أجمع عدد من المشاركين في الندوة العلمية عن تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، التي تنظمها دارة الملك عبدالعزيز بالتعاون مع أبناء الملك فهد بن عبدالعزيز وأحفاده، على أهمية هذه الندوة في توثيق جزء مهم من تاريخ المملكة العربية السعودية توثيقا علميا وفق الأسس الصحيحة والقواعد السليمة، وهو عهد الملك فهد بن عبدالعزيز المرصع بالإنجازات الحضارية والإنسانية داخل المملكة وبتوطيد العلاقات مع العالم الخارجي وتنقية الأجواء العربية وخدمة الدعوة الإسلامية في العالم، ما يعد أيضا دورا آخر للندوة هو توثيق جزء من التاريخ المشترك بين المملكة وباقي الدول العربية والإسلامية. في البداية، يقول الدكتور أحمد السعيدي الأستاذ المساعد بجامعة مولاي إسماعيل بالمملكة المغربية الذي يقدم في الندوة ورقة عن التعاون الثقافي والعلمي بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز: «الندوة تضع لبنة، بل لبنات في صرح تاريخ المملكة العربية السعودية خاصة، والعالم العربي والإسلامي عامة، من خلال أعمال الملك فهد بن عبدالعزيز ـ ــ رحمه الله». وتضيف ــ من جهتها ــ الدكتورة هناء يونس من معهد التاريخ بسراييفو: «بلا ريب، فإن الندوة ستعتمد المصادر العلمية الموثقة التي سجلت مسارات ومراحل لا يمكن تجاوزها أو المرور عليها دون التوقف عند صانعيها من الملوك الذين توارثوا حمل الأمانة في تعزيز المملكة العربية السعودية داخليا وتقوية دورها الإقليمي والدولي لتتبوأ مكانة تليق بثقلها وحجمها، وأسهموا في النهوض والارتقاء بالمملكة دون أن يكون هناك مساس بالقيم الراسخة، سواء الدينية أو التراثية». وشكرت الدكتورة هيا البابطين (إحدى المشاركات من المملكة في الندوة) التعاون البناء والمثمر بين الدارة وبين أبناء الملك فهد بن عبدالعزيز وأحفاده في سبيل الوصول إلى ندوة علمية منهجية تستفيد منها الأجيال القادمة وندوة تفاعلية مع إنجازات الملك فهد ــ رحمه الله ــ تربط الجيل الحالي بعهد الملك فهد وشخصيته وما قدمه لشعبه ووطنه وأمته، وأضافت: «الندوات الملكية التي اضطلعت بها دارة الملك عبدالعزيز هي علامة فارقة في الأجندة العلمية للباحثين والباحثات لبراعة مخرجاتها ولشرف المشاركة». ويضيف الدكتور محمد بن عبدالمؤمن (من جامعة وهران بالجزائر) على ما قالته الدكتورة هيا البابطين: «هذه الندوة تعد حلقة في تاريخ الملوك السعوديين، ولا شك أنها ستوثق جهود الملك فهد بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ في إكمال إرساء معالم الدولة السعودية الحديثة داخليا وخارجيا، وهي ثمرة مساهمة الدارة في ذلك تحت مظلة المملكة العربية السعودية وتعبيرا عن حب الشعب السعودي والشعوب العربية والإسلامية للملك فهد ــ رحمه الله رحمة واسعة». وأكد الدكتور أحمد بن محمد الحسين الذي سيقدم ورقة عن التعليم في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز أن الندوة مهمة في استظهار تاريخ المملكة العربية السعودية من خلال مؤسسة رائدة ومتميزة هي دارة الملك عبدالعزيز، وقال الدكتور الحسين: «بلا شك أن نتائج الندوة ستكون ممنهجة وعلى أسس وإجراءات سليمة ما دامت تضطلع بها الدارة، وهذه الندوة مهمة أيضا لأنها ستتطرق لتاريخ الإنسان السعودي اجتماعيا واقتصاديا في عهده ــ رحمه الله». وتطرق الدكتور كرم حلمي فرحات أستاذ التاريخ بجامعة قناة السويس بجمهورية مصر العربية إلى أهمية شخصية الملك فهد بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين، وبالتالي هو ليس شخصية سعودية فحسب، بل إنه شخصية إسلامية وقائد عربي فذ، واستشهد الدكتور فرحات على خدماته الجليلة ومساعداته ــ رحمه الله ــ للأقليات المسلمة في العالم ــ وهي موضوع بحثه في الندوة ــ من خلال إنشاء المساجد والمراكز الإسلامية والثقافية والمدارس والأكاديميات والجامعات والمعاهد العلمية التي خدمت الدعوة الإسلامية وناصرت المسلمين في كل مكان.
مشاركة :