عندما يكون الوطن في خطر فكل أبنائه جنود،فالوطن غال على قلوب الشرفاء فقط، إنها حقيقة مؤلمة حتي لو تعددت أقنعتها، إن قوى الفساد تعمل علي تسريب جهد دولة ورجال مخلصين للوطن حقا، ولا بد من مواجهة هذه الحقيقة وعدم الدوران حولها خاصة بعد أن أثبتت القوى الوطنية بالفعل جدارتها وكفاءتها في التميز والجدية في العمل، والبحث دائمًا على تطوير مهاراتها في سبيل النهوض بالاقتصاد الوطني ولوحظ التقدم السريع في المشروعات الوطنية وتحديث شبكة الطرق والكباري والقضاء علي العشوائيات وبناء الإنسان والتغير من بيئته من ناحية وهناك من يسرب هذا المجهود ويقلل من شأنه ويصدر قصائد الجوع والفقر في المقدمة مع أن نسبتها لا تتعدى عن نظيراتها من الدول المتقدمة.إن الخطر الأكبر يكمن في سيطرة المبدأ المادي علي العقل البشري وتخريب وعي الناس وإضلالهم بل الكذب عليهم وعلي أنفسهم دون النظر إليّ ضرورة قيام دولة اغتالتها المصالح الخاصة ودمرها الفساد الأخلاقي والمادي من ناحية ورافعي رايات الماسونية والخلافة من ناحية أخرى والتآمر عليها من الغرب والقوي الصهيونية لتحقيق حلمها القديم .تناسوا ما تكبده وطن ارتوت أرضه بدماء رجال عاهدوا الله علي حمايته والمحافظة عليه دون أي مقابل.إن المشكلة التي تواجه المجتمع المصري ليست في توافر المال ولكن المشكلة الأخطر في (الزهايمر الأخلاقي )للبعض والتطبيق الأعمي لإستراتيجية (فرق تسد ) وعدم الموازنة بين المصالح الخاصة ومصلحة وسمعة دولة بأسرها عامدا متعمدا وكله "فنكوش ".بلدكم لا تستحق هذا منكم ..فدرء المفاسد أولى من جلب المنافع ، والآن ادركت أهمية إستعانة بعض الدول المتقدمة ببعض العاملين الأجانب للحفاظ علي كيان دولتهم من أمراض (الآنا التي لاتُهزم) دولة فقط بل تدمر عالم بأسره مهما كان قوته. فتواجد بديل يخفف من (ثقافة لوي الذراع ) وتناسوا القانون المهني والأخلاقي واندثر الحس الوطني من أجل حفنة نقود مصيرها الزوال في وقت قصر ام طول .نعم لابد من وجود بديل لأرباب السلوك الفهلوي الخال من الذكاء غير منتج ومضر جدا وقد جربناه مرارا وتكرارا عبر الزمن مع الاختلاف. إن ضخ الحس الوطني والأخلاقي في شرايين الدولة المصرية لن يقوي إلا بإعادة بناء الروابط الإنسانية للدولة المصرية .نعم لم نصل إلي الاكتفاء المطلق ،لكننا على الأقل أصبحنا قادرين على الحلم وتحقيق البعض منه في ظل الإمكانات المتاحة وسوف نتذكر دائمًا أولئك الذين ضحّوا بأرواحهم من أجل مستقبل أفضل للجميع لا فئة بعينها وفي النهاية لا مجال للعودة إلا الوراء وسيدفع كل خائن الثمن.
مشاركة :