نتواصل للعام السادس، ونتناول هذه المرة عملاً توثيقياً آخر محوره الصورة، فهي تعني الكثير، فلكل إنسان ذكرياته التي تبقى عالقة بالأذهان على مر السنين، في مواقع مختلفة، فالصورة هي الحكاية والرواية، لأنها تظل عالقة، تذكرنا بالأيام الحلوة والبسيطة التي نتمناها أن تعود.. كانت أيام، تتمثل في الصورة الفوتوغرافية القديمة كذكرى جميلة عاشتها الرياضة الإماراتية، فالصور مختلفة ومتنوعة، تحكي قصة رياضتنا على مدار خمسين سنة مضت، وننقل لكم عبر الصورة أهم الأحداث والمناسبات التي شهدتها الساحة. وخلال الشهر المبارك، نحاول أن نلقي الضوء عبر حلقات توثيقية تحكي البدايات، فالصورة الرياضية لها قصص مثيرة، واليوم نبدأ بقصة وتاريخ الصورة الرياضية عبر الشخصيات والأحداث التي رافقت مسيرتنا.. فمن لا يحفظ ماضيه لن يحفظه مستقبله. من منطلق هذه القاعدة تولّدت الحاجة إلى تدوين الأحداث وحفظ التواريخ والأسماء، وهذه المواضيع التوثيقية جعلتني على مدى السنوات العشر الأخيرة أبدأ المهمة رافعاً شعار كي لا يضيع تاريخنا الرياضي. راجياً أن تنال رضاكم جميعاً. السفير محمد العصيمي، رياضي سابق خسرته الرياضة، وكسبته الدبلوماسية الإماراتية، فهو أحد مؤسسي نادي الشباب الذي اندمج مع الوحدة فيما بعد ليخرج إلى النور النادي الأهلي الحالي عام 70، وكان لاعباً سابقاً في النادي وتألق كمدافع قوي، كما تولى منصب نائب رئيس اتحاد كرة الطاولة، ورئيس اتحاد الكرة الطائرة، وتولى أيضاً منصب رئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي عام 1986 لمدة عامين، وكان رابع رئيس مجلس إدارة في تاريخ الأهلي واعتزل العمل الرياضي عام 1988. مسيرته الرياضية مارس كرة القدم منذ الصغر، وذلك منذ الستينات في إمارة دبي، وتم إنشاء نادي الشباب العربي، وكان هناك نادي الوحدة في ديرة ونادي النصر في بر دبي عام 1964، وكان يلعب في خط الدفاع ومن جيله: سلطان الجوكر وخليفة بن دسمال والمرحوم مراد سالمين وجمعة غريب وسعيد سيف في النصر، ويوسف حبيب والشيخ مانع بن خليفة المكتوم، جمعة غريب، شفاه الله، وإسماعيل الجرمن وكرامة عوض وجمعة الفرد علي البدور ويوسف حبيب والمرحوم عيسى السيد ومحمد العاصي وعبد الله بوالهول وأحمد جمعة وعبد العزيز بن فارس ومراد سالمين، وبعدها انضم إليهم سعد مبارك والد نجوم نادي الشباب والمنتخب الوطني خميس وبخيت ومجموعة كثيرة أخرى من نادي الشباب القديم. مارس كرة القدم ولعب أمام أندية في الشارقة مثل العروبة والشباب، كما كان يلعب مع بعض الفرق التابعة للقوات البريطانية الموجودة في مطار الشارقة، وجاءت بعض الفرق من قطر مثل الريان، وخاض معها عدة مباريات، وفي عام 1968 اتجه للدراسة في الخارج، وانقطعت علاقته بالرياضة، حيث عمل في وزارة الداخلية، وظل على اتصال بالحركة الرياضية، حيث تم تعيينه نائباً لرئيس اتحاد كرة الطاولة، ثم انشغل بأعمال خارج الدولة، وبعد عودته للاستقرار في العمل داخل الدولة، تولى منصب رئيس اتحاد الطائرة لمدة عامين، وكان عضواً في مجلس إدارة النادي الأهلي لمدة ست سنوات، وفي عام 1986 تم إجراء انتخابات في النادي الأهلي، وفاز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، وبقي