ما يجري في هذه الأيام التاريخية ما هو إلا جزء من هذا الحق، وأداء لهذا الواجب تجاه الجار اليمني الذي عانى من الظلم والاضطهاد عقودًا ليست بالقليلة.. هكذا يفتخر هذا الشاعر الجاهلي بنخوته ونظرته لجاره وذوده عن حياضه وحماية مباءته، لا خلاف في حق الجار فقد وصى الله تعالى بحقه في كتابه، ووصى به نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في سنته، ففي الصحيح: "مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورّثه". وما يجري في هذه الأيام التاريخية ما هو إلا جزء من هذا الحق، وأداء لهذا الواجب تجاه الجار اليمني الذي عانى من الظلم والاضطهاد عقودًا ليست بالقليلة، ولم تدخر المملكة المحروسة وبقية دول الخليج العربي جهدًا في دعم اليمن سياسيًا واقتصادياً، وفي كل الجوانب، ولا ينكر أحدٌ ما قدمته وتقدمه المملكة وأخواتها لهذا الشعب الأصيل بصفته جاراً، وقبل الجوار قد جمعتنا أخوة الدين. ومن غير المستغرب أن يقف الجار مع جاره في محنه ولأوائه، فقد تعرض الشعب اليمني في الآونة الأخيرة لمحاولة إلباسه لباساً غير لباسه وإنطاقه بكلمات بغير لغته، ومحاولة لإدخاله في حرب طائفية، وتركيعه للحركة الحوثية التي لا تؤمن بغير ثقافة القوة والعنجهية، والقسوة التي استأسدت بها على الشعب اليمني فقتلت وشردت وفرقت، وانتهكت السيادة الشرعية اليمنية، وهددت الأمن القومي لدول الجوار بل والمنطقة بأسرها. ومن الطبيعي مقابلة هذا المد والتهديد الحوثي بحزم وعزم، فكانت "عاصفة الحزم" التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - أيده الله - بمباركة دول عربية وإسلامية ولسان حال الجميع: لا أَخذُلُ الجارَ بَل أَحمي مَباءَتَهُ وَلَيسَ جاري كَعُشّ بَينَ أَعواد والمتابع للشأن اليمني والباحث في شؤون الجماعات يجد أن جماعة الحوثي برغم قلة عددها وضحالة فكرها الدخيل على أهل اليمن تريد أن تبسط سيطرتها على كل مفاصل الدولة اليمنية، وتضع أقدامها على كل أراضي اليمن شماله وجنوبه، مستعينة في ذلك بالدعم المعنوي والعسكري الذي يقدمه لها أعداء اليمن الذين يحرصون على تمزيقه وتقتيل أبنائه، ضاربة بعرض الحائط كل مصالح الشعب اليمني، ومتغافلة عن كل فعل من شأنه أن يعيد الشعب اليمني إلى الجهل والفقر والتخلف عن ركب الحضارة التي هو منبعها! إن "عاصفة الحزم" هي فعلاً عاصفة حزم أثبتت الرأي السديد والحازم لخادم الحرمين الشريفين، وهي عاصفة تنقذ اليمن بإذن الله من ظلم وتوغل وتمدد الحوثي وأنصاره، وتبقى المهمة التي تتعلق بالشعب اليمني كبيرة في رص صفوفه ونبذ أفكار هذه الطائفة التي لا تريد لليمن إلا أن يكون على شاكلتها وطريقتها. لقد هبت عاصفة الحزم من الأرض التي طهرها الله من أردان الشرك والكفر، ورضي لأهلها الإسلام الصافي، وهيأ لها قيادة حكيمة تنصر رأي السلف الصالح، وتنشر سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم النقية، وتظهر معالم التوحيد، وتعظم حرمات الله وشعائره، فالمتربص بهذه البلاد يعلم يقيناً أن قيادة الحكيمة سد منيع لا يمكنه تحقيق مآربه، أو تنفيذ مخططاته وهي تسوس الأمور، وتقود الرعية بكل صدق وأمانة وإخلاص. ولا يشوش علينا من ينتقص من نصر الأحبة في فلسطين أو سورية أو ليبيا وغيرها من بلاد الإسلام، فإن نصرة الإخوة الإيمانية لم تقطع عنهم، ولكن البذل للنصرة والعمل بالنص إنما هو مع القدرة على ذلك، والمملكة وأخواتها من دول الخليج يبذلون الوسع في كل قضية إسلامية، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها. إننا وبرغم ما نراه من مآسٍ جلبتها تلك الجماعة على اليمنيين إلا أننا متفائلون تفاؤلاً كبيراً ثقة بالله ثم بالشعب اليمني الواعي لما يراد به من قبل هذه الجماعة. وتأتي "عاصفة الحزم" لتزيدنا تفاؤلاً وأملاً ولاسيما في ضرباتها الأولى التي كشفت حقيقة تلك الجماعة التي سيطرت على مقدرات الجيش اليمني ليكون في يدها خطراً مباشراً على كل يمني أولاً ثم على دول الجوار ثانياً. إن من "عاصفة الحزم" دعاء الصالحين للشعب اليمني كي يخلصه الله من طغيان تلك الجماعة المتمردة وإحاطة ولي أمرنا وكل القوى المساندة له من المسلمين بالدعاء والثناء والإشادة بمثل هكذا قرار حازم ينصر به المظلوم ويرتدع به الظالم امتثالاً لقول نبينا صلى الله عليه وسلم "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً... الحديث" وينبغي التفاعل مع هذه العاصفة من قبل العلماء والمشايخ والإعلاميين وكل الأطياف نصرةً للشعب اليمني الذي استنجد بجاره القريب فكان الجار جاراً يعرف حق الجوار، ويعرف كيف يتعامل مع مثل جماعة الحوثي المتمرد على دولته والمستهتر بحرمات الشعب اليمني. نبارك هذه العاصفة التي أطلقها ملكنا - حفظه الله - ونأمل من الله أن يري إخواننا في اليمن شمس يوم جديد يطلع نهاره وقد نكست راية الظالمين وارتفعت راية الحق وانتصر الشعب اليمني المحب للسلام والأمن.
مشاركة :