التاجر حمد بن عبدالله الصقر مثال للشجاعة والعزيمة

  • 6/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كانت الشجاعة – ولا تزال – من أفضل الصفات التي يتحلى بها المسلم، ولا شك ولا ريب أن كل إنسان يتمنى أن يتصف بهذه الصفة الجليلة. وقد ضرب أهل الكويت الكرام أروع الأمثلة في الشجاعة والتضحية في سبيل المحافظة على أنفسهم وأموالهم من كل معتد. وتوضح هذه القصة الواقعية («محسنون من بلدي»، الجزء الثاني، بيت الزكاة ــ مستشار التحرير د. عبدالمحسن عبدالله الجارالله الخرافي) مثالاً ونموذجاً لبطلها التاجر حمد بن عبدالله الصقر، وكان أحد التجار الأثرياء والمعروفين بالشجاعة والاستبسال في سبيل الدفاع عن نفسه ومن معه، والمحافظة على أهله وماله. وعن قصة شجاعته يقول المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان في كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي»: «إن أول كويتي استعمل «لنج» (قارب صغير يعمل بمحرك ويتميز بالسرعة) هو حمد بن عبدالله الصقر ــ من الشخصيات البارزة في تاريخ الكويت ــ اقتنى هذا اللنج عام 1914، وكان سبباً في تغيير علم الكويت العثماني إلى علم آخر، وكان ذلك في بداية الحرب العظمى، عندما أطلقت عليه النار بارجة بريطانية في شط العرب». وهذه القصة المشهورة عنه، التي تدل على شجاعته وعزيمته، يرويها لنا ابنه السيد جاسم حمد الصقر (عضو مجلس الأمة الأسبق) فيقول: «بينما كان يجول بمركبه الصغير (اللنج) في شط العرب، متفقداً السفن الشراعية التي تحمل التمور للتصدير، وكان اللنج يرفع علم الكويت، وهو مشابه تقريباً للعلم التركي (كلا العلمين، التركي والكويتي، القديمين كان يغلب عليه اللون الأحمر)، وعند مروره قرب البارجة الحربية الإنكليزية، أصدرت إليه إشارة بالتوقف باعتباره من سفن الأعداء، لكن أحداً لم يفهم الإشارة، لذا بادرت البارجة بإطلاق نيران مدافعها عليه، وهنا خارت قوى السكوني (وظيفة على السفينة، أو القارب، وتطلق على الشخص الذي يمسك دفة القيادة ويوجه السفينة) ومن في اللنج، ولكن حمد أخذ «السكان» بيده، واتجه إلى البارجة بينما قذائفها مستمرة باتجاهه، وعند اقترابه توقف القصف، وصعد إلى البارجة، وأبرز شهادة أنه من رعايا الكويت، وأن العلم كويتي، لذا لقي تكريماً من القائد واعتذاراً». ومن القصص التي تدل على شجاعته وجرأته أيضاً تلك التي يرويها عنه معاصروه في البحر، حيث روي عنه أنه في إحدى الرحلات، أصابتهم ريح عاصفة فهاج البحر، وأصبحت أمواجه كالجبال، فأصاب الرعب البحارة، وخارت عزائمهم، وخيم الخوف على الجميع، لكن صوتاً واحداً كان يشق الأمواج هو صوت النوخذة حمد مدوياً بين هدير الأمواج وعصف الرياح مشجعاً البحارة حتى مرت العاصفة بسلام. وهكذا كان أهل الكويت في الماضي، يملكون قلوباً شجاعة جريئة، قادرة على التصدي للمخاطر والأهوال، هدفهم السعي إلى الرزق الحلال بكفاح وصمود، وقد دفعتهم الشجاعة إلى علو الهمة، والثبات والصبر عند الشدائد والمحن، كما زرعت فيهم الشهامة، واحتمال الكد، ودفعتهم إلى عزة النفس وإيثار معالي الأخلاق والشيم. د. عبد المحسن الجار الله الخرافيajalkharafy@gmail.comwww.ajalkharafy.com

مشاركة :