يقف النظام الإيراني على حافة الهاوية، وربما واجه هذا الموقف كثيراً في الماضي لكن هذه المرة يبدو الوضع أكثر خطورة وبات مصير النظام على المحك، ويقول شهريار كيامنش عضو المقاومة الايرانية «إن النظام قد وضع على شفا الهاوية، والحقيقة هي أن هذا ليس مجرد كلامنا، بل خامنئي نفسه قد طرح مؤخرًا، إننا نمر عبر طريق ضيق وسط الهاوية، بسبب العزلة الداخلية والضغط الدولي والاحتجاجات العارمة». ويشير كيامنش إلى ثلاثة عوامل لتحديد الحالة المتأزمة للنظام الإيراني: العامل الأول هو ظروف المجتمع المتفجرة داخل إيران، 40 عامًا من الفساد والدمار، وتدمير البنية التحتية الاقتصادية في البلاد، والفقر والجوع والبطالة، وقمع الشباب وخاصة النساء الإيرانيات والقضاء على جميع البنية التحتية للبلاد وحتى البيئة مما أدى إلى الكارثة التي وقعت في الأيام الأولى من العام الجديد الإيراني، ووقوع السيول والفيضانات وحالات الدمار الناتجة عنها، والقمع، وسياسة الإعدام والتعذيب، كل هذه الأمور حولت المجتمع الإيراني إلى برميل متفجر ينتظر فقط شرارة، حتى عناصر النظام اعترفت بصراحة بهذا الوضع الحرج، وأكد أحد الأعضاء في مجلس الشورى يدعى «كواكبيان» في أواسط مايو قائلًا: تسبب لنا الفساد والدمار في مواجهة تهديد أكثر خطورة من العقوبات، مما يعني أن النظام نفسه يعترف أيضًا بوجود تهديد للنظام من جانب المجتمع والشعب الإيراني، وهو أثقل بكثير من العقوبات. العامل الثاني وفقا لكيامنش وجود بديل وندّ ضد النظام، وهو عامل مهم في السياسة الدولية والظروف الحالية، والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي تمثل منظمته المركزية والرئيسة منظمة مجاهدي خلق تناضل منذ 40 عامًا ضد النظام وتمكّنت من التأثير الفاعل سواء في الساحة الداخلية أو الدولية ودورها الموجّه للأوضاع. وأكد ذلك خامنئي وبعض المسؤولين الآخرين في النظام صراحة بشأنها. والعامل الثالث هو الموقف الدولي، ويتابع عضو المقاومة الإيرانية بقوله «في الواقع كانت لمجاهدي خلق وبديل النظام التأثير البالغ في السياسات الدولية أكثر من أي وقت آخر. سواء بشأن الأنشطة النووية السرية للنظام، والتي وفقاً لكثير من المسؤولين من دول أخرى وخاصة الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية، كانت المقاومة الإيرانية، هي التي كشفت عنها لأول مرة وكذلك فيما يتعلق بالمشروعات الصاروخية وفضح أعمال النظام الخبيثة في بلدان المنطقة، وخاصة في سورية والعراق ولبنان واليمن. لأنه، فيما يتعلق بطبيعة ورغبة هذا النظام الرجعي والمتطرف، فإنه يريد أن يظهر نفسه كقوة متفوقة وحكم إمبراطورية دينية، ولكن، بالطبع، ولما له من طبيعة متخلفة لا تنسجم مع العصر وكذلك وبسبب وجود هذه المقاومة التي تشكل الحاجز الرئيس ونقطة النقيض للتطرف، فلن يكون قادراً على القيام بذلك إطلاقًا، وادعاء النظام لا يعدو سوى كذبة»، ويؤكد كيامنش انه لولا أنشطة المقاومة الإيرانية على الصعيد الدولي، لكانت السياسة الدولية بدون شك ستواصل طريق المساومة والاسترضاء مع النظام الإيراني. فلذلك، وجود بديل قوي وديمقراطي يستطيع أن يحل محل النظام وهو قادر على إدارة البلد في المستقبل من خلال البرنامج الواضح والمحدد وهذا عامل مهم في عزل النظام أكثر فأكثر.
مشاركة :