عقدت هيئة البحرين للثقافة والآثار اللقاء الثاني بعنوان «نداء المنامة»، وذلك صباح اليوم الخميس الموافق 20 يونيو 2019م في متحف البحرين الوطني بحضور معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة، سعادة المهندس عصام بن عبد الله خلف وزير الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني ، سعادة السيد أيمن بن توفيق المؤيد وزير شؤون الشباب والرياضة، سعادة السيد رشيد محمد المعراج محافظ مصرف البحرين المركزي ومعالي الشيخ هشام بن عبدالرحمن آل خليفة محافظ محافظة العاصمة، إضافة إلى تواجد عدد من المسؤولين في القطاعين الخاص والعام والبنوك والمهتمين من أهالي المنامة والشخصيات الثقافية.وفي بداية اللقاء قالت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة: «شكراً لكل محبّي مدينة المنامة الحاضرين في اللقاء الثاني لنداء المنامة، هذا النداء الذي أطلقناه في يناير الماضي وتردد صداه في العديد من الفعاليات التي أبرزت فرادة المدينة على المستوى الحضاري والعمراني». كما شكرت مدير التنمية والتطوير العمراني في البنك الدولي السيّد سامح وهبة على حضوره ومشاركته في إثراء جهود الهيئة في الارتقاء بالعاصمة المنامة.وأضافت: «في هذا اللقاء نكشف الجوانب الاقتصادية الهامة للاستثمار في البنية التحتية الثقافية لمدننا التاريخية والمردود الذي يرتقي بمجتمعاتنا على كافة المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية»، موضحة معاليها أن هيئة البحرين للثقافة والآثار تسعى إلى تبني وتنفيذ التوجهات العالمية الحالية في صناعة السياحة الثقافية عبر استقطاب مشاريع التطوير الحضرية والتي بدورها تؤدي إلى تنمية مستدامة، مشيرةً إلى أهمية المشاركة في هذه المبادرة الثقافية والوطنية باعتبارها مسؤولية الجميع.وقالت معاليها: «المنامة جزء أساسي من تاريخنا الذي ينبض بالعراقة والأصالة، نعيد إحياء ملامحها الثقافية ونهتم بعمرانها الذي يحمل ذاكرتنا الحضارية في جهد نستمر به حتى تسجيلها على قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو كمدينة تملك من الإبداع والتعايش والسلام ما يجعلها نموذجاً عالمياً متميزاً».من جانبه توجّه السيد سامح وهبة بالشكر إلى معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وهيئة البحرين للثقافة والآثار على استضافته في لقاء نداء المنامة الثاني. وقال السيد وهبة إن التراث الثقافي يعد أساسياً في عملية التطوير الحضاري للمدن التاريخية لقدرته على إظهار تميّز المدن حضارياً وعمرانياً وثقافياً، مؤكداً أن استثماره في عملية التطوير الحضري يرجع بعوائد اقتصادية كبيرة على المجتمعات المحلية. وقال إن السياحة تعد قطاعاً حيوياً يتّسع للكثير من النشاطات التي يمكنها صناعة تبادل حضاري وثقافي ما بين المجتمعات حول العالم مع توفير فرص استثمارية واقتصادية للسكان المحليين والمؤسسات الحكومية.وحول الفرص التي تمتلكها مدينة المنامة التاريخية، قال السيد سامح وهبة إن العاصمة، ورغم مواجهتها لعدد من التحديات المتعلقة بالبنية التحتية والاكتظاظ العمراني والسكاني، إلا أنها تمتلك تراثاً ثقافياً يمكن استثماره في عملية تطوير حضري كبيرة تعود بالنفع على الاقتصاد المحلي وتعزّز الهوية الحضارية والثقافية للمدينة. وتطرّق في عرضه إلى أهمية اعتماد التطوير الحضري بالاعتماد على التراث الثقافي، مشيراً إلى أن ذلك يثري الاقتصاد المحلي، يحافظ على الممتلكات الثقافية ويوفّر الحاجات الأساسية التي يسعى إلى تحقيقها الزوّار والسكّان المحليون وأصحاب المصالح والأعمال والمستثمرون.واستعرض السيد سامح وهبة نماذج عالمية في التطوير الحضري المعتمد على التراث الثقافي كمدينة كيوتو في اليابان، مدينة شانغهاي في الصين، مدينة لاهور بباكستان، مدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا، ومناطق مختلفة من بلدان كجورجيا ولبنان، موضحاً أن جميع هذه المدن والمناطق استطاعت الارتقاء ببنيتها التحتية ونسيجها العمراني مع الحفاظ على مقوماتها الثقافية، إضافة إلى الحصول على منافع اقتصادية كبيرة واستقطاب استثمارات عالمية مع تنشيط كبير للسياحة الثقافية الداخلية والخارجية.يذكر أن هيئة البحرين للثقافة والآثار كانت قد عقدت لقاء «نداء المنامة» الأول خلال يناير الماضي، لتنفّذ من بعده مبادرات متنوعة تضمنت محاضرات توعوية، جولات مفتوحة للجمهور للتعرف على ملامح المدينة العمرانية والثقافية بالإضافة إلى صناعة لقاءات ما بين المهتمين باستعادة جماليات المدينة ومختلف فئات أهاليها. كذلك نظّمت هيئة الثقافة بالتعاون مع «موانئ» سلسلة عروض سينمائية في الهواء الطلق في مدينة المنامة بعنوان «سينما يتيم» ما بين شهري مارس ومايو 2019م. وقدّمت «سينما يتيم» التي أقيمت في الفناء الداخلي لمبنى يتيم، خمسة أفلام لمخرجين عالميين تمحورت في مضمونها ورسالتها حول العمارة، الإنسان، الهوية والصلة ما بين الذاكرة والمكان.وتتزامن فعاليات مبادرة «نداء المنامة» مع احتفاء هيئة البحرين للثقافة والآثار بالمنجزات الحضارية والإنسانية للبحرين خلال عام 2019م بعنوان «من يوبيل إلى آخر». ويصادف هذا العام المئوية الأولى لتأسيس بلدية المنامة التي تعتبر من أوائل البلديات في العالم العربي والأولى على مستوى الخليج العربي.
مشاركة :