أعلنت المعارضة السورية أمس السبت، في إسطنبول موافقتها على المشاركة في مؤتمر السلام في سوريا المعروف بـ»جنيف 2» الأسبوع المقبل، وذلك بعد تقديم النظام السوري عرضا بوقف لإطلاق النار في مدينة حلب شمال سوريا. فيما أكد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا أن الهدف الوحيد للمعارضة من المشاركة في مؤتمر جنيف-2 هو تحقيق مطالب «الثورة» «كاملة»، وعلى رأسها إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد ومحاكمته. وقال الجربا في كلمة ألقاها من إسطنبول ونقلت مباشرة عبر شاشات التلفزة «الطاولة بالنسبة لنا ممر في اتجاه واحد إلى تنفيذ كامل لمطالب الثوار بلا أدنى تعديل وعلى رأسها تعرية السفاح من سلطاته كاملة، تمهيدًا لسوقه إلى عدالة الله والتاريخ وقوانين البشر». وقبل 4 أيام من الموعد المحدد لهذا المؤتمر الذي أعدت إليه الولايات المتحدة وروسيا، صوت أعضاء الائتلاف السوري المعارض لصالح إرسال بعثة للمشاركة في مؤتمر جنيف 2 في سويسرا الأسبوع المقبل، بعد الضغوط الكبيرة التي مارسها رعاة الائتلاف العرب والغربيون. وبعدما كان مقررًا انطلاقها بعد ظهر الجمعة، بدأت الجمعية العامة للائتلاف اجتماعاتها أمس السبت بتأخير 24 ساعة بسبب خلافات بين عدد من مكونات الائتلاف بشأن التجديد لمكتبه لسياسي قبل 10 أيام، وفق ما أفاد أعضاء في الائتلاف. وإثر عملية تصويت سري أيد 58 عضوًا في التحالف المشاركة في مؤتمر جنيف في حين عارضها 14 عضوًا وامتنع عضوان عن التصويت وآخر وضع بطاقة بيضاء، بحسب النتائج التي أعلنها الائتلاف. وشارك 75 عضوًا فقط من أصل الأعضاء الـ120 في الائتلاف المعارض لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في هذا الاقتراع السري، في مؤشر إلى النقاشات المحتدمة داخل الائتلاف. وتوج هذا التصويت ساعات طويلة من المباحثات الحامية بين أعضاء المعارضة السورية المعتدلة التي عقدت اجتماعاً مغلقاً منذ منتصف نهار السبت في فندق على مشارف اسطنبول. وفي تعليق على هذا التطور، أعلنت هيئة الأركان العامة للقوى العسكرية السورية المعارضة دعمها «حلاً سلميًا» للأزمة السورية، وناشدت المفاوضين عن المعارضة الذين سيشاركون في مؤتمر جنيف-2، التمسك بـ»أهداف الثورة» وعلى رأسها رحيل الرئيس السوري بشار الأسد. وفي باريس، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في بيان أن قرار الائتلاف السوري المعارض المشاركة في 22 يناير الحالي في مؤتمر جنيف-2 «خيار شجاع». وقال الوزير «رغم استفزازات وتجاوزات النظام فإن هذا الخيار هو خيار السعي إلى السلام»، مؤكدا أن «فرنسا ستستخدم كل الوسائل حتى يمكن أن يسفر مؤتمر جنيف عن قيام حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة». ميدانياً، قتل 16 شخصًا أمس في قصف من الطيران الحربي السوري على مدينة حلب وريفها في شمال البلاد، في وقت نفذ الطيران 8 غارات على مناطق شرق دمشق، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد في بريد الكتروني «قصف الطيران مناطق في حيي طريق الباب وكرم الجبل في مدينة حلب ومعلومات أولية عن 5 شهداء بينهم أطفال في طريق الباب وسقوط جرحى». وكان الطيران قصف صباحا حي الصاخور في حلب ما تسبب بمقتل خمسة رجال.
مشاركة :