د.جوزيف رامز أمين يكتب: ملامح السياسة الأمريكية الجديدة تجاه أفريقيا

  • 2/23/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

لعله يكون من الصعب أن لم يكن  من المستحيل تتبع خطوط سير أو خطط واستراتيجيات السياسة الأمريكية الجديدة فى عهد بايدن فى أفريقيا بشكل كامل وحاسم الآن ..لكن يمكن فقط أن نستشف ملامحها أو خطوطها العريضة سواء من خلال التصريحات المواكبة لفترة الدعاية الانتخابية أو الخطوات المتبعة بالفعل فى بداية حكمه ,مثال: كلمته الموجهة أمام القمة الإفريقية الأخيرة "فبراير الجارى"عبر الفيديو أومن خلال بعض قرارات الإدارة الأمريكية سواء تجاه السودان أو اثيوبيا أو القارة عامة,أو اعلان إدارة بايدن أنها تراجع تقييم موقفها من «سد النهضة»....وغيرهامن الأمور.                                                                                     وبداية يمكن القول أن هناك تغييرا كبيرا فى نهج السياسة الأمريكية الحالية مقارنة بعهد ترامب الذى اقتصر اهتمامه ربما على بعض السياسات ,لعل من بينها :رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب ومن ثم ابعادها من تحت طائلة العقوبات أو استضافة مفاوضات سد النهضة فى نهاية العام قيل الماضى بواشنطن وأشياء أخرى ليست بالكثيرة ,وقد تكون بعيدة نسبيا عن الخطوط العريضة للسياسة الأمريكية بشكل عام فى العقد الأخير كمثال :قوات الافريكوم العاملة بدعم أمريكى بالقارة أوالموقف الأمنى والدفاعى تحديدا لحماية المصالح الأمريكية فى القارة...هذا فضلا عن المساعدات الاقتصادية والتبادل الاقتصادى وقانون الاجو"زيادة فرص النمو والاستثمار لدول القارة".. والعلاقة مع القوى الدولية المنافسة لأمريكا فى أفريقيا أو مع الدول الافريقية خاصة  النفطية منها  والمساعدات المقدمة للقارة بشكل عام وغيرها.                               ولعله من معايير الاهتمام الرئيسية حاليا فى زمن الكورونا من قبل الادارة الأمريكية الجديدة هو ما أعلنت عنه ومايتردد من استعدادها لدعم  تقديم الأمصال  واللقاحات للدول النامية والفقيرة ومنها بالطبع الدول الإفريقية ونيتها توزيع مساعدات لتلك الدول تمكنها من شراء أمصال الأمر الذى تسبب بالفعل فى مشكلة لبايدن مع أنصار ترامب,أومع هذا الاتجاه الذى يفضل توجيه المساعدات الأمريكية للداخل بالأساس..                                                                                                يتبقى موضوع الزيارات الأمريكية الرئاسية المرتقبة للقارة وهى غير معلومة ,كا أنه  أمر غير وارد حتى الآن..مع ملاحظة أن ترامب لم يزور أفريقيا عكس أوباما الذى زار العديد من دولها.:خاصة الزيارة الرئيسية عام 2009 ..وكان له سياسة ثابتةوجولات وصولات بالقارة ...فيما تعد العلاقات فيما بين الولايات المتحدة مع كل من :مصر ومعها السودان حاليا علاقات استراتيجية وذات نمط خاص يختلف عن ظروف القارة الأفريقية .                                                                                              هناك أيضا الموقف الأمريكى من الإرهاب وهل يمكن أن يتخطى تنظيم القاعدة وحركة الشباب الصومالية حاليا الى ما هو أبعد ,مثال:تنظيم  داعش وحركة "بوكو حرام"مثلا ومساعدة غرب أفريقيا بهذا الشأن ,لاسيما أن القارة  تشهد تصاعدا واضحا في وتيرة الأعمال الإرهابية ,بلغت (1168 هجمة إرهابية في الفترة من يناير إلى أغسطس 2020 على سبيل المثال)...وما يستدعيه الأمر من وضع الاستراتيجية الأمريكية المتوقعة بشأن مكافحة العنف والإرهاب.مستقبلا؟  وقد تتناقض تلك الاستراتيجية مع أولويات الولايات المتحدة منذ عام 2020 والتى أصبحت تركز على احتواء الجماعات الإرهابية بدلا من محاربتها وإضعافها.                                                                                              لذا من  المقرر أن تكتسب العلاقات بين إفريقيا والولايات المتحدة حياة جديدة مع وصول جو بايدن كرئيس للقوة الرائدة في العالم. وذلك حسبما وعد ساكن البيت الأبيض الحالى بالفعل بإقامة  علاقة تقوم على الاحترام المتبادل مع القارة السمراء.