الصمود القطري في وجه الحصار يحظى بتقدير العالم

  • 6/15/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حوار - ميادة الصحاف: أشادت السيدة جلوريا ديديوس ليمونتا حرم سفير كوبا في قطر بتنامي روح التحدي والصمود والانتماء والوطنية للشعب القطري في مواجهة الحصار الجائر المفروض عليها من السعودية والإمارات والبحرين ومصر منذ عامين. وأكدت في حوار مع  الراية  أنها رصدت خلال فترة تواجدها في الدوحة التقدم الكبير الذي أحرزته قطر في كافة المجالات عبر السنوات الماضية، لاسيما في الصحة والتعليم والثقافة. ونوهت بأن قطر حققت تقدماً مماثلاً ملحوظاً في مجال دعم وتمكين المرأة، لافتة إلى أن المرأة القطرية تلعب دوراً فعالاً في تطور وتقدم مسيرة التنمية والنهضة القطرية، وتولت مناصب مهمة، بما في ذلك على المستوى الحكومي. وأكدت أن المرأة القطرية والكوبية تدافعان عن بلديهما وتناضلان لنيل حقوقهما ومكانتهما في المجتمع. ودعت حرم السفير الكوبي النساء في العالم للنضال من أجل عالم أفضل، ولتحقيق السلام والعدالة الاجتماعية.. وإلى تفاصيل الحوار:   • ما هو انطباعك عن الحياة في قطر؟ - قبل عامين، وصلنا إلى هذا البلد الجميل، الذي سرعان ما بدأنا بالتعرف عليه، وتعلم عاداته وثقافته وتقاليده. وقد أقمنا علاقات عمل جيدة للغاية، وأصبح لدينا العديد من الأصدقاء على الصعيد الشخصي. قطر دولة تحتوي وتجذب الناس ليس بسبب ترفها بل بسبب شعبها الرائع. يمكنني أن أقول أيضاً أنني تعلمت الكثير هنا، فمن منصبي كمسؤولة عن الصحافة والثقافة في السفارة، أتابع يومياً الصحافة والأحداث الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها من الأحداث التي تجري في قطر. وأقدر التقدم الذي أحرزه هذا البلد عبر السنوات الماضية، لاسيما في مجالات الصحة والتعليم والثقافة. كما أقدر تقديراً عميقاً تنامي روح الصمود والتحدي والانتماء والوطنية العالية التي أظهرها الشعب القطري في مواجهة تداعيات الحصار .. وهي مشاعر أثارت إعجاب وتقدير العالم. دور فعال • كيف ترين المرأة القطرية ؟ - هناك الكثير من أوجه التشابه بين المرأة القطرية والكوبية، فكلتاهما تناضلان من أجل حقوقهما ومكانتهما في المجتمع. وبغض النظر عن سرعة تطور كل منهما، تلعب كلتاهما نفس الدور في رعاية وحماية الأطفال والأسرة. دعم كامل ما هي الحقوق والامتيازات التي تتمتع بها المرأة الكوبية ؟ - حظيت الكوبية بامتياز الحصول على الدعم الكامل من الحكومة، من حيث تمكينها وإدماجها بفاعلية في المجتمع. نحن جزءٌ لا يتجزأ من العملية الثورية الكوبية منذ بداية الكفاح من أجل الاستقلال النهائي لكوبا قبل أكثر من قرنين من الزمن، وبهذا الشأن فقد قال الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو إن المرأة الكوبية هي الثورة داخل الثورة، وهكذا كانت دوماً. ومؤخراً تمت الموافقة على دستور جديد في الاستفتاء، يحتوي على نص جديد يضمن حقوق الأسرة والمساواة بين الجنسين. من الآن فصاعداً، يتمثل التحدي الذي نواجهه في طرح النقاش حول أهمية الموافقة على قانون الأسرة الجديد، وهذا أحد الحقوق المهمة التي حققناها. النظم الجيدة • ما سر نجاح كل من قطاعي الصحة والتعليم في كوبا؟ - يكمن سر النظم الجيدة في إرادة الحكومات لجعل شعوبها صحية ومتعلمة. ومنذ يناير 1959، ومع انتصار الثورة الكوبية، أصبحت الصحة والتعليم من أولويات الحكومة الثورية بقيادة كاسترو، الذي آمن منذ البداية أن دولة صغيرة مثل كوبا بموارد طبيعية شحيحة كان عليها أن تطور الموارد البشرية باعتبارها أغلى رأس مال وقاعدة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وربما كانت الصحة أحد أكثر المسائل المثيرة للقلق للغالبية العظمى من الكوبيين الذين ماتوا بسبب أمراض قابلة للعلاج، فمتوسط العمر المتوقع كان 60 عاماً فقط قبل 1959، في حين تجاوز معدل وفيات الرضع 60 لكل ألف مولود حي في ذلك الوقت. وبعد ذلك شهد هذا الوضع تغييراً جذرياً وباتت مؤشراتنا الصحية قابلة للمقارنة مع الدول المتقدمة، حيث يزيد العمر المتوقع اليوم على 80 عامًا، بينما انخفض معدل الوفيات إلى 4 لكل ألف مولود حي. وفي عام 1961، وبمبادرة من الثائر تشي جيفارا، بدأنا حملة وطنية ضخمة لمحو الأمية أتاحت لنا القضاء عليها والوصول إلى مستويات مختلفة من التعليم مجاناً. تم تقاسم المنجزات في مجال الصحة والتعليم مع العديد من الدول في العالم، حيث تم تدريب أكثر من 25 ألف طبيب من 103 دول في كوبا. وفي مجال التعليم، درست طريقة محو الأمية الكوبية للكبار، المعترف بها من قبل اليونسكو لفعاليتها، وتم تعليم الكتابة والقراءة لأكثر من 10 ملايين من البالغين في العديد من البلدان. أعتقد أن قطر أيضاً، التي تعتبر إنجازاتها في التعليم والصحة في مثل هذا الوقت القصير رائعة، هي مثال يحتذى به في هذا الشأن. المستشفى الكوبي • يتمتع المستشفى الكوبي بسمعة رائعة في قطر.. حدثينا عن ذلك؟ - المستشفى الكوبي في دخان هو نقط مضيئة في مسيرة علاقاتنا الثنائية، ففي المقام الأول، كان حلماً تحقق بدءا من صداقة وعلاقات متينة بين البلدين، وثانياً، لتميز الخدمات التي يقدمها المستشفى والكفاءة المهنية للطاقم الطبي الذي جعل منه محطة يقصدها مئات المرضى. • شهدت كوبا نمواً اقتصادياً وسياسياً فما آثار ذلك على بلدكم؟ - من الناحية السياسية، أصبحنا أكثر قوة، فكما أشرت، لقد وافقنا في استفتاء شعبي على دستور جديد مفاهيمه هي التعبير عن استمرارية الإرث التاريخي لنضالات الاستقلال، والتزام الثورة بالمبادئ والقيم التي تمجد الأمة الكوبية، ومن أبرزها السيادة الشعبية والاستقلال ومناهضة الإمبريالية وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة والرفاهية والازدهار الفردي والجماعي. ظاهرة عالمية هل تشكل هجرة أصحاب الكفاءات مشكلة لكوبا؟ الهجرة ظاهرة عالمية تحدث لأسباب مختلفة. في حالة كوبا، تم التلاعب بالهجرة، في المقام الأول، لتفريغها من الكوادر العلمية المؤهلة، وثانياً، لتشويه سمعة الثورة. كانت هناك العديد من التدابير التي اتخذتها الإدارات الأمريكية لتحفيز الهجرة، وخاصة إزاء المتخصصين لدينا الذين يعملون في الخارج. أبرز الأنشطة كمستشارة في السفارة، ما هي أبرز الأنشطة التي قمت بها منذ وصولك إلى الدوحة؟ - نحن مجموعة صغيرة، ولكننا متماسكون ومتعاونون جداً، ورئيس البعثة الثاني هي امرأة شابة ترافقها والدتها، التي تعمل أيضاً كمسؤولة في السفارة، وبدعم متواصل من الموظفين يسير العمل على ما يرام. ولكن، أكثر من الحديث عما ينبغي أن أفعله يومياً كمسؤولة وزوجة للسفير، أفضل الاستفادة من هذه المساحة لدعوة جميع نساء الكوكب للنضال من أجل عالم أفضل، من أجل السلام والعدالة الاجتماعية. نعيش أوقاتاً مضطربة، وتقرع طبول الحرب في كل مكان، وتدمر البيئة، وينتهك القانون الدولي. ما هو العالم الذي سنتركه لأبنائنا وأحفادنا، لأجيال المستقبل؟. وأود أن أشير بهذا الصدد إلى خطاب للقائد الكوبي الراحل فيدل كاسترو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1979 الذي قال فيه «لنودع الأسلحة ونكرس أنفسنا لحل أكثر المشاكل قمعاً في عصرنا، فهذه هي المسؤولية والواجب المقدس لكل رجال الدولة في العالم. علاوة على ذلك، المبدأ الذي لا غنى عنه لبقاء الإنسان». هذه الكلمات لا تزال صالحة بالنسبة لي، فهي بمثابة دليل دائم لعملي كزوجة للسفير ومسؤولة في سفارة كوبا في قطر.

مشاركة :