بعد مرور 10 سنوات على الانتخابات الرئاسية الإيرانية عام 2009 والتي قالت الحركة الإصلاحية آنذاك إن هذه الانتخابات شابها التزوير على يد الحرس الثوري، ومن ثمّ إعلان فوز أحمدي نجاد فيها، ظهر مؤخراً مقطع فيديو لتصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني، محمد علي جعفري، وقائد الباسيج محمد رضا نقدي وحسين طائب ممثل خامنئي بالحرس الثوري في اجتماع سري بعد انتخابات 2009، حيث يؤكد الفيديو تدخل الحرس الثوري والمقربين من المرشد الأعلى علي خامنئي في نتائج الانتخابات. تفوق مير حسين موسوي ويظهر في مقاطع الفيديو محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري وهو يتحدث عن الأجواء السائدة بين الجماهير قبيل الانتخابات، وعن نتائج الاستطلاعات التي كانت تجري بواسطة مؤسسات حكومية تثبت تفوق المرشح الإصلاحي مير حسين موسوي، حيث كان فوزه في الانتخابات متوقعاً حسب قول جعفري. ويقول محمد علي جعفري "كنا قلقين جداً من نتائج الاستطلاع، خاصة أن النتائج كانت تثبت أنّه كلما اقتربنا من يوم التصويت كانت النتائج تظهر لصالح مير حسين موسوي، لذا قررنا أن نعمل شيئا كي تتغيير الأمور لصالح أحمدي نجاد الذي كان المرشح المفضل للمرشد الأعلى علي خامنئي وللحرس الثوري. وأضاف: "كنا نرى أنّ وصول الإصلاحيين يعتبر خطا أحمر لنا كحرس ثوري وقوات تعبئة خاصة، وأنّ الإصلاحيين كانوا يريدون إبعادنا عن السلطة وكانوا يكررون دائما الحرس يجب أن يبتعد عن السلطة". ضوء أخضر من خامنئي ويقول جعفري: "الخطبة التي ألقاها خامنئي في الجمعة أعطتنا الضوء الأخضر لمنع أي احتجاج للإصلاحيين حتى لو كان سلميا". ويعترف باعتقالات عشوائية وواسعة طالت المحتجيين ويقول "قطعنا كل وسائل الارتباطات من الإنترنت وغيرها حتي تمكنا من تفكيك ارتباطاتهم ومنعهم من التنسيق". ويتطرق محمد علي جعفري إلى قمع المظاهرات وتصدي الحرس الثوري والقوى الأمنية، كما يعترف باعتقال الكثير من أنصار مير حسين موسوي. ويقول "لو لم نقم بالاعتقالات الواسعة لما كنا نستطيع إخماد الاحتجاجات ولاستمرت الاحتجاجات لوقت أطول". تزوير فج وكانت إيران قد شهدت مظاهرات عارمة وحركة احتجاجية شاملة هزت العاصمة طهران وبعض المدن الإيراينة الكبرى مثل أصفهان وشيراز عرفت بـ"الحركة الخضراء"، والتي انضم إليها الملايين من الإيرانيين الذين طالبوا بإعادة انتخابات الرئاسة التي جرت في يوم 12 يونيو 2009 وفاز فيها محمود أحمدي نجاد وشاب هذه الانتخابات عمليات تزوير كبرى صدمت الشعب الإيراني. وشكك المعارضون في نزاهة الانتخابات، فخرج الملايين من الإيرانيين مطالبين بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات، واعتقل المئات من الإصلاحيين على خلفية التظاهرات، وقد أعلن الإعلام الرسمي الإيراني عن مقتل 7 مدنيين في يوم 16 يونيو 2009. ونشر الصحافي الإيراني البارز شهيد علوي مقطع الفيديو أمس في حسابيه بتويتر وتليغرام. وكان هذا الصحافي قد نشر سابقا مقطع فيديو عن الجلسة السرية لمجلس الخبراء عام 1989 برئاسة رفسنجاني، حيث تمّ تعيين خامنئني في تلك الجلسة لفترة مؤقتة، ولكنه بقي حتى اليوم.
مشاركة :