إن تساءل البعض يومًا وهُم في مُنتهى الأمان ويُشاهِدون مُباراة نهائي دوري أبطال أوروبا، وبُمنتهى الاشتياق لرؤية بطل مِصري في ملاعِب العالم رافِعًا راية بلاده خفّاقَةً في سماءِ أوروبا عن بَطل مصريّ آخر في ميدان المعرَكة ضِد مجموعة من المُفسدين المُجرمين الخارجين عن القانون وشديدي الخطورة ستكون الإجابة بُكل تأكيد "عُمر ياسر عبد العظيم" !! من هو عُمر ياسر عبد العظيم؟عُمر ياسر عبد العظيم صاحب الـ ٢٦ عامًا والمولود في أغسطس ١٩٩٣م معاون مباحث مركز شرطة أبو حماد، المولود بمحافظة الشرقية مركز منيا القمح.الذي حَصل في الثانوية العامة على مجموعة ٩٦.٥٪ والتحق بكلية طب العلاج الطبيعي وقضي بها عامًا يتسِع للعديد من الأحلام التي يبنيها أي شاب مِصري في مُقتبل العُمر، والتي اختلفت أصولها وقواعدها لدي عُمر ياسر عبد العظيم. كان إصراره وضميره وحِسّه الوطني هو الدافع لتركه كلية العلاج الطبيعي والتحاقه بكلية الشرطة؛ مُتمسّكًا بتلك المبادئ الوطنية الراسِخة في عميق وِجدانه والتي تناقلها عَبر خبرات والده الاستاذ الدكتور ياسر عبد العظيم عميد كلية التربية الرياضية الأسبق وعضو اللجنة العلمية الدائمة لترقي الأساتذة والأساتذة المساعدين.نشأته:عُمر الذي نشأ وترعرع بين كَفّيّ رَجُل وَطني من طِرازٍ فريد؛ وصاحِب قلم ومواقف ستظل راسخة في تاريخ جامعة الزقازيق ومحافظة الشرقية على حد سواء، في كفاحه للحفاظ وحماية الجامعة في توقيت صعب أبان حُكم الاخوان وتعرّض لحرق سيارته ومنزله وتهديده المُستمر بالقَتل من الجماعة الإرهابية وذيولها. أسرَة كهذه لا عَجَب أن يكون عُمر هو بَطل قِصتها ومؤلّف حكايتها التي ستظل باقية في تاريخ الإنسانية وفي تاريخ مصر للدفاع عن حقوق المواطنين ومكافحة الإرهاب.عُمر ياسر عبد العظيم لاعب كرة السلة الشاب الذي أحبه جميع من عرفه وجميع من لم يشرُف بلقائه، الذي أصَرّ على عودة الحق لأصحابه في ليلة القدر؛ وأصَر على مُلاحقة مجموعة من المجرمين شديدي الخطورة والذين تخصصوا في سرقة السيارات بالإكراه، وكانوا يتسببون في زُعر شديد في منطقة بلبيس - أبو حماد. عُمر ياسر عبد العظيم والذي كان يرفض دومًا أن يحصل على إجازاته العادية حُبًا في عمله، والذي كان يتبرّع بثُلث راتبه الشهري لأعمال الخير، والذي طالما رفض فكرة الزواج لأنه كان يتيقن انه زفافه سيكون يومًا مشهودًا غير عادي، وقد كان يومًا استثنائيًا بما تحمل الكلمة من معنى.قصة استشهاده:ليلة القدر وعُمر ياسر معاون مباحث أبو حماد يؤدي دوره الوطني وواجبه في فرض الأمن على منطقته ليهنأ الجميع بقضاء ليلة آمنة ومطمئنة مُطاردًا مجموعة من اللصوص الخارجين علي القانون؛ ضاربًا جميع ما في اللغة من معاني للانتماء والشهامة والرجولة، ومُقبلًا علي رَبّه بصدره وقلبه العامِر بالإيمان والتوكل، مُستشهِدًا إثر مطاردته لهؤلاء الشِرذمة شديدي الخطورة.لم تكن هذه المَرّة هي الأولى التي أصَرّ فيها عُمر ياسر عبد العظيم على فَرض الأمن والأمان رغم وجود هذه المجموعات المُسلحة، ولكنّه كان يرى بقلبه كل ذلك الحُب الذي ينتظره من جميع من عَرف عُمر أو سمِع عنه. لنودّعه في ليلة القدر شهيدًا غاليًا فداءً لوطنٍ غالٍ، مواجِهًا صامِدًا كدرعٍ صلب، يحمي ربوعه المترامية، وكسيفٍ مسلول يبتر كُل فاسِد أو خارج على القانون.وسأكون صادقًا إن قلت إن مَشهدَه الذي رأيته بأم عيني لهو الأروع على الإطلاق، آلاف المُشيعين وجميع المسئولين، وأب عظيم يُودِع قِطعَة من قلبه مع عُمر راضيًا بقضاء الله ومُتمسكًا بتراب هذا الوطن النفيس. وأمّ مثقفة تعلمُ أنها أم شهيد استثنائي بحث عن الشهادة ونالها في ليلة القدر، تارِكًا رسالة لكل شباب مصر مفادها أن التضحية لأجل الوطن لهي الأعظم ومطلعها إن الأمل معقود على من مِثله في دحرهم للإرهاب والفساد، وخاتمتها في برقية وداع يُعوّل فيها على ذلك النعيم المُقيم الذي سيلاقيه بأذن الله في أعلى عليين مع الصديقين والشهداء وحَسُن أولئك رفيقًا.عُمر ياسر عبد العظيم شهيد ليلة القدر الضابط الشُجاع الشَهم، ستكون قصته التي كُتبت بحروف من نور باقية أبد الدهر تتكرر في نتيجتها وتظل فريدة في تفاصيلها وسيرتها العطرة.
مشاركة :