أيعقل بأن لغات العالم اجتمعت لتحادثك ببيان من منظور مختلف وزاوية أخرى لم تعهدها النظريات اللغوية ولا الأبجديات الحرفية، كأنها كلمات مترابطة خارجة عن حدود النص من غير قواعد نحوية تخاطبك انت على ألسنة من تحب بفصاحة مبهرة تدهش النفس لجمالها و تأسر الألباب حيث قيل: من عُرف بفَصَاحة اللِّسان، لحظته العيون بالوَقَار. هذه اللغات خلقت لتكتب لك بكل حب وود لتجدد عهدا مضى، و لتخط حبا جديدا صادقا منصفا، فتؤنس وحدتك وتخفف عنك غربتك لتكن كطفل ولد من جديد يتآلف مع من حوله بلغة بسيطة ولطافة المنطق وسحر البيان. كن مختلفا بأحاسيسك ومشاعرك قلت أو كثرت تنوعت وتشابهت.. في كل المنعطفات تتسابق تراكيب اللغة لترسم صورا شتى ذات معان حسناء كما قال الشاعر إبراهيم بن العباس الصولي: إِذا ما الفكرُ أضمرَ حسنَ لفظٍ وأدَّاهُ الضميرُ إِلى العيانِ ووشَّاهُ ونمنمَهُ مُسَدٍّ فَصِيحٌ بالمقالِ وباللِّسانِ رأيتَ حُلى البَيان منوَّراتٍ تضاحكُ بينها صُورَ المعاني ففي اللغات إحساس مفرح ذو صدى عالٍ، يزهر في حدائق غناء فتطرب الآذان وإن لم تعرف معانيها فتداعب المشاعر وتثريها بفرح بهيج. باختلاف الأزمنة في هذه الدنيا تحتل الأحاسيس اللغوية أكبر مكان في بلاد الأفراح لتخط رسائل التواصل وتديم حبال الود والوفاق.
مشاركة :