في أشعاره حدثتنا «أم الدنيا» عن نفسها، وأخبرتنا عن المجد والحضارة، وعرفتنا بمكانتها «دُرة تاج الشرق» وتماثل تمدنها مع بلاد الغرب المتقدمة.شاعر النيل حافظ إبراهيم، المولود على متن سفينة كانت رأسية في مدينة ديروط في محافظة أسيوط في الرابع والعشرين من فبراير عام ١٨٧٢، لأم تركية وأب مصري، واسمه محمد حافظ إبراهيم فهمي، ويعد من أشهر شعراء مصر، وعاصر أمير الشعراء أحمد شوقي.بعد رحيل أبيه، تربى في كنف خاله وخطت أنامله الأشعار حينما التحق بالمدرسة، وعلى عكس ميوله الأدبية، التحق بالمدرسة الحربية وتخرج فيها عام ١٨٩١ برتبة ملازم ثان، وذاع صيته في تلك الفترة كشاعر مبتدئ.طرد من الجيش المصري في السودان بعد اتهامه مع مجموعة أخرى من الضباط بتكوين جماعة سرية، وصار رئيسًا لدار الكتب المصرية في ١٩١١، وأصبح فيما بعد محررًا بجريدة الأهرام حتى توفى في مثل هذا اليوم الحادي والعشرين من يونيو من عام ١٩٣٢.وكانت قصيدته «مصر تتحدث عن نفسها» هى أشهر ما نظمه، ويقول مطلعها «وَقَـــفَ الـخَـلـقُ يَـنـظُـرونَ جَـمـيعًا.. كَـيـفَ أَبـنـي قَـواعِدَ الـمَجدِ وَحـدي.. وَبُـنـاةُ الأَهـرامِ في سـالِفِ الـدَهرِ.. كَــفَـونـي الــكَــلامَ عِــنـدَ الـتَـحَـدّي.. أَنـا تـاجُ الـعَلاءِ في مَفرِقِ الشَرقِ... وَدُرّاتُــــــــهُ فَــــرائِــــدُ عِــــقــــدي.. أَنـــــا إِن قَـــــدَّرَ الإِلَــــهُ مَــمـاتـي.. لا تَرى الشَرقَ يَرفَعُ الرَأسَ بَعدي».
مشاركة :