الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية تتنافسان على قمح الحسكة

  • 6/12/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية تتنافسان على قمح الحسكةعامودة: يجول عادل عثمان بناظريه على حقله المزروع بسنابل القمح في شمال شرق سوريا، منتظراً حصاداً وفيراً هذا الموسم، لكنه كسواه من المزارعين لا يخفي خشيته من تداعيات صراع قائم بين الإدارة الذاتية الكردية والحكومة السورية على شراء المحاصيل.بعد سنوات من تراجع الانتاج، من المتوقع أن تُنتج محافظة الحسكة أعلى محصول قمح مقارنة مع السنوات الماضية، نتيجة الأمطار الغزيرة. وتحتاج كل من الإدارة الكردية ودمشق هذه المحاصيل الحيوية التي يعتمد المواطنون عليها في قوتهم اليومي.وكانت محافظة الحسكة الواقعة منذ سنوات تحت سيطرة المقاتلين الأكراد، تُعد إهراءات قمح سوريا، قبل أن يتراجع الانتاج تدريجياً جراء تداعيات النزاع المستمر منذ العام 2011، بالإضافة إلى تراجع معدلات هطول الأمطار. وتُشكل الحسكة منذ سنوات أحد أقاليم الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، بينما يقتصر تواجد القوات الحكومية فيها على بعض مؤسسات الدولة.ويجد مزارعو الحسكة أنفسهم اليوم بين نارين، إذ تطمح كل من الإدارة الذاتية والحكومة السورية إلى وضع يدها على محصول القمح والشعير. في أرضه المزروعة بالقمح في مدينة عامودا، يقول عثمان (55 عاماً)  "يجب ألا يتحول رزق الفلاح ولقمته إلى ورقة ضغط سياسية بين الطرفين، بل عليهما دعمه".ويوضح "من يدفع أكثر سنبيعه محصولنا، فالفلاح يبحث في النهاية عن الربح".وأقرّ مجلس الشعب السوري في أبريل مشروع قانون إحداث المؤسسة العامة لتجارة وتخزين وتصنيع الحبوب ومقرها مدينة الحسكة. وخصصت الحكومة مليار دولار لشراء محصول القمح على صعيد وطني، ورفعت سعر الكيلوغرام الواحد من 175 (0,4 دولار) إلى 185 ليرة سورية.وبادرت الإدارة الكردية إلى رفع السعر من 150 إلى 160 ليرة سورية، بعدما أثار قرار اتخذته بمنع المزارعين من بيع المحصول إلى دمشق نقمة شعبية، ما دفعها للتراجع، مكتفية باشتراط منع "النظام من نقل المحصول الذي يشتريه من الفلاحين" إلى خارج مناطق سيطرتها، وفق مسؤول كردي.ويأمل المزارعون بيع إنتاجهم لتعويض خسائر تكبدوها خلال السنوات الماضية، ولإنقاذ المحاصيل من حرائق التهمت خلال الأيام الماضية آلاف الدونمات وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية تنفيذ عدد منها انتقاماً من المقاتلين الأكراد الذين تمكنوا من دحره من مناطق واسعة في البلاد.ويشرح الخبير  في الشأن السوري فابريس بالانش أن الأكراد "لا يريدون أن يخرج محصول القمح (من مناطقهم) إذ بالكاد يكفي الانتاج لتأمين قوت السكان المحليين".ويقول "من شأن نقل المحصول إلى دمشق جراء السعر المغري أكثر، أن يخلق أزمة غذائية" في مناطق سيطرة الأكراد.وبحسب برنامج الأغذية العالمي، يعاني 6,5 ملايين شخص في سوريا من انعدام "الأمن الغذائي"، أو لا يعلمون من أين سيحصلون على وجبتهم المقبلة.وتراجع إنتاج القمح والشعير الصيف الماضي بشكل كبير وبلغ 1,2 مليون طن، وهو المعدل الأدنى منذ عام 1989، فيما كان الإنتاج 4,1 ملايين طن قبل اندلاع النزاع.ومع ارتفاع معدلات سقوط الأمطار خلال الشتاء، تتوقع دمشق أن يبلغ إنتاج القمح في محافظة الحسكة وحدها 850 ألف طن. وتوقع مدير مديرية الزراعة في الحسكة عامر سلو أن "تشهد مراكز استلام القمح والشعير إقبالاً كبيراً من الفلاحين نظراً للأسعار الحكومية المشجعة"، مشيراً إلى أن الحكومة تسعى  للحصول على كامل إنتاج العام الحالي لسدّ الاحتياجات المتعلقة بتأمين رغيف الخبز للمواطنين".

مشاركة :