لم تكن ١٨٣٠ أن تنقضى إلا بوصول إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد علي باشا، الذي وُلد في الحادي والثلاثين من ديسمبر، بحي الجمالية أحد الأحياء الشعبية في العاصمة القاهرة.وحينما وصل للرابعة عشرة من عمره، أرسله أبوه إبراهيم باشا إلى النمسا لإكمال دراسته للغات التركية والفارسية والعربية، والرياضيات بالإضافة إلى علاجه من الـ«الرمد الصديدي».وبقي في العاصمة النمساوية لعامين قبل أن ينتقل إلى باريس لينضم إلى البعثة المصرية الخامسة وبعد انتهائه من دراسة اللغات والرياضيات عاد إلى مصر وكانت تحت حكم والده.وحينما تُوفى إبراهيم باشا تولى عباس حلمي الأول السلطة، الذي لم يكن على وفاق مع إسماعيل الذي سافر إلى الأستانة ليعينه الوالي عضوًا بمجلس أحكام الدولة العثمانية، ومنحه لقب «باشا»، وذهب على رأس حملة عسكرية قوامها ١٤ ألف جندي إلى السودان، ونجح في تهدئة الأوضاع هناك.تسلم سدة الحكم في الثامن عشر من يناير ١٨٦٣ بعد بلوغه الثالثة والثلاثين ليصبح خامس حكام مصر من الأسرة العلوية، التى أسسها جده محمد على باشا، وسار على نهجه في الحكم فحاول التخلص من قيود معاهدة لندن ١٨٤٠.وفي الثامن من يونيو ١٨٦٧ منح لقب خديو، وفي طريقه لنيل استقلال مصر من الحكم العثماني تمكن من استصدار فرمان بأحقية الاستدانة دون الرجوع إلى الوالى العثماني في ١٨٧٢، وفي العام التالي تم منحه الاستقلال التام بحكم مصر باستثناء دفع الجزية السنوية وعقد المعاهدات السياسة وعدم الحق فى التمثيل الدبلوماسي وعدم صناعة المدرعات الحربية.وبإيعاز من إنجلترا وفرنسا أصدر السلطان العثماني عبدالحميد الثاني، فرمانًا بعزل الخديو إسماعيل في السادس والعشرين من يونيو ١٨٧٩ نظرًا للقلق الذي شعر به تجاه النزعة الاستقلالية لحفيد محمد علي باشا.وفي مثل هذا اليوم الثاني من مارس ١٨٩٥ توفي الخديو إسماعيل في قصر إميرجان في إسطنبول الذى كان منفاه أو محبسه بعد عزله.طاقتك معدية للآخرين، كما أن الوقت مناسب لتنفيذ أفكار جديدة. القرارات التي كنت قد أرجأتها حتى الآن قد تكون هامة جدًا بالنسبة لك.
مشاركة :