وفيما لم تحظ أفريقيا بمكانة بارزة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد ترامب ، ستستمر إفريقيا في تلقي مزيد من الاهتمام على الأقل ، حسبما تقترح السلطات الجديدة.وتعتزم إدارة بايدن الانفصال عن لامبالاة دونالد ترامب بأفريقيا. ولعل هذه بداية جديدة ممكن أن تترجم بشكل ملحوظ في تنظيم قمة مع رؤساء الدول الأفريقية من قبل واشنطن.                                                    ولقد تعهد /"بايدن" وهو النائب السابق للرئيس باراك أوباما (2008-2016) بالحفاظ على برنامج مبادرة (يالي) وهي مبادرة أطلقتها وزارة الخارجية الأمريكية في عام 2010 من قبل الرئيس باراك أوباما، وتهدف إلى دعم القادة الأفارقة الشباب في جهودهم لتعزيز النمو والازدهار ، وتعزيز الحكم الديمقراطي وتحسين السلام والأمن في القارة ، من خلال أنشطة تشمل الزمالة للدراسة في الولايات المتحدة لمدة ستة أسابيع، ومتابعة الموارد، وبرامج تبادل الطلاب,وغيرها.وبالإضافة إلى ذلك ، من المتوقع أن يطبق السناتور السابق"بايدن"أيضا ودون إعاقة قانون النمو وفرص التنمية في أفريقيا (أجوا) ، والذي أقره وأصدره الكونجرس الأمريكي في مايو 2000 ، تحت سلطة الرئيس بيل كلينتون.ولتنفيذ مشروعه لأفريقيا ، أحاط جو بايدن نفسه بالعديد من خبراء هذه القارة الذين خدموا في إدارتي كلينتون وأوباما في هذه الحقبة الجديدة ، ويمكن أن يكون لواشنطن صوت أقوى في قضايا الأمن والحكم الرشيد وحقوق الإنسان بالقارة الإفريقية.                                                                                                الموقف الأمريكى الحالى من سد النهضة :وفقا لما قاله "سامويل وربيرج" المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأمريكية، فإن إدارة جو بايدن ترى ضرورة التوصل إلى حل تفاوضي بشأن قضية «سد النهضة".وأوضح وربيرج: أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس أزمة «سد النهضة» وتتشاور مع الدول الثلاث «مصر وإثيوبيا والسودان» لفهم أبعاد المفاوضات لتحديد الدور الذي من الممكن أن تلعبه مستقبًلا.وتابع: «يبقى على الدول الثلاث أن يحلوا أمورهم بأنفسهم وأمريكا يمكنها أن تتدخل بالمساعدات التقنية»، لافتًا إلى أن إدارة جو بايدن تدرس كل ما تم التوصل إليه من خلال إدارة دونالد ترامب بشأن قضية «سد النهضة". على أن سياسة بايدن  تجاه سد النهضة,يمكن القول مبكرا أن ملامحها  قد تغيرت ..فهى لم تعد تربط مثلا فى موضوع العقوبات المفروضة  من قبل الادارة الأمريكية على اثيوبيا جراء موقفها المتعثر تجاه مفاوضات سد النهضة لكنها ربطت العقوبات بملف حقوق الانسان و انتهاكاتها المتجاوزة فى اقليم تيجراى وبالأخص منذ نوفمبر من العام الماضى واجتياح القوات الاثيوبية للاقليم.         كيف نستشف سياسة بايدن الأفريقية؟:لعل أول مشاركة رسمية في حدث دولي للرئيس الأمريكي جو بايدن منذ توليه مهام منصبه جاءت من خلال خطابه المسجل عبر الفيديو في رسالته الموجهة للقمة الـ 34 للاتحاد الأفريقي  في ظل تعهد القيادة الأمريكية بإعادة الاتصال بالمؤسسات متعددة الأطراف مثل الاتحاد الأفريقي، مما يضع القارة السمراء كأولوية للقيادة الأمريكية الجديدة، والتي سبقها أول قرار لإدارة بايدن حول إلغاء قرار حظر السفر للولايات المتحدة الذي انتهجته إدارة ترامب التي كانت تقوم علاقتها مع القارة من خلال شعار “أمريكا أولًا”. لكن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن استعداد بلاده أن تكون شريكة لإفريقيا في التضامن والدعم والاحترام المتبادل، وذلك في رسالة وجهها بايدن لقمة الاتحاد الإفريقي المنعقدة "بأديس أبابا" الشهر الجارى,وعقب تنصيبه بقليل.                                                                                                     