ذكر البابا تواضروس الثاني ، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر أفريقيا وبلاد المهجر يومى السبت والأحد الماضيين"الثامن والتاسع من يونية" وخلال احتفالية كبرى عقدت بمقر الكاتدرائية المرقسية بالعباسية "عشية السبت وصباح الأحد" وعلى هامش احتفالات عيد الصعود عن رسامة وتعيين عدد من الأساقفة للخدمة في مصر وعدد من البلدان... وأورد أيضا أن الكنيسة القبطية تعلن عن تشكيل إيبارشية جديدة في جنوب إفريقيا "يترأسها الأنبا أنطونيوس مرقس" أسقف عام شئون أفريقيا وليتم ترقيته مطرانا لتلك الايبارشية، مؤكدًا أن مصر تولي أهمية كبيرة لأفريقيا في ضوء رئاستها للاتحاد الأفريقي..وليعيد إلى الأذهان الدور المحورى الذى كان تقوم به الكنيسة القبطية كأحد مؤسسات المجتمع المدنى فى مصر تجاه قارتها الأم ومنذ القرن الأول الميلادى. فعالية دور الأنبا/أنطونيوس:وخلال خطبة يوم الأحد ، قال البابا تواضروس إن الأب أنطونيوس مرقس والذى عين مطرانا أو رئيس أساقفة في جنوب إفريقيا قد جاء نتيجة أدائه القوى وصلاته الممتدة مع الكنائس والمجتمعات الأفريقية وخبراته فى العمل فى أفريقيا منذ أكثر من "ثلاثة وخمسين عاما",حيث بدأ الخدمة فى إثيوبيا فى الستينيات وأمضى بها قرابة "تسع سنوات",أعقبها أن رسمه "البابا المتنيح الأنبا/شنودة الثالث" أسقفا لشئون افريقيا عام "ألف وتسعمائة وستة وسبعون"ومقره "نيروبى:عاصمة كينيا ",وظل بها حتى زوال العنصرية فى جنوب أفريقيا فى العقد التاسع من القرن الماضى :وقتها أوفده البابا/شنودة للعمل فى جنوب أفريقيا "عام الف وتسعمائة وثمانية وتسعون",وعين وقتها الأنبا/بولس للعمل فى كينيا تحت مسمى"أسقف الكرازة"...وخلال الفترة التى تربو على خمسين عاما لم يتوانى الأنبا/أنطونيوس مرقس عن خدمة الكنيسة والوطن فى النواحى الوطنية والتنموية والاجتماعية والثقافية والتعليمية , والتى أثمرت علاقات طيبة وممتازة مع الوطنيين الأفارقة ,وثقة هائلة فى الكنيسة القبطية:تلك الكنيسة الأم والتى تعد أقدم كنيسة فى القارة,وسجلها ناصع البياض :انحازت دائما للشعوب,ولم تؤيد أبدا الاستعمار أو العنصرية ...كما نبذت دائما التوجهات المعادية للقومية والداعية للفرقة والتحزب... وكدليل عملى معاش على نهضة الكنيسة القبطية فى جنوب أفريقيا ..فقد أصبح لديها"ستة عشر كنيسة" فى أرجاء هذا البلد العملاق... نصفها تقريبا للوطنيين الأفارقة... وتؤدى طقوسها باللغات الأفريقية وبأيدي كهنة وطنيين... كما انتشرت الكنائس القبطية والمؤسسات التعليمية والصحية ومراكز التدريب المهنى التابعة لها بالعشرات فى أنحاء جنوب وشرق ووسط وغرب القارة الأفريقية ولتواصل تأدية هذا الدور المحورى والهام وتلك السياسة الناعمة النافذة وكأحد مؤسسات المجنمع المدنى المصرية شديدة العراقة والخصوصية. مغزى تشكيل الايبارشية الجديدة:ولعل تشكيل الايبارشية بهذا الشكل يضعها فى نطاق جغرافى معين يشمل جنوب أفريقيا بأسرها ويمتد للدول المجاورة لها فى القارة وليعني إمكانية توارث تلك الخدمة بعد سنيين عديدة وأزمنة سالمة لهذا الأب الورع..ولتضاف بذلك إلى الايبارشيات العاملة فى القارة مثل:الخمس مدن الغربية,وايبارشيتى السودان:الخرطوم وأم درمان وعطبرة,وجنوب السودان...وهى ايبارشيات عريقة ترجع جذورها للقرن الأول الميلادى,وحيث أعقبها فى القرن الرابع تأسيس الخدمة فى كل من:اثيوبيا واريتريا على مدار ستة عشر قرنا ,لحين استقلال الكنيسة الاثيوبية عام"الف وتسعمائة وتسع وخمسون"..واستقلال الكنيسة الاريترية عقب استقلال الدولة ذاتها عام"الف وتسعمائة وثلاثة وتسعون" ...وقد يتبقى حاليا تأسيس ايبارشية "كينيا"وتوابعها لتكلل الجهد المبذول فى هذا البلد منذ سبعينيات القرن الماضى. امكانيات رائعة لكارز قبطى: ولعل قدرات وامكانيات وخبرات الأنبا/أنطونيوس واستعماله للغات الأفريقية والغربية الرئيسية ,بجانب عمله الميدانى على مدار قرابة نصف قرن أويزيد...وقد توج بهذه المكانة الرفيعة ...فانه قد قدم أيضا خبراته للأجيال الجديدة المحبة للسفر والمغامرة والخدمة فى أفريقيا، وهى كنز كبير للعمل المصرى يجب أن يمتد لكافة المناحي ويشمل بالطبع:الأزهر والكنيسة، وكافة المؤسسات المعنية فى مصر.مستقبل الكنيسة القبطية فى أفريقيا:وإذا كانت الكنيسة القبطية قد انطلقت بالفعل للعمل فى أنحاء القارة سواء كنسيا أومؤسسيا..فإن الأجيال الجديدة الشابة تمضى على نفس الدرب,مع اجادة اللغات الأجنبية والأفريقية,وتعلم المزيد عن أوضاع الدول الأفريقية وكل ما يدور فيها,ويدير الخدمة والعمل فيها:القمص /داود لمعى الذى بات يمثل الحداثة فى عمل الكنيسة القبطية فى أفريقيا والممتدة حاليا لأكثر من "ثلاثة وثلاثين" دولة أفريقية، وما يعنيه هذا من تصاعد الدور المصرى وتنامى قدرته على العمل والمنافسة فى أفريقيا.
مشاركة :