تحولت منطقة الخليج إلى رقعة شطرنج كبيرة بين واشنطن وإيران، وعاد الخطاب الحربي يطفو على السطح بعدما توقفت حركة الوساطات والموفدين إلى طهران إثر الهجوم الأخير الذي استهدف ناقلتي نفط في خليج عمان. وبعد تجديد إيران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي، أمس الأول، وافق البيت الأبيض على إرسال ألف عسكري أميركي إضافي إلى المنطقة لمواجهة «عدوانية إيران»، حسبما ذكرت وزارة الدفاع (البنتاغون). وأكدت الوزارة أنها «ستواصل مراقبة الوضع بدقة» من أجل تعديل حجم القوات إذا اقتضى الأمر دون التقيد بأي سقف بشري، في وقت قال مراقبون إن الخطوة الأميركية تمثل نجاحاً جزئياً لاستراتيجية إيران التي تحاول جر أميركا إلى مزيد من التصعيد العسكري المحسوب. وذكر وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان أن الخطوة ترمي إلى «ضمان أمن وسلامة عسكريينا المنتشرين في المنطقة وحماية مصالحنا القومية»، مضيفاً أن «الولايات المتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران، رغم سلوكها العدائي وسلوك الجماعات التي تدعمها». وجاء إعلان شاناهان بعيد نشر «البنتاغون» وثائق جديدة تتضمن 11 صورة التقطتها مروحية تابعة للبحرية الأميركية قالت إنها تظهر تورط طهران في مهاجمة ناقلتي النفط النرويجية واليابانية. وتزامن ذلك مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية أن الوزير مايك بومبيو توجّه أمس إلى تامبا فلوريدا للاجتماع بقائد القيادة الوسطى الجنرال كينيث مكينزي، وقائد العمليات الخاصة الجنرال ريتشارد كلارك لـ«مناقشة قضايا الأمن الإقليمي وسير العمليات الحالية»، في زيارة غير معتادة تظهر تكثيف إدارة الرئيس ترامب جهودها للتعامل مع إيران، التي تخضع لحزمة عقوبات أميركية خانقة. وفي خطوة بدت أنها رسالة تذكير بمدى الصواريخ الإيرانية وفعاليتها، نشر «الحرس الثوري»، أمس، شريط فيديو وصوراً جديدة لاستهدافه مواقع «داعش» في محافظة دير الزور السورية التي تبعد عن إيران نحو 650 كيلومتراً بصواريخ بالستية، في رد انتقامي على هجوم التنظيم قبل عامين ضد البرلمان الإيراني، وضريح المرشد الراحل روح الله الخميني. وفي تهديد مباشر، قال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامة إن «صواريخ إيران البالستية دقيقة بدرجة تمكنها من إصابة حاملات الطائرات الأميركية». بدوره، قال علي أكبر بورجمشيديان، القائد العسكري في الحرس الثوري إن وجود حاملات الطائرات الأميركية في الخليج لا يشكل أي تهديد لطهران، مؤكداً أن القوات الإيرانية في ذروة استعداداتها لأي مواجهة. وأضاف: «سنواجه بقبضة من حديد أي عدوان على حدودنا البرية، أو في المدن والقرى ذات الأغلبية الكردية (شمال غرب)، وسنصد أي عدوان في إقليم سيستان بلوشيستان (جنوب شرق البلاد)».
مشاركة :