ولعل انفتاح أمريكا الجديد فى مجال علاقاتها الثنائية من خلال رسالة بايدن لأفريفيا يعد بمثابة انفتاح دبلوماسي على القارة الأفريقية ككل, مما ينبئ بإلغاء الاتفاقيات الثنائية والتحول للاتفاقيات القارية مثل: منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، هذا إلى جانب طرح أجندة بايدن الأمريكية من خلال المشاركة الأفريقية والمتعلقة بقضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان وقضايا التغيرات المناخية، وكذلك مواجهة فيروس كورونا المستجد، من خلال طرح مزايا تعاونية مع القارة السمراء بعيدًا عن التنافس مع الصين في القارة، وهو ما ظهر في عدم ذكر الصين في خطابه عبر الفيديو.                                                                           تحليل مشاركة بايدن في قمة الاتحاد الأفريقي:رصدت أجهزة الاعلام الأمريكية أن الولايات المتحدة مستعدة الآن لتكون شريك في التضامن والدعم والاحترام المتبادل، وهو مايعد بمثابة رسالة لإعادة التوجه الأمريكي تجاه القارة، والتي حدد فيها أوجه التعاون والمتعلقة بالاستثمار وتعزيز حقوق الإنسان للفئات المميزة كالمرأة والأشخاص ذوي الإعاقة وجميع الأشخاص من كافة العرقيات.وهو ما لاقى ترحيبًا من رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي "موسى فقيه" وعدّه الخبراء بمثابة تغيير في الرسالة التي انتهجها ترامب تجاه القارة الأفريقية .                                                                       ولقد تمثل تغيير الشكل الدبلوماسي الحالى للادارة الأمريكية في حديث وزير الخارجية "أنتوني بلينكين" مع رئيس الوزراء الإثيوبي "آبي أحمد" والتي أعرب فيها عن قلقه إزاء النزاع المسلح المستمر بين جبهة تحرير تيجراي الشعبية والقوات الداعمة للحكومة. كما تدرس وزارة الخارجية الأمريكية  اتخاذ إجراءات ضد الرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني" وهو حليف قوي للولايات المتحدة والذي فاز مؤخرًا بولايته السادسة من خلال انتخابات وصفها البعض بالدامية.وعدّ المحللون أن المداخلة الأولى للرئيس الأمريكي بايدن مع الاتحاد الأفريقي بمثابة إشارة إلى فعًالية الاتحاد الأفريقي وأن الولايات المتحدة ستتعامل معه بمحمل الجد.                                                                                                       وعن الملفات المتوقع أن تركز عليها الإدارة الأمريكية، فهي المشاركة الدولية في قضايا المناخ وتوفير اللقاحات للقضاء على فيروس كورونا، والتي أبدت الولايات المتحدة انخراطها في الأمر، والمشاركة بنحو 4 مليارات دولار في توفير اللقاح للاقتصاديات الأقل قدرة على توفير اللقاح، وهو ما سينعكس بدوره على الدول الأفريقية، أما عن الاتفاقيات الثنائية التي انتهجها ترامب مثل اتفاقية التجارة الحرة مع كينيا، فإن مصيرها مهدد بالفشل وتوقع الخبراء أن ينتقل الاهتمام الأمريكي إلى منطقة التجارة الحرة ككل. وأكد الخبراء أن سياسة الانفتاح الأمريكي ستدعم ثلاث ملفات هامة ,وهي :التبادل التجاري والاستثمار، ودعم الديمقراطية في ظل النزاعات الداخلية في الدول الأفريقية حول التحول الديمقراطي وإجراء الانتخابات، وأخيرًا قضايا حقوق الإنسان والتي ستعكس بالطبع مزيدًا من الانخراط الأمريكي في القضايا الأفريقية.                                                                                                                                تغيير النظرة الأمريكية لأفريقيا:سبق الخطاب الأمريكي في قمة الاتحاد الأفريقي تحليل كتبه “جريجوري ميكس” رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، و الذي نشرته صحيفة “مايل أند جارديان” حول ضرورة تغير النظرة الأمريكية للقارة الأفريقية من النظرة القائمة على التنافس مع الصين، حيث أن السياسة القائمة على التنافس لم تعد مجدية.وأكد ميكس ضرورة أن تنشط المصداقية الأمريكية في الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان في الخارج بنفس المعايير الداخلية، والانطلاق منها كمنعطف لتعزيز الشراكات بين منظمات المجتمع المدني الأمريكية والأفريقية التي تتجاوز السياسة الداخلية والخارجية، ويجب أن يكون هذا التعاون من خلال توسعة الشراكات التشريعية مع الديمقراطيات الأفريقية من خلال خلق الشراكة الديمقراطية في مجلس النواب وهي الشراكة الموجودة فقط الآن مع “كينيا وليبيريا,على سبيل المثال.                                                                      