المثل الدارج يقول: إقرب من الخوف تامن. مدن أوروبا العكس! قد نتفق مع بحوث أو دراسات تقول إن اجتماع الأعراق البشرية، والأجناس المختلفة العرف والتجارب ، في مدن كبرى هو واحد من توقعات انتشار الجريمة وبالذات السرقات من المنازل والمحلات. ويُدللون على ذلك بمدن مثل نيويورك ولندن والتي لا يكاد المرء يُخطيْ تكرار صفارات الشرطة ليلاً أو نهاراً. ويُضيف أهل تلك النظرية أن قرى تلك البلدان تقل فيها أصوات سيارات النجدة، وكذا أقسام الشرطة. ظاهرة أخرى رآها بعض المحللين، وهي أنهم في أوروبا وأمريكا رأوا أن العنصر الذكوري هو – في الغالب الذي يسلك العنف كالسرقة والقتل والتهديد بالاستيلاء على المال. ورأوا أيضاً أن المرأة المهاجرة من الريف أو من بلدان أخرى، من أجل الكسب غير القانوني لا تقتحم الدور والمباني، ولا تتصف بالعنف، ولا تُقلق الشرطة، لأنها – أي المرأة المنحرفة – لديها وسائل لكسب المال لا يملكها الرجل. ابتدعت بلدة إنجليزية طريقة فذة للتعاون الأمني بين أهل الحي الواحد. فأوجدت جمعية باشتراك رمزي، يغطي فقط عملية التوعية والملصقات الخاصة بالمنازل. جاءت هذه الجمعية بفكرة التفاهم بين أهل الحارة أو المحلة أو المربّع على تنبيه وإخطار صاحب المنزل أو السكن عن أي حركة مشبوهة، أو غريب يدور حوله دون مبرر. وإمعاناً بهذا الحرص توزعت على الأعضاء ملصقات تحمل صورة عين إنسان. يضعها المشترك على بابه الخارجي لينبّه المقترب أن صاحب المسكن عضو في جمعية الحماية تلك. وأن أحداً من الجيران أو المارة يراقبه. والمشتركون بالجمعية يعطون أنفسهم سؤال الغرباء. ماذا تريد؟ أو أي خدمة؟... أو هل تنتظر أحداً؟.. هذه الحركة تفزع أو تروّع من يحاول دخول المنزل أو يدّعي أنه مأمور ومكلف. وواضح لي أن مدننا الرئيسة تتفاوت فيها عمليات الدخول والخروج من المنازل. البعض يخرج باكراً وآخرون يعودون ليلاً، ويتركون منازلهم طوال النهار، أي لا توجد ساعات عمل محددة للناس لا للعمل ولا للنوم ولا للاستفادة، واللص يستطيع ضبط الحركات بسهولة، ويعرف متى يستطيع الدخول والخروج سالماً دون سؤال أو جواب. أقترح إيجاد اتفاق غير مكتوب GENTLEMEN AGREEMENT. بين أهل المسجد، أو أهل الحي بأخذ الحرية من بعضهم باستيقاف وسؤال الغرباء. وقادة المركبات الواقفة أمام المنازل. أو من يدورون حولها. ولنلق كلمات مثل: السلام عليكم.. تبحث عن أحد؟ أو: السلام عليكم.. راعي البيت موجود، هذا إذا كان الداخل يجري عملية فك أو نقل، مع أخذ رقم المركبة. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :