نظّم مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أمس الأربعاء، بمقره في أبوظبي محاضرة بعنوان: (كيف اختطف "الإخوان" الثورة والدولة في مصر؟)، ألقاها الأستاذ مصطفى بكري، الكاتب الصحفي، عضو مجلس النواب في جمهورية مصر العربية. واستهل الأستاذ مصطفى بكري محاضرته بتقديم خلفية تاريخية حول صعود تنظيم "الإخوان" الإرهابي وتغلغله في مفاصل الدولة المصرية، منذ عهد الرئيس المصري الراحل أنور السادات، مروراً بعهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وازدياد تغلغلهم في نواحي المجتمع المصري كافة. ثم بدأوا بالاتصالات مع السفارة الأميركية في القاهرة وغيرها من الجهات الغربية. وأضاف بكري أن تنظيم "الإخوان" الإرهابي، "استغلّ قضية الشاب خالد سعيد وغيرها من القضايا لتحريك الشارع"، وكان الاتفاق مع حركة "حماس" الإرهابية على ضرورة المشاركة في حالة الفوضى، بمساندة "حزب الله" الإرهابي، إلى أن تنحى الرئيس حسني مبارك؛ ثم استغلوا الفترة الانتقالية فأسسوا "حزب الحرية والعدالة"، ومنعوا أن يكون هناك دستوراً دائماً للبلاد، وبدأوا يستعدون ليوم الانتخابات الرئاسية، ومهدوا لذلك، وكانت هناك توقعات بفوزهم بنسبة قليلة، ولكنهم فازوا بأغلبية في الانتخابات البرلمانية. وبدأت تبرز على السطح انقسامات في الجماعة، إذ كان التيار القطبي يسعى للوصول إلى السلطة، حتى لو كان ذلك عن طريق العنف والفوضى، وعندما قرروا الترشح لرئاسة الجمهورية، بدأوا في تنفيذ استراتيجية لتحل الجماعة محلّ الدولة المصرية، حيث أعلن آنذاك، الرئيس المعزول محمد مرسي أنهم "ماضون إلى فتح جديد في مصر". وأوضح بكري أن "مرسي أدرك أن القضاء المصري هو حجر عثرة في وجه مخططات الإخوان، ولذلك كانت هناك حملة تستهدف القضاء المصري، ورأينا اعتداء عليه. وفي 22 نوفمبر 2012 فوجئنا بالإعلان الدستوري الذي أطاح النائب العام والمحكمة الدستورية العليا، وكان ذلك إيذاناً بالدخول إلى مرحلة جديدة، تقضي بأنه لا قضاء في مصر". وتطرق المحاضر إلى العلاقات الخارجية وقال: "رأينا توتراً في العلاقات مع عدد من الدول خلال حكم "الإخوان"، وأنه ثبت كذب موقفهم من الصراع العربي - الإسرائيلي، وهم لا يعترفون بالأوطان، كما يظهر من أدبياتهم القديمة". وأكد بكري أن هناك عداء شديداً للجيش والشرطة في مصر من قبل تنظيم "الإخوان" الإرهابي الذ حاول إطاحة هاتين المؤسستين عبر اعتقال قياداتهما، لولا تحرك القائد العام للقوات المسلحة آنذاك عبدالفتاح السيسي الذي كان متنبهاً لتحركاتهم، وكان من الطبيعي أن ينحاز الجيش المصري للشعب. وفي ختام المحاضرة تساءل البكري، "ماذا بعد؟"، وتطرق إلى حادثة وفاة محمد مرسي، حيث أكد أنه توفي في المحكمة بعد أن وجهت له اتهامات متعددة، وطلب الكلمة، ثم أغمي عليه؛ ولكن "الإخوان" الإرهابي اتهم الدولة المصرية. وأضاف أن وفاة محمد مرسي أخرجت "الإخوان" من حرج شديد، وستتيح لعدد منهم التواصل مع الدولة من أجل العيش بسلام، وأن الضجة المثارة الآن ليست من أجل وفاة مرسي، إنما للضغط كي يفرج عن بقية قادة الإخوان" الإرهابيين.
مشاركة :