الائتلاف الوطني السوري يرفض المشاركة في جنيف 2

  • 10/13/2013
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

- وجه المجلس الوطني الذي يعتبر اكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض ضربة للجهود الدولية الرامية الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية باعلانه عدم مشاركته في مؤتمر جنيف 2. ياتي ذلك فيما اعلنت منظمة الهلال العربي السوري عن قيامها باجلاء نحو 1500 مدني من مدينة المعضمية الواقعة في ريف العاصمة دمشق والتي يسيطر على معظم اجزائها مقاتلو المعارضة وتشهد حصارا خانقا منذ اشهر. وقال رئيس المجلس الوطني جورج صبرا في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان "المجلس وهو اكبر كتلة سياسية في الائتلاف اعلن قراره الصارم من قبل اعلى هيئة قيادية فيه انه لن يذهب الى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية (في سوريا)". وكان المجلس الوطني تأسس في خريف 2011 ويضم بشكل خاص جماعة الاخوان المسلمين النافذة والمحظورة في سوريا، قبل ان يتم انشاء الائتلاف الوطني السوري في نوفمبر 2012 الذي ضم مجموعات جديدة اضافة الى المجلس الوطني. ويضم المجلس صقور المعارضة التي اعلنت على الدوام رفضها التفاوض قبل رحيل الأسد عن السلطة. وذهب المجلس الوطني السوري الى ابعد من هذا الرفض مهددا بالانسحاب من الائتلاف الوطني في حال قرر الاخير المشاركة في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده منتصف نوفمبر والهادف الى جمع النظام والمعارضة الى طاولة واحدة لايجاد حل سياسي للازمة السورية. وقال صبرا ان المجلس "لن يبقى في الائتلاف اذا قرر الائتلاف ان يذهب الى جنيف". وكان رئيس الائتلاف السوري احمد الجربا اعلن استعداد الائتلاف لارسال ممثلين عنه الى مؤتمر "جنيف 2" خلال لقائه مع الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في نهاية سبتمبر. يذكر ان وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف اطلقا المبادرة لعقد مؤتمر دولي يجمع ممثلين للحكومة السورية والمعارضة في ايار/مايو، لكن موعد المؤتمر ارجىء مرات عدة بسبب خلاف حول الاهداف والمشاركين بين روسيا، حليفة نظام دمشق، والدول الغربية. واثار الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي الاحد احتمال عقد المؤتمر في منتصف نوفمبر، مشيرا الى ان على نظام الرئيس بشار الاسد والمعارضة التي يمثلها الائتلاف الوطني السوري ان يتوجها "الى جنيف من دون شروط مسبقة". ويخشى من ان يعزز هذا الرفض من الخلاف الذي تعاني منه المعارضة التي تعاني اصلا من الانقسام. وعلل رئيس المجلس هذا الرفض بالمعاناة التي يتكبدها الشعب السوري جراء النزاع الدائر في البلاد منذ منتصف مارس 2011 واسفر عن مقتل اكثر من مئة الف شخص. ولفت رئيس المجلس الى ان "اهل المعضمية (احد معاقل المعارضة المسلحة غرب العاصمة) يموتون جوعا، غوطة دمشق (منطقة في ريف دمشق) تحاصر حتى بعدم ادخال رغيف الخبز". وتساءل صبرا "هل يمكن ان تؤدي هذه الظروف الى مشروع سياسي يفتح افقا لتغيير وانتقال ديموقراطي في سوريا ؟"، مشيرا الى انه "لا احد يمكن ان يتخيل ذلك". الى ذلك، اكد مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي لوكالة فرانس برس الاحد ان المنظمة قامت مساء السبت باجلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الاطفال والنساء من مدينة المعضمية. وقال عرقسوسي للوكالة ان المنظمة "اقلت نحو 1500 مواطن اغلبهم من الاطفال والنساء من نقطة تبادل على مشارف المعضمية ونقلتهم الى مراكز الايواء"، مشيرا الى انهم "كانوا في حالة اعياء وخوف شديدين". كما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن "خروج مئات المواطنين المدنيين من مدينة معضمية الشام اليوم الاحد التي تحاصرها القوات النظامية منذ عدة اشهر وذلك لليوم الثاني على التوالي". واشار الى ان ذلك تم "في اطار اتفاق تنفذه منظمات انسانية لاجلاء المواطنين عن المدينة التي تشهد نقصا كبيرا في المواد الغذائية والطبية" لافتا الى "وفاة طفلين نتيجة اصابتهما بمرض الماراسموس الناتج عن سوء التغذية في نهاية شهر اغسطس الفائت". وتتهم المعارضة السورية القوات السورية النظامية بفرض حصار خانق على البلدة منذ أشهر، ما أدى إلى وفاة عدد من المدنيين، فيما تؤكد السلطات السورية من جهتها ان مسلحي المعارضة يحتجزون سكان البلدة. وتشهد هذه المدينة التي كانت احدى ضحايا الهجوم الكيميائي في 21 اب/اغسطس عمليات عسكرية واسعة مترافقة مع قصف جوي وصاروخي يقوم به النظام للقضاء على معاقل المعارضة المسلحة فيها. واتهم صبرا المجتمع الدولي بالتمسك "باداة الجريمة التي هي السلاح الكيماوي وترك المجرم يفلت من العقاب" بعد الهجوم بالسلاح الكيميائي الذي كاد ان يتسبب بضربة اميركية قبل ان يتم التوصل الى اتفاق قضى بتدمير ترسانة السلاح الكيميائي لسوريا. ميدانيا، يتواصل سقوط قذائف الهاون على احياء في العاصمة، حيث سجل سقوط قذيفة في ساحة العباسيين وسط العاصمة بالاضافة الى حي القدم، اسفرت عن اصابات. كما اشار المرصد الى اسقاط المعارضة المسلحة لطائرة حربية في سماء بلدة عتمان الواقعة في ريف درعا (جنوب). وتتواصل العمليات العسكرية في عدد من المناطق السورية وبخاصة في السفيرة الواقعة في ريف حلب (شمال) ويسيطر عليها الجهاديون ما ادى الى نزوح عدد من العائلات عنها منذ السبت.

مشاركة :