وسيظل من المهم بالنسبة لادارة الولايات المتحدة التفاعل مع الحكومات الأفريقية من خلال زيادة حجم الزيارات المتبادلة بين الحكومات لتعزيز التفاهم والاحترام المشترك، وكذلك وضع الدول الأفريقية ضمن برامج المساعدة الخارجية، وتكثيف المشاركة الأفريقية في برامج التبادلات الحكومية الأمريكية وغيرها على اعتبار أن الولايات المتحدة لم تكن حاضرة في القارة الأفريقية؛ إلا من خلال المشاركة في المنتديات الثنائية والمتعددة الأطراف.                                                                                                           مكافحة الارهاب:تتصاعد وتيرة العمليات الإرهابية، بخاصة في إقليمي غرب وشرق القارة، مع لجوء التنظيمات الإرهابية إليها كساحة بديلة ونقطة انطلاق جديدة بعد الهزائم التي مُني بها تنظيم داعش في سوريا والعراق. فهل يمكن الرهان على دور أمريكي في هذه الملفات المهددة للأمن والسلم الدوليين؟                                               ولعل الثابت أن القارة السمراء لم تغب عن استراتيجيات الولايات المتحدة وأولوياتها في العلاقات الخارجية، لا سيما منذ العام 2001 وبعد أحداث 11 سبتمبر، والتي تعزز بعدها الوجود العسكري الأميركي في أفريقيا، ضمن الحرب التي تشنها واشنطن على الإرهاب العالمي، حتى أنها تحتفظ بـ29 قاعدة عسكرية في 15 دولة أفريقية.                                                                                                   لذا من المتوقع أن يتبع بايدن نهجا مختلفا عن سلفه، استنادا على إرث الحضور الأمريكي الكبير بالقارة؟ وضرورة أن يتبنى الرئيس الأميركي الجديد سياسات تعميق التعاون في المجالات كافة دون الاعتماد على نهج استخدام القوة كمحدد رئيسي للحضور الأميركي، وأن يضع في صدارة اهتماماته  قضية مكافحة الإرهاب. وفى خضم مكافحة الارهاب تكمن ثمة دوافع تقليدية تبرر وجود وانخراط الولايات المتحدة في قارة أفريقيا، من بينها دوافع سياسية مثل: احتواء نفوذ دول منافسة في القارة مثل الصين وفرنسا (وروسيا أيضا)، ودوافع اقتصادية: مثل الرغبة في الاستفادة من الخيرات الأفريقية,خاصة :النفط والمعادن والماس واليورانيوم وغيرها.            مستقبل ادارة بايدن بأفريقيا:وحسب المؤشرات الراهنة، وزيادة التحديات التي تواجهها القارة الأفريقية، يتوقع البعض تغييرًا في السياسة الخارجية للرئيس المنتخب جو بايدن، ولكن التزامه سياسة سلفه دونالد ترمب في عدد من القضايا التي حظيت بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكونجرس من قبل، ستكون هي الفاصلة، وما عداها قد يكون مبنيًا على تحولات موضوعية وجيوسياسية داخل أفريقيا التي من المرجح أن تكون في نهاية سلم الأولويات بعد اهتمامه بأوروبا وشرق آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط.                                               وإذا كان بايدن نفسه ملمًا بالشؤون الأفريقية ضمن السياسة الخارجية في عهد أوباما، فضلا عن زيارته السابقة إلى كينيا عام 2010 فإن إدارته قد لا تكون على المستوى ذاته، ولكن ترشح بعض التخمينات أنه ربما سيعين بعض المسؤولين السابقين عن شؤون القارة من أصول أفريقية.                                            فيما يخص السودان ,المعروف أن الرئيس السابق ترمب  كان قد أصدر الأمر التنفيذي في أكتوبر 2020، لرفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب، وهو الذي ينتظر السودانيون من بايدن تفعيله، ومنح بلادهم حصانة من ملاحقات مستقبلية.ومن ثم يتبقى مسألة تفعيل القرار الخاص حول السودان والذى  يتوقع علاقات أفضل مع أمريكا في عهد بايدن,خاصة فى اطار جذبه الشركات الأمريكية بعد رفع اسمه من قائمة الإرهاب,وكذا توقيع واشنطن والخرطوم اتفاقا يعيد للسودان حصانته السيادية.وبالطبع تطبيع علاقاته مع اسرائيل بوساطة أمريكية.

مشاركة :