عزز الجيش الليبي قواته المرابطة في محيط العاصمة طرابلس وحققت وحداته المتقدمة اختراقاً جديداً على محور وادي الربيع القتالي. وقالت مصادر عسكرية إن اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة اندلعت في منطقة وادي الربيع جنوب شرقي العاصمة طرابلس بين قوات الجيش الوطني وقوات الوفاق.وأوضحت أن المعارك البرية تدعمها طلعات الطيران الحربي. وبحسب المصادر فإن قوات الجيش الوطني أحرزت تقدماً ملحوظاً بالمحور، وسيطرت القوات المسلحة على عدد من المواقع والذخيرة مع تراجع لقوات الوفاق.ويشهد محور وادي الربيع اشتباكات عنيفة بالآونة الأخيرة بالإضافة إلى محور عين زارة، والتي تعتبر من أعنف المحاور، مع المحور الأبرز الذي تركز عليه قوات الوفاق في هجومها وهو محور مطار طرابلس العالمي.يجيء ذلك بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية جديدة من القوات الخاصة التابعة للجيش الوطني الليبي إلى محاور القتال بالعاصمة طرابلس، للمشاركة في المعارك التي يخوضها الجيش ضد الميليشيات المسلحة التابعة لقوات حكومة الوفاق على أبواب طرابلس.وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الوطني الليبي، في بيان، إن «كتيبتين من القوات الخاصة تحركتا باتجاه العاصمة طرابلس، بناء على طلب من غرفة عمليات طوفان الكرامة لتحرير طرابلس، لتكليفها بمهام خاصة في المرحلة النهائية لاقتحام طرابلس، وتطهيرها من الحشد الميليشياوي والجماعات المتطرفة».وتصاعدت حدّة المعارك هذا الأسبوع، خصوصاً في محور طريق المطار جنوب غربي طرابلس، حيث تواجه قوات الجيش الوطني الليبي، مقاومة شرسة من قوات الوفاق المدعومة من الميليشيات التي فشلت هجماتها في انتزاع السيطرة على مطار طرابلس الدولي، بعد أسابيع من المواجهات العنيفة، استخدمت فيها المدفعية والأسلحة الثقيلة والقصف الجوّي.على صعيد آخر، كشف المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أنه بحث مع قائد الجيش المشير خليفة حفتر، السبل الكفيلة بتقصير المدة التي تفصل البلاد عن الحل السياسي بعد انتهاء العمليات العسكرية.وكان سلامة التقى سياسيين من المنطقة على رأسهم ممثلون عن التكتل الفيدرالي والمدني الديمقراطي، معبراً لهم عن عزيمة الأمم المتحدة على تكثيف عملها من مدينة بنغازي التي اتخذت لها مقراً فيها. إلى ذلك، أطلق «تحالف القوى الوطنية» الليبي، بالاشتراك مع عدد من الشخصيات، مبادرة تهدف لإيقاف الاقتتال الراهن بالعاصمة الليبية طرابلس، والدعوة لاستئناف العملية السياسية. وتتضمن المبادرة عدة خطوات تبدأ بمرحلة أولى يتم فيها دعوة الجيش الليبي (بقيادة المشير خليفة حفتر) لخلق منطقة عازلة، بهدف فتح ممرات إنسانية للأسر العالقة في مناطق الاقتتال وتقديم المساعدات لهم. كما تدعو لتشكيل قوة مشتركة من الطرفين لا يقل قوامها عن عشرة آلاف مقاتل، تتبع قيادة ميدانية مشتركة مستقلة عنهما، وتنسق مع قوات القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) والاتحاد الأوروبي، يكون هدفها الرئيسي هو محاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية.
مشاركة :