«فورين بوليسي»: «جمهورية التهور» تقف وراء الهجمات الأخيرة

  • 6/20/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحت عنوان «جمهورية التهور» أفادت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية بأن واشنطن تعتقد أن إيران هي المرتكب الأكثر ترجيحاً للهجمات الأخيرة على ناقلتين نفطيتين في 13 من الشهر الجاري بالقرب من مضيق هرمز، وهو نقطة تفتيش مهمة لصادرات الشحن والنفط في الشرق الأوسط. ويبدو أن تقييم واشنطن بأنه من المحتمل أن تكون إيران وراء الهجوم قد استند إلى أدلة كثيرة، بما في ذلك لقطات فيديو من طائرة استطلاع ومراقبة، يربط القوات البحرية التابعة لفيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني بكلا الحادثين. وتاريخ إيران حافل بالأمثلة التي تخاطر فيها بالتصعيد مع الولايات المتحدة لتخفيف الضغوط الأجنبية عليها - وخاصة العقوبات، علاوة على مقاومة أي تهديد عسكري. دعم الحلفاء وتعد عمليات الحرس الثوري الإيراني دعماً لحلفاء الميليشيات في العراق خلال احتلال الولايات المتحدة للعراق مثالاً يحتذى به. ولكن هناك العديد من الأدلة الأخرى، بما في ذلك دور إيران فيما يسمى حرب الناقلات في منتصف الثمانينيات، والتي كانت ثمرة الحرب الإيرانية العراقية وجلبت البحرية الأمريكية إلى الخليج في المقام الأول. وهناك تفسير آخر يفترض أنه على الرغم من أن القوات الإيرانية ربما كانت وراء الحادث، فمن المحتمل أنها كانت عملية شريرة من قبل الحرس الثوري الإيراني. ومع ذلك، كما هي الحال في السيناريو الأول، فإن هذا الخيار يسيء فهم الطريقة التي يعمل بها صناع القرار في طهران والحرس الثوري الإيراني داخل هذا النظام. فإيران دولة استبدادية تخضع لسيطرة محكمة، ولها عملية صنع قرار مركزية. والحرس الثوري هو المؤسسة العسكرية البارزة في البلاد ويشارك مباشرة في صنع القرار الاستراتيجي. في حين أن الكيانات الرسمية (مثل الحرس الثوري الإيراني والسلطة التنفيذية للحكومة) يمكن أن تتعارض وتتحدى بعضها بعضاً، بل وتعمل بطرق معارضة محلياً، من أجل تنفيذ عملية تنطوي على تداعيات جغرافية واستراتيجية كبيرة للمضي قدماً، يجب فحصها والموافقة عليها على أعلى المستويات. والحرس الثوري هو منظمة تتبع سلسلة صارمة من القيادات. فإذا كان متورطاً في هذه الهجمات، فمن المشكوك فيه أن يكون قد قام بذلك دون إذن من مكتب المرشد الإيراني. والسؤال الجوهري ليس ما إذا كانت إيران هي من تقف وراء هذه الهجمات، بل بالأحرى -كيف يمكن لمثل هذا السلوك أن يخدم مصلحتها؟ يأتي الجواب الأكثر منطقية من ربط العقوبات الاقتصادية القوية التي فرضتها إدارة ترامب على إيران. وبالنظر إلى العلاقات الضعيفة مع جيرانها، فإن خياراتها تقتصر على ثلاثة أمور أساسية: وهي: أنها تأمل بالتغلب على هذه العاصفة من خلال تغير السياسة الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية في عام 2020؛ والأمر الثاني أن طهران قد ترضخ وتوافق على محادثات مع واشنطن بدون أي شروط مسبقة كما اقترح ترامب، وتسعى إلى حل وسط؛ أما الأمر الثالث فهو أن إيران يمكن أن تتراجع وتحاول استعادة بعض النفوذ في علاقاتها مع واشنطن. وبقدر ما تشير إيران إلى استعدادها لتوسيع التوترات في المنطقة وتوسيعها إلى صراع، فإنها ربما تحاول أيضاً إيجاد طريقة، دون الحرب، للخروج من مأزقها الحالي.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App

مشاركة :