في هذا المنصب لمدة عامين حتى حال انشغاله في العمل دون الاستمرار، واضطر إلى ترك عمله في الرياضة عام 1988 لعدم وجود الوقت الكافي للبقاء في العمل الرياضي. وعن ابتعاده عن المجال الرياضي قال العصيمي: تركت العمل الرياضي بسبب مشاغل الوظيفة، ومن أجل منح الفرصة للشباب لإكمال المسيرة، وتولي المسؤولية وحتى تسري دماء جديدة في العمل الرياضي. دعموأضاف: رغم ابتعادي مازلت متابعاً للرياضة التي تطورت كثيراً في الإمارات بالدعم الذي تلقاه من المسؤولين والحكومة والقطاع الخاص، ومن يشاهد المنشآت ونوعية المدربين، واللقاءات سواء محلية أو إقليمية أو قارية، يلاحظ حجم التطور، ومن يتابع نوعية اللاعبين الحاليين الذين يلعبون في كرة القدم والألعاب الأخرى يدرك ما وصلنا إليه، فحققت الإمارات عن طريق الشيخ أحمد بن حشر الذهبية الأولمبية في الرماية، بجانب إنجازات متعددة، وبطولات كثيرة في سباقات القدرة، والسنوكر والشطرنج، وكذلك بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة، والنشاط الرياضي يحظى بالدعم والكفاءات، والأبطال موجودون. رغم ابتعاده عن العمل الرياضي إلا أن مجرد ذكر اسم النادي الأهلي يثير الشجون في نفس محمد العصيمي ويقول: نحن من مؤسسي نادي الشباب سابقاً، والنادي الأهلي هو نتاج اندماج بين الشباب والوحدة، وأنا أقدر كل الأندية وكل الفرق التي تفوز بالبطولات، وهذه رياضة لابد أن نتمسك بالروح الرياضية، وحبي للنادي الأهلي لم يتغير على الرغم من ابتعادي، وأتمنى أن يحافظ على بطولة الدوري وكذلك أتمنى التوفيق لكل الفرق الأخرى. عاش تجربة جديدة عندما عايش وفد المنتخب الوطني في دورة الخليج الخامسة في بغداد عام 79، حيث شهدت الدورة أحداثاً سياسية بعد اتفاقية كامب ديفيد الشهيرة، حيث تحولت الدورة إلى شعارات سياسية طغت على منافسات الدورة وبرغم ذلك فقد مرت الأمور على خير، وكان قريبا مع وفد الدولة برئاسة عبد الله بوشهاب إداريا وبقيادة المدرب الإنجليزي الراحل دون ريفي فينا. من واقع معايشتي لرعيل هذه المرحلة الزمنية التي أجتهد وأبذل فيها برصد فترة الستينات والتي تعد واحدة من أبرز الحقبات التي مرت بها الكرة الإماراتية، لأن جيل هذا العصر أكملوا دراساتهم وذهبوا للخارج للحصول على الشهادات العليا أصبحوا الآن في مراكز كبيرة في المجتمع. هذه الفترة بعيدة لا تسجيل لها ولا يعرف عنها إلا من عايشوها من الأحياء.. هي حقبة الستينات، تلك الحقبة التي برز خلالها العديد من الأسماء وقيادات الدولة حالياً فقد كانوا لاعبي كرة قدم وكرة طائرة برزوا بفكر ثاقب وبرؤية ساهمت في إحداث نهضة رياضية وثقافية من خلال تنظيم وتأسيس بعض الفرق، ويأتي في مقدمتها الأندية الكبيرة الحالية كالأهلي والشارقة وغيرها. أقوال السفير Ⅶكان لاعب الكرة زمان موهوباً ولديه إمكانيات فطرية. Ⅶكانت الكرة زمان تعتمد على المراكز الثابتة وكان اللاعب يحبذ تنفيذ مهام مركزه من خلال موهبته وإمكانياته الفطرية، أما لاعب اليوم فهو لاعب مصنوع بدون موهبة وبدون إمكانيات فطرية. Ⅶكنا نبذل قصارى جهدنا خوفاً من الجلوس على دكة الاحتياط، والآن اللاعب لا يهتم حتى لو جلس في المدرج.
مشاركة :