بريطانيا نحو "الترامبية" مع اقتراب جونسون من رئاسة الوزراء

  • 6/14/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

اقترب بوريس جونسون، الذي تعهد بتنفيذ عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، أكثر من السلطة الخميس، عندما فاز حتى الآن بأكبر قدر من دعم نواب حزب المحافظين في الجولة الأولى من التنافس على خلافة رئيسة الوزراء المستقيلة تيريزا ماي. وحصل جونسون الداعم بشدة لبريكست على 114 صوتا، وحل وزير الخارجية جيريمي هنت في المركز الثاني بحصوله على 43 صوتا بينما حصل وزير البيئة مايكل غوف على 37 صوتا. وتم استبعاد ثلاثة مرشحين هم أندريا ليدسوم وإيستر مكفي ومارك هاربر بعدما أخفقوا في الحصول على الحد الأدنى اللازم من الأصوات وهو 17 صوتا، لينخفض عدد المرشحين من عشرة إلى سبعة. وتجرى عملية التصويت على مرحلتين، حيث يصوّت النواب المحافظون البالغ عددهم 313 أولا للمرشحين في سلسلة عمليات تصويت بالاقتراع السري تسمح باستبعاد المرشحين واحدا تلو الآخر، إلى أن يبقى منهم اثنان، وعندها يكون على أعضاء حزب المحافظين البالغ عددهم 160 ألفا، التصويت للمرشحين الاثنين النهائيين بحلول أواخر يوليو. ولم يكن يوما جونسون، وزير الخارجية السابق في حكومة ماي وصانع انتصار بريكست في استفتاء 2016، قريبا إلى هذا الحدّ من تسلّم رئاسة الحكومة البريطانية، وهو هدف يسعى هذا النائب الطموح إلى تحقيقه منذ سنوات عدة، إن لم يكن منذ طفولته. ويستخدم جونسون، الذي يرجح فوزه، ورقة أنه منقذ بريكست بعد فشل تيريزا ماي في تنفيذ الخروج من الاتحاد الأوروبي. جونسون حذر من أنه سيرفض أن تدفع المملكة المتحدة فاتورة بريكست، إلى حين موافقة الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل للانسحاب وأُرغمت رئيسة الوزراء التي ستبقى في مهامها إلى حين تعيين خلف لها، على أن ترجئ إلى 31 أكتوبر موعد بريكست الذي كان مقررا في الأصل في 29 مارس، بعد أن رفض البرلمان ثلاث مرات اتفاق الخروج الذي توصّلت إليه مع المفوضية الأوروبية. وأكد جونسون الملقّب “بوجو” أنه في حال أصبح رئيسا للوزراء، سيُخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر، في حال تمّت إعادة التفاوض بشأن الاتفاق أم لا، إلا أنه خفّف من حدة موقفه الأربعاء لدى إطلاق حملته، قائلا إنه سيلجأ إلى الخروج من دون اتفاق “كإجراء أخير”. وقال رئيس بلدية لندن السابق “لا أعتقد أن الأمور ستنتهي بهذا الشكل”، لكن سيكون “أمرا مسؤولا الاستعداد بتصميم” لهذا السيناريو الذي يثير خصوصا قلق الأوساط الاقتصادية. وحذر من أنه سيرفض أن تدفع المملكة المتحدة فاتورة بريكست، التي تُقدّر الحكومة قيمتها بما يتراوح بين 40 و45 مليار يورو، إلى حين موافقة الاتحاد الأوروبي على شروط أفضل للانسحاب. ويثير هذا التهديد غضب الجانب الأوروبي، إذ أن بروكسل ذكّرت الأربعاء بأنه سيكون على لندن الوفاء بالتزاماتها المالية في حال حصول بريكست “من دون اتفاق”، وهو أحد “الشروط المسبقة” لإعادة فتح المفاوضات بشأن معاهدة تجارية مستقبلية. وفتح جونسون أبواب الصدام مع الاتحاد الأوروبي بعد أن تبنى توصيات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يدعم انفصالا دون اتفاق على رضوخ لندن لمطالب الاتحاد الأوروبي “المجحفة” في ما يتعلق بالحدود الأيرلندية وفاتورة الطلاق.ويريد المرشح الأول حظا لرئاسة الوزراء أن يتم حسم ترتيبات الحدود مع أيرلندا كجزء من اتفاق طويل الأمد، رافضا ترتيبات من شأنها عدم فرض قيود على حدود أيرلندا الشمالية، وهو ما يخشى المشرعون المحافظون أن يكون بابا خلفيا لإلزام بريطانيا بمواصلة إتباع لوائح الاتحاد الأوروبي بعد الخروج منه. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد صرح لصحيفة صنداي تايمز على هامش زيارة أداها للندن مؤخرا بأن على بريطانيا “الابتعاد” عن المحادثات ورفض دفع فاتورة طلاق إذا لم تحصل على شروط أفضل من الاتحاد الأوروبي. ولم يُخف سيد البيت الأبيض دعمه لجونسون لرئاسة الحكومة البريطانية، بينما التقط جونسون الإشارات سريعا وأطلق حملته لخوض المنافسة على منصب رئيس الوزراء بالتزامن مع وصول “صديقه” إلى لندن. ويحظى جونسون صاحب الشعر الأشقر الأشعث، بشعبية كبيرة لدى الناشطين في قاعدة الحزب المحافظ لكن بشعبية أقلّ لدى زملائه النواب المحافظين الذين يلومونه على زلاته. واعتذر المرشح الأربعاء، لأنه بدا هجوميا، مؤكدا أنه “سيواصل التحدث بأكبر قدر ممكن من الصراحة”. وإذ يبقى بريكست التحدي الأكبر، فإن الإطلاق الرسمي لهذا السباق إلى السلطة الاثنين اتّسم بمسألة غير متوقعة وهي الكوكايين. واعترف أحد المرشحين، وهو وزير البيئة مايكل غوف، بأنه تعاطى الكوكايين عندما كان في العشرين من عمره، في حين أنه كان قد عبّر علناً أنه ضد هذا المخدر، الأمر الذي أثر سلبيا على حملته. وتجنّب جونسون الموضوع من دون نفيه عندما سأله صحافي ما إذا كان تعاطى المخدرات كما قال في السابق لمجلة “جي كو”، قائلا “أعتقد أن هذه المعلومة برزت مرات عدة عندما كان عمري 19 عاما، وأن معظم سكان هذا البلد يريدون أن نركّز على الحملة الجارية اليوم”.

مشاركة :