تجمع غالبية البحوث التي درست العلاقة بين الأزواج وكذلك العديد من الخبراء والمختصين النفسيين على أن الروابط العاطفية بين الزوجين تحتاج إلى الاهتمام والتجديد وإلا فإنها سوف تتحول مع مرور الزمن وبمفعول المسؤوليات والضغوط اليومية إلى برود وروتين ينتج عنه إهمال الطرف الآخر وعدم الاهتمام بالعلاقة. ويقدم مختصون في العلاقات العاطفية بعض الخطوات والإجراءات التي يمكن القيام بها لتفادي الوقوع في إهمال العلاقة الزوجية وخسارة الشريك، وأهمها أن يواصل الزوج تمسكه بحبه للطرف الآخر وأن يعمد كلاهما إلى خيار أن يظلا عاشقين وأن يظهرا ذلك لبعضهما رغم كل شيء. كما ينصح المختصون الزوجين أيضا بأن يحاولا معا استرجاع سحر العلاقة التي ربطت بينهما ويجددا إعجابهما حتى وإن تغيرت شخصيتيهما وسلوكياتهما، ويسهل عليهما ذلك لو اهتما بالتخطيط الدائم لمواعيد أو رحلات تجمعهما لوحدهما، ويجب على من يبذل جهدا للمحافظة على العلاقة أن يدع الطرف الآخر يعرف أنه يحاول ويسعى لذلك. يؤدي برود المشاعر بين الطرفين والوقوع في نمط الحياة الروتيني إلى تلاشي العلاقة وموتها تدريجيا دون أن يتفطنا لذلك، فيكون الحل إما الانفصال وإما مواصلة العلاقة من أجل تماسك الأسرة وراحة الأبناء. وتقول القاعدة العلمية إن الأشياء تتحلل إذا لم نعتني بها بانتظام، فعندما نترك فناء المنزل دون عناية لبضعة أسابيع، سوف نجد أنه تحول إلى مكان مليء بالأوساخ والفوضى. ينطبق الشيء نفسه على العلاقات، وخاصة الزيجات. فإذا لم تكن تغذي علاقاتك، فستبدأ في التلاشي.ويشرح علماء النفس أن اللامبالاة في علاقات الزواج يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالوحدة والمرارة والإهمال، ويمكن أن تسبب موت العلاقة البطيء والخفي وقد لا يلاحظ الطرفان أو أحدهما تحلل العلاقة إلا بعد فوات الأوان. وهو ما يفسر، بحسب الخبراء، حدوث الطلاق عادة في منتصف العمر، فعندما يكبر الأطفال وينتقلون إلى الجامعة أو يتزوجون، تاركين منزلا يسوده الفراغ حينها يجد الأزواج أنفسهم لوحدهم مع الشريك ويدرك بعض الناس فجأة أنهم أصبحوا متزوجين بغرباء. ويرى المختص في العلاقات الأسرية والزوجية والرئيس المؤسس للجمعية الأميركية “ذي فاميلي فيرست” (العائلة أولا) مارك ميرل أن منع حدوث هذا السيناريو يتطلب اتخاذ خطوات للحفاظ على شرارة العاطفة في الزواج. ويقول “قد لا تشعر بالجاذبية كما حدث عند لقائك بشريكك لأول مرة. لا يعني هذا أن حبكما مات، بل إنه تغير. الحب هو اختيار، ويمكن لكل واحد اختيار الطريقة التي يحب بها شريك حياته”. ويتابع ميرل، موصيا الأزواج، “اختر أن تحب زوجك على الدوام، ولا تنس أنه لم يعد نفس الشخص الذي قابلته عند بداية علاقتكما، وأنت أيضا لست نفس الشخص الذي قابله أول مرة. إذن وبالرغم من أنك تتصور أنك تعرف الكثير عن شريكك فإنه قد تكون هناك أشياء أخرى وجديدة عليك اكتشافها ومعرفتها في حال كانت لديك الشجاعة الكافية للقيام بذلك”. ويؤكد ميرل أنه من بين المخاطر الخفية للامبالاة قبول الأشياء التي قد تشكل تحديا أو صداما في الزواج كما هي دون محاولة تصويب الأوضاع. وتعد محاولة استرجاع صورة ومكانة الحبيب في أعين الزوج واحدة من الطرق الناجحة في مقاومة مشاعر التهاون وعدم الاهتمام بين الزوجين. اللامبالاة في علاقات الزواج يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالوحدة والإهمال، ويمكن أن تسبب موت العلاقة البطيء وقد لا يلاحظ الطرفان تحلل العلاقة إلا بعد فوات الأوان يكشف ميرل “يمكنك التغلب على اللامبالاة عندما تبقى حبيبا أكثر من أن تكون زوجا، تذكر الأشياء التي قمت بها والتي نجحت في المقام الأول وفي أول علاقتكما”. تكمن صعوبة هذه الخطوة في عدم توفر الوقت الكافي لهذه الأمور، خاصة في صفوف الأزواج العاملين والذين لديهم أبناء. لكن، محاولة القيام بذلك ضرورية. وينوه ميرل بأهمية السعي لاسترجاع سحر وبريق العلاقة العاطفية مع الزوج ويقول “تذكر الأشياء التي قمت بها والتي نالت إعجاب شريكك. جامل شريكك وتغزل به إذا كان يتأثر بالعبارات. هل تحب زوجتك الورود؟ أنفق بعض النقود لشراء باقة لها في طريقك إلى المنزل. هل كنتما تحبان الجلوس معا؟ أجّلا الغسيل والتنظيف واقضيا بعض الوقت معا. ويمكن أن تظل المواعدة كعاشقين أحد الحلول للتخلص من روتين العلاقة، فقد يرغب الزوجان في المشي معا والحديث عن الأحلام والعواطف، قد يكون الحل في تنظيم رحلة أو الذهاب إلى حفل موسيقي واسترجاع الذكريات معا. إذا كان هذا شيئا مرغوبا فيه من الطرفين فقد يمثل كل ما يحتاج الزوجان إلى فعله”. ويضيف ميرل “دع الطرف الآخر يعرف أنك تحاول، ففي بعض الأحيان تعدّ النية كافية. إذا كنت تشعر بأن شريكتك لم تلحظ جهودك، أخبرها بأنك تحاول أن تكون الرجل الذي تحلم به. ويعني هذا وحده الكثير. واسأل عما يحتاجه الطرف الآخر أو ما يريده منك، تماما مثلما كنت تحاول البحث عن ذلك خلال فترة التعارف”.
مشاركة :