في وقت سابق من هذا العام.
مشاركة :