أجرى المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الليبي، حوارًا صحفيا، الخميس، أكد فيه أن العملية العسكرية التي شنها الجيش في طرابلس للقضاء على الميليشيات المسلحة، لن تحل الأزمة الليبية، وأن هدفها تصحيح أوضاع  أمنية مستعصية عجزت كل السبل السياسية عن معالجته، وأن الحل يكمن في المسار السياسي وبمشاركة كل الليبيين. وقال حفتر، إن طرابلس أصبحت وقرا للميليشيات، حيث تتواجد القيادات الإرهابية، وتجند خلاياها داخل طرابلس، وتسيطر على أموال الشعب الليبي، فضلا عن المتاجرة بالبشر، وتهريب النفط والمحروقات، وتنفيذ أجندات خارجية تتعارض مع مصالح الشعب الليبي تماماً. وعن مدى نجاح الجيش في تطهير طرابلس من الإرهاب، قال حفتر، إن الجيش يتقدم بشكل ملحوظ، مشيرا إلى أن العملية العسكرية لن تتوقف قبل أن تنجز كافة أهدافها، ويقوم رجال الجيش بالتفرغ لتأمين الحدود والمياه، وداعيا الشعب الليبي لعدم الالتفات إلى ما يشاع من أننا قد نتراجع أو حتى نفكر بالتوقف في هذه المرحلة. وعن خطط الجيش بعد تحرير طرابلس، قال حفتر، «سندخل في مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة هذه المرة من حيث المدة والصلاحيات، تقوم على حل كافة الميليشيات ونزع سلاحها وحل كافة الأجسام المنبثقة عن اتفاق الصخيرات الذي انتهت مدته وفشل في إيجاد أي مخرج للأزمة بل خلق أزمات ، فضلا عن تشكيل حكومة وحدة وطنية تقوم بترتيب البيت الداخلي وتجهز البلاد للمرحلة الدائمة وفق مسار ديمقراطي ينتهي بدستور وانتخابات». وعن الموقف الإقليمي والعربي، قال حفتر، إن علاقات الجيش مميزة للغاية مع مصر وتشاد ومع الأشقاء في السعودية والإمارات والأردن والكويت والجزائر والسودان،  ومتفهمون لطبيعة حركة الجيش وإسهامه إلى جانب شعبنا في محاولة الخروج من الوضع الخانق إلى مرحلة انتقالية ثم إلى مرحلة دائمة تنتهي فيها كل المعاناة. وعن رأيه في مبادرة فائز السراج، رئيس حكومة الوفاق الوطني، لحل الأزمة الليبية، قال «لا أعتقد أن السراج لديه ما يقول. فهذا الرجل مرتبك وقراره ليس في يده ، لقد خَبِرته وعرفته جيداً منذ عدة سنوات وتحدثت معه بشكل مباشر كما تعلمون، إنه حقاً لا يدري ماذا يريد، ولا يستطيع أن يوقع أي اتفاق، ودائما ما يُشعرك دون أن يدري بأن هناك جهة ما  هو «مرعوب» منها بشدة وبدرجة لا توصف» . وأضاف: «المبادرة بالإضافة الى إنها مفتقدة للجدية، وخالية من بنود معالجة أسباب الأزمة فهي أيضاً ليست للسراج بل هي عبارة عن صدى لكلام غسان سلامة المكرر، فالمبادرات لا معنى لها ما لم تكن شجاعة وتحمل بنوداً صريحة تمس صلب الأزمة وتعالجها جذرياً ، ولذا فهي غير ذات قيمة وردنا عليها هو ذات ردنا على ما قاله سلامة سابقاً». وعن مطالبات إجراء الانتخابات في أسرع وقت، قال حفتر «أكرر ، لسنا ضد الحلول السياسية ولا ضد العملية الديموقراطية ولا ضد الانتخابات، بل نرى في الأخيرة هي الطريق الأمثل أسوة بكل دول العالم، أبجديات الديمقراطية هي الاحتكام لصندوق الاقتراع حصراً وليس الاحتكام لتوافق مزعوم فُرض على الليبيين في ردهات الفنادق،  ولكننا نعتقد بأن كل هذه القيم المؤسٍسة للدولة المدنية العصرية لا يمكن أن تعيش في ظل سيطرة الإرهاب وجماعات مثل القاعدة والليبية المقاتلة والإخوان والمليشيات وعصابات الجريمة المنظمة والتهريب والخطف ودواعش المال العام لذلك وجب تصويب الوضع على الأرض» .