اجود عامر سؤال قد يحير المتابع للشأن السوري ألا وهو هل يريد الروس سوريا كجغرافيا استراتيجية أم النظام السوري كحليف لهم وإذا كان يريده حليفا" هل من المعقول أن الروس لم يتلمسو هذا الوهن والضعف بحليفهم وأنهم لا يستطيعوا أن يقدموا له أي شيء يشد من أزره وقوته مهما فعلوا فالنظام اصبح رجل مريض يأخذ أكثر بكثير مما يعطي إذا" ما الذي يغري الروس في سوريا وماذا يريددون منها .للاجابة على هذا السؤال علينا ان ننظر الى الموضوع من خارجه بعيدا" عن اي عاطفة او تحيز .مما لا شك فيه ان اللاعب الروسي يأخذ صفة الوزير على رقعة شطرنج الأزمة السورية ويستطيع التحرك بكل حرية في كل الاتجاهات .بعد سقوط ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي لم يعد الروس تلك الكتلة الاقتصادية والسياسية والعسكرية التي تشكل قطب يستطيع بناء الاحلاف و التوازنات التي تعدل كفتي الميزان العالمي . ان الانهيار الكبير خلف مجموعة من الدول المنهكة التي أخذت بدورها كل دولة تبحث عن حلول لمشاكلها منعزلة ومن أكبر هذه الدول كانت روسيا البيضاء التي كانت نواة الاتحاد السوفيتي السابق و التي اخذت على عاتقها أعادة احياء هذا العملاق عبر تكتل فرضته بالقوة فيما يسمى الاتحاد الروسي وبدأت تبحث عن دور جديد لهذا الاتحاد او احياء الموروث القديم .لكن الضعف الاقتصادي والحالة المتردية للواقع السياسي جعل من الوصول لهذه المكانة بطيء جدا" فكان لابد من لاعب قوي يأخذ بيد هذا الكيان الجديد حتى يستطيع الوقوف على رجليه لكي يكون كفة ثانية لهذا الميزان العالمي وظهر جليا هذا الضعف من خلال الحرب البوسنيه في يوغسلافيا السابقة والتي تعد على حدود موسكو ومع ذلك عزف الاتحاد الروسي عن المشاركة بها او فرض اي حلول للأزمة بل بقي بعيدا يعاني من ارتدادات الانهيار الكبير . كيف السبيل لجعل هذا الكيان ذو أهمية ومكانة عالمية تحقق له مايريده فكانت الطريقة الوحيدة هو تراجعه امام اللاعب الاكبر في الدول الاسيوية التي كانت تتبع للاتحاد السوفيتي قديما عبر القبول ببناء قواعد عسكرية للولايات المتخدة وحلف الأطلسي مقابل فتح بعض الاسواق امام الاقتصاد الروسي في سبيل أنعاشهولكن القوة الاقتصادية تحتاج لقوة عسكرية من اجل حمايتها ولأظهار الاتحاد الروسي بمظهر القوي كان لابد من اعطاءه بعض الادوار في الأزمات العالمية والتصوير على أنه يملك قرار الربط والحل ففي الحالة السورية لا يمكن ان نتخيل ان الوجود الروسي في سوريا هو لوقف الامتداد الامريكي في السيطرة على العالم أكثر وإلا القواعد في أوزبكستان وأذربيجان وطاجكستان تهدد الروس اكثر من سوريا وأذا نضرنا من جانب اخر وهو مصالح الروس الاقتصادية في سوريا فأقتصاد سوريا ومصالحها لا تساوي شيء امام ماتخلت عنه لصالح الولايات المتحدة .إذا ما الذي يريده الروس من سوريا الحقيقة أن الروس في سوريا هم عصا الشرطي الأمريكي يأتمرون بأمره مقابل المال ان كان عبر السماح للشركات الروسية للاستثمار في مجال الغاز فالصناعات الروسية بعيدا" عن الصناعات الحربية على المستوى العالمي صفرا" فمن المستحيل ان تدخل لأي مكان او سوبر ماركت على اقل تقدير لتجد شيء من الصناعة الروسية فتواجدها في سوريا يؤمن لها ازدهار في الصناعات الحربية يقوي من اقتصادها فهي غير معنية بحل القضية السورية او بالاصح غير قادرة على ذلك ولو انها تستطيع كانت على أقل تقدير منعت الطيران الاسرائيل من تنفيذ غاراته على سوريا فحل الازمة السورية بيد الولايات المتحدة الامريكية والروس المؤسسة التي استأجرها الامريكان من اجل ادارة الازمة وبنو أختيارهم هذا على العلاقات الروسية السورية القديمة التي كانت الباب الذي دخل منه الروس الى سوريا .اذا الروس لايهمهم إلا الثروات في سوريا والمال حتى لو تدمرت سوريا كذلك لا يهمها من يحكم او شكل النظام كيف سيكون
مشاركة :