أكد قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، أن العملية العسكرية التي يشنها الجيش لدحر الإرهابيين من طرابلس وتحريرها من قبضتهم، لن تتوقف قبل تحقيق أهدافها كافة، مشدداً على رفضه المبادرة التي تقدم بها فايز السراج كونها "مفتقدة إلى الجدية وخالية من بنود معالجة الأزمة". واعتبر حفتر في مقابلة أجراها مع صحيفتي "المرصد" و"العنوان" الليبيتين نُشرت في وقت متأخر الأربعاء، أن المناخ السياسي الملائم سيتوفر عقب انتهاء العملية العسكرية التي لن تتوقف قبل تحرير طرابلس. وبشأن الموقف العسكري الحالي في طرابلس، أوضح أن "الوضع ممتاز، وأدعو الليبيين إلى عدم الالتفات لما يشاع من أننا قد نتراجع أو حتى نفكر بالتوقف في هذه المرحلة (...)، لن تتوقف العملية العسكرية قبل إنجاز كافة أهدافها". وأضاف: "بعد انتهاء المهمة العسكرية سيكون المناخ للعمل والحديث السياسي أكثر جدوى من السابق، وأمامه فرص نجاح أكبر لتوافر الظروف التي ستسمح بإنجاحه، بخلاف السنوات الثماني الماضية، وذلك لزوال عوامل فشل هذا المسار". كما رفض المشير حفتر المبادرة التي تقدم بها السراج، كونها "مفتقدة إلى الجدية وخالية من بنود معالجة الأزمة"، موضحاً: "هي أيضاً ليست للسراج، هي عبارة عن صدى لكلام (مبعوث الأمم المتحدة) غسان سلامة المكرر، فالمبادرات لا معنى لها ما لم تكن شجاعة وتحمل بنوداً صريحة تمس صلب الأزمة وتعالجها جذرياً، ولذا فهي غير ذات قيمة". واتهم حفتر السراج بأن القرار ليس ملكه، قائلاً "لا أعتقد لديه ما يقول، فهذا الرجل (السراج) مرتبك وقراره ليس في يده، لقد عرفته جيداً منذ سنوات، ودائماً ما يشعرك دون أن يدري بأن هناك جهة ما مرعوب منها بشدة وبدرجة لا توصف". وأكد المشير حفتر، عدم معارضته "الحلول السياسية أو العملية الديموقراطية والانتخابات"، مشدداً على صعوبتها في "ظل سيطرة الإرهاب والإخوان والمليشيات الإرهابية وعصابات الجريمة والتهريب ودواعش المال العام". وبخصوص ملامح ما بعد طرابلس، أكد عزمه الدخول في"مرحلة انتقالية واضحة ومنضبطة من حيث المدة والصلاحيات"، إلى جانب تشكيل "حكومة وحدة وطنية" تجهز للمرحلة الدائمة، دون تقديم تفاصيل عن الأطراف التي ستشارك فيها.
مشاركة :