أفضل وصف يصف به اللبنانيون وزير الخارجية جبران باسيل، بأنه “يد ورا ويد قدام” تعبيراً عن أنه لا يستطيع ضبط نفسه، فإن ستر الأمام ظهر الخلف، فهو إن تحدث أخفق وأثار أزمات.. غير طرحه لآراء ونصائح لبلدان أخرى في واقعها ومضمونها لا تعبر عن حقيقة ما يجري فيها، فقط من جراء فراغ نفسي وسياسي يعاني منهما، ونتمنى أن لا يصل الآن “من فرط سلبية وتسرع يعاني منهما” إلى أن يُشبهه اللبنانيون بمثير الأزمات.. تعبيراً عن كونه كل يوم في مشكلة مع جهة أو دولة وحتى أشخاص.. ليصبح من مكانه في وزارة الخارجية متكوراً على جواله فقط يخاطب كل ما يلاقيه من خلال تويتر؟!. وحكاية باسيل الحالية مع اللبنانيين تشبه إلى حد كبير مسرحيات ومسلسلات الكوميدي المرحوم شوشو، كانوا ينتظرونها لكي يضحكوا ملء أشداقهم، ومع سعادتهم بإطلالة شوشو إلا أن ضحكهم على باسيل من النوع المأساوي لا سيما أن اللبناني يشعر معها بالحال المتردية التي وصلت إليها السياسة اللبنانية.. مادام أن أحد ممثليها بهذه الحال الكوميدية المزرية التي جعلت منه خارج إطار التأثير، بل ودون أي دور سياسي فاعل، في ظل أن لبنان يحتاج لتكاتف كل من هم قادرون على إخراجه من مأساته. تصريحاته وتغريداته لا تستقران على حال إما حادة أو متقلبة كما هو بين مصالح حزبه وحزب الله، ومرة مع هذا الفريق وأخرى يقفز إلى المناوئين له، مشكلة غيبوبة باسيل جعلته ضائعاً، فلم يعد موثوقاً جداً في لبنان.. وبدا أنه أصبح الوجه الثاني للعملة الرديئة وئام وهاب الذي جمع الخساسة والخيانة والميل الكامل لحزب الشيطان وراعيه.. فالسلبية وعدم الوضوح والتقلب جعلت باسيل بعيداً عن المشاركة في منع التوسع الإيراني في لبنان. لا نجد صفة تميز باسيل إلا كونه صهر الرئيس أما غير ذلك فلم يجد فيه اللبنانيون شيئاً مفيداً لسياستهم الخارجية.. حتى إنه بتغريداته المنفلتة قد أحرج الحكومة اللبنانية، ولا أدل على ذلك من رد رئيس الوزراء سعد الحريري عليه “البلد لا يجوز أن يدار بزلات اللسان والسقطات، والسجالات”.. وهو ما جعل اللبنانيون أيضاً يطالبون بتحجيمه تحت عنوان “تصريحات باسيل لا تمثلني”، يعلوها هاشتاق #باسيل_لايمثلني، مطالبين بوضع حد لخطابه المنفلت الذي يضر بلبنان ومحيطه. نقول للسيد باسيل: المصدر الذي تحاول إرضاءه هو من يجعلك تعتمد هذه الأساليب الملتوية والبعيدة عن المهنية، ولا تصبّ أبداً في خدمة المشروع السياسي اللبناني الذي أضعفته كثيراً.. مع تأكيدنا أن سقوطك المريع في كل مرة يجعلنا أكثر ألماً؛ لأننا نحب لبنان، ونتمنى أن يكون دبلوماسيوه وقادة العمل لهذه الدبلوماسية أكثر اتزاناً ورقياً، لا أن يكونوا بمثل هذه العقلية البائسة؟! —————————————————————– مساعد العصيمى الرياض
مشاركة :