تعد المراكز والمؤسسات الوطنية المعنية بحفظ مصادر التاريخ في أي دولة الحارس الأمين على التاريخ والحضارة وتراث تلك البلدان، ومصدراً مهماً لرفد الأجيال المتعاقبة على مر العصور بتراث أجدادهم وحضارتهم وتعريفهم بالإنجازات الحضارية والإنسانية التي حققوها في تلك الحقبة من الزمن إضافة إلى أن التراث الحضاري الإنساني لأي شعب هو رصيد تاريخي وموروث ثقافي لا غنى عنه ولا يمكن تجاهله لأنه يمثل ماضياً عريقاً لأمة خلت وتركت بصماتها على واقع الحياة تستفيد منه الأجيال ومن هذا المنطق يقوم مركز الملك سلمان بن عبدالعزيز للترميم والمحافظة على المواد التاريخية بدور الوسيط بين حضارات الأجيال المتعاقبة وتراثها، وذلك عن طريق المحافظة عليها لمدد أطول عبر طرق الحفظ الحديثة والترميمات التي يقوم بها خبراء وفنيون في مجال الوثائق والمخطوطات وهذا ما يجعله بمثابة طوق نجاة لكثير من مصادر التاريخ الحضارية والثقافية التي اشتهرت بها المملكة العربية السعودية على مر العصور. يهدف المركز إلى المحافظة على الوثائق والمخطوطات والكتب القديمة وذلك من خلال تقديم الخدمات الفنية على مراحل ابتداءً بتعقيم المواد التاريخية، ومعالجتها والعمل على إعادتها إلى حالتها الأصلية، ومن ثم ترميمها بتطبيق أفضل النظم والأساليب المعمول بها. وكمرحلة أخيرة يقوم المختصون في المركز بتجليدها بأحدث الطرق الفنية لتحتفظ بقوامها لأطول فترة ممكنة. ولا تقتصر خدماته فقط على ذلك، فهناك قسم خاص بتصوير الوثائق والمخطوطات والمصادر التاريخية على ميكروفيلم (المصغرات الفلمية) وأرشفتها لتكون مرجعاً احتياطياً وتوثيقياً يتم حفظه على شكل وسائط رقمية. إضافة إلى ذلك، فقد توسع المركز في إجراء عمليات التعقيم لتشمل المصادر التي يصعب انتقالها إليه وذلك بإرسال سيارات تعقيم مجهزة بكافة الأجهزة اللازمة لأداء هذه المهمة لجهات مختلفة. كما يقوم بتقديم الاستشارات الفنية وتدريب الكوادر البشرية لبعض الجهات الحكومية والخاصة التي تعمل في مجال المحافظة على الوثائق والمخطوطات.
مشاركة :