قرأت في أخبار بثها موقع في شبكة الإنترنيت تصريحاً لرجل سعودي أعتقد أنه ذو صلة بالعلاقات التجارية قال فيه إن حُسن العلاقة مع الولايات المتحدة مستمر ومتنامٍ بدليل أن السعودي يعالج أمراضه في "مايو كلينيك" وأن الطالب السعودي يدرس في الولايات المتحدة إلى آخره. وعلى اعتبار صحة النقل فإنني كمواطن سعودي أطمع من التجار الذين اختاروا أو اختيروا للذهاب إلى المنتدى الاقتصادي في أمريكا أن يحذوا حذو الملك عبدالله بن عبدالعزيز في مكاشفته في شرح تبادل المنافع والمصالح. ويكون صاحب التصريح التاجر عمل خيراً لو تطرق إلى أننا أو بعضنا لم نذهب إلى مايو كلينك أو إلى الكليات الأمريكية مجاناً أو على حساب جمعيات البر الأمريكية. فأولاً لنا أرصدة في المصارف الأمريكية تعمل على مدار الثواني تضمن لنا لو علم المصرّح أن نشتري مايو كلينيك بفوائدها فقط. ولا غبار في أن يذكر التاجر أي تاجر حبّه لأمريكا ومنفعته مع أمريكا ومنفعة أمريكا مع أمثاله. فهذا شأنه وتفكيره وله حرية القول. لكن التصريح لشبكات الاتصال أتردد في قبوله. مع أنني لا أشك في نيات أحد. لكن الركض وراء البروز يجانبه الصواب في كثير، بل في كل الأحيان. بعض تجارنا يهمه حضوره الشخصي ولا يهمه قيمة الكلام الموزون. فلو راعى المنطق لتطرق كيف عدلت أمريكا في أساليب منح التأشيرات للسعوديين في وقت من الأوقات. إذا كان بعض التجار لهم أفكار تمثل مفاهيم معينة فإننا كمواطنين نرفض أن نتبناها بمجرد أن قالها متحدث قد لا يُمثل إلا نفسه. فما يُعرف بداهة أن أمريكا وغير أمريكا تُدار من قبل منظمات أهلية وحكومية قد لا تعرف الواحدة ما تفعله الأخرى. والغرب كله وليس أمريكا وحدها مارس التجسس حتى على حلفائه واستمراره (وجود إثباتات حالات التجسس على الصفحات الأولى من الصحافة الغربية). أرَى كُلَّنَا يَبْغي الحَيَاةَ لنَفْسِهِ حَريصاً عَلَيها مُسْتَهاماً بها صَبّا وَيخْتَلِفُ الرّزْقانِ والفِعْلُ وَاحِدٌ إلى أنْ تَرَى إحسانَ هذا لِذا ذَنْبَا «المتنبى»
مشاركة :