لم يعد الهلال كتاباً مفتوحاً أمام عشاقه الذين كانوا على تقارب مع الإدارة تتبعاً لأخباره وجرياً خلفه في مختلف الملاعب المحلية والخارجية، وحصناً منيعاً امام من يحاول تسلق اسواره والتنبيش في اوراقه وضرب العلاقة بين إدارته وجماهيره ولاعبيه واستخدام لغة هز العلاقة، ظل خلال الفترة الماضية يعيش بين نقيضين حتى أنهك جسده وخارت قواه وتفرق الجمع من حوله كل نحو هدفه وغايته ومصالحه، ولا يمكن وصف هذين النقيضين الا أن "كبير العاصمة" و"كبير آسيا" بدأ يحيد عن الطريق الذي سار عليه منذ تأسيسه إلى طريق متعرج ومزعج لجماهيره التي تترقب تصحيح الاوضاع وعودته بعد رحيل الادارة السابقة التي يقال إنها تركت النادي والديون تحاصره بأرقام كبيرة وسط حيرة من الذين يحاولون ترتيب الاوراق، وأن كانت لم تحسن القيادة فتلك مصيبة وإن كان يعجبها ما حدث فتلك مصيبة كبيرة لا يمكن تفسيرها. وعندما نقول إنه يعيش على نقيضين فلأن الذين يفترض أن يكونوا قريبين من النادي ويغارون عليه ويعرفون ما يحيط به من ازمات أصبحوا بعيدين او مبعدين عنه بفعل فاعل أو لسوء تدبير وضعف رؤية من اصحاب القرار، ونتيجة هذه السياسة الغريبة صاروا يطالعون أخباره عبر وسائل اعلامية وصحفيين لا يفكرون الا بهدم النادي وزعزعة استقراره ووصول العلاقة بينه وبين جماهيره وأعضاء شرفه إلى مرحلة سيئة من التجاذبات وفقدان الثقة واساءة الظن وخشية أن يستمر فقدان التوازن، حتى الاساءات لجماهيره ولاعبيه واعضاء شرفه ورموزه لم تجد من يردها إلى أصحابها، وأصبح المتابع يشاهد اشخاصاً محسوبين على الإدارة يهاجمون الجماهير مجرد أن تطالب بالتصحيح بعبارات لا يمكن أن تصدر من شخص محب فلا تحرك ساكنا وكأن هناك من يؤيد ذلك ويدفعهم إلى النيل من كل شخص يريد الدفاع عن ناديه. اما النقيض الآخر فالذين لا يتمنون الخير للنادي أصبحوا على تواصل وربما خط ساخن مع بعض الاشخاص الذين دلفوا للتو للميول الزرقاء وأصبح بعضهم صاحب قرار ومطلع على كل صغيرة وكبيرة فيأخذون منه ما يرون فيه شوشرة وهز للكيان ولخبطة لأوراقه حتى لاينهض كما كان يخشاه الجميع ويلتهم كل البطولات ويحسم بعضها قبل نهاية السباق بمسافات طويلة. تصدع البنيان الزرقاء يتنافى والغيرة والانتماء والعلاقة الراسخة بينه وبين جماهيره الكبيرة والقيم والتقاليد الزرقاء التي دأب عليها هذا النادي منذ تأسيسه على يد شيخ الرياضيين ومؤسس "كبير العاصمة" عبدالرحمن بن سعيد والأمير هذلول بن عبدالعزيز والأمير عبدالله بن ناصر والأمير عبدالله بن سعد يرحمهم الله، والرؤساء الذهبيين الأمير بندر بن محمد والأمير سعود بن تركي والأمير محمد بن فيصل وشخصيات هلالية تحملت المسؤولية واضطلعت بالمهمة وكانت حريصة كل الحرص على أن يكون الهلال لكل الهلاليين بعيدا عن التقسيمات التي يكون انتماؤها للاشخاص لمصالح موقتة وليس للكيان، وهذا ما لوحظ خلال الفترة القصيرة الماضية حتى اصاب السأم والتضجر الجماهير الزرقاء التي تتمنى أن يتخلص ناديها الكبير "زعيم آسيا" من مشاكله وازماته المالية التي يقال انها وصلت أرقاماً كبيرة ستكون حائلا قويا بين الرئيس المقبل وتولي المهمة الصعبة. وهذا التخبط الأزرق والانعطاف إلى الجادة الخاطئة كان يفترض أن يتم التصدي له من الشرفيين المؤثرين باكرا ولكنهم ساروا باتجاه مجاملة الإدارة وغض الطرف عن الاخطاء التي ترتكبها، ربما لأنهم لا يريدون المزيد من سكب الزيت على النار وفتح قنوات صدام معها ومحاولة الخروج بأقل الاضرار، ولكن هذا التفكير أن تم لم يجلب للهلال الا الكثير من الاضرار وصوله إلى مكانة لا يحسد عليها، تغضب جماهير وتسعد الذين يتمنون سقوطه، وهناك فرق بين أن ترى القافلة تسير باتجاه الطرق المتعرجة التي تعيقها عن الوصول الى الهدف فتلتزم الصمت تحت شعار (لعل وعسى) وبين أن تبادر وتوجد الحلول ليس الموقتة وصرف المسكنات فقط انما لأن تمسك بالمقود وتقود العربة الى ما يكفل لها العبور نحو الهدف بسلام.
مشاركة :