كتب - عبدالمجيد حمدي: كشف الدكتور ماهر صقور، رئيس قسم الأمراض العصبية، استشاري أول للأمراض العصبية والجلطات الدماغية بمستشفى حمد العام، عن إنشاء عيادة مخصصة لاستقبال الحالات العاجلة للمخ والأعصاب والتي تحتاج إلى مراجعة للطبيب بشكل سريع، لافتاً إلى أنه يتم استقبال هذه الحالات في مواعيد سريعة لا تتعدى أسبوعاً بدلاً من الانتظار لفترات أطول في الحالات العادية وفقاً لتصنيفها. وقال الدكتور ماهر صقور في حوار مع الراية إنّ الفكرة مُطبقة في بعض دول العالم وأحدثت نتائج جيدة في مجال رعاية هذه النوعية من المرضى، مضيفاً أن الأمراض العصبية يتم تقييمها إما لحالات حادة أو حالات عاجلة أو عادية غير عاجلة، وأن الحالات الحادة يتم استقبالها في العيادة الجديدة خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر. وأوضح أنه بالنسبة للحالات التي يتم نقلها بالإسعاف والتي تدخل في قسم الطوارئ يتم علاجها بالطوارئ وفي حال احتياجها لمتابعة مع قسم المخ والأعصاب، فإنه يكون لها الأولوية في المتابعة بالعيادة الجديدة التي توفر لها مواعيد سريعة خلال أيام قليلة. وأشار إلى أن العيادة الجديدة تعتبر بمثابة المسار السريع للحالات العاجلة في مجال المخ والأعصاب، بحيث يكون هناك تعامل مع الحالات في الوقت المناسب خلال عدة أيام قليلة. وأضاف أن قسم المخ والأعصاب يستقبل يومياً حوالي من 30- 50 تحويلاً في اليوم الواحد من مراكز مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أو من أقسام الطوارئ أو العيادات الخارجية الأخرى بمؤسسة حمد الطبية وهذا العدد يتضمن على الأقل 3 حالات عاجلة يتم تقييمها وتحديد مواعيد سريعة لها في العيادة الجديدة، مشيراً إلى أنه يتم استغلال مسألة غياب بعض المرضى عن المواعيد أيضاً لاستيعاب المزيد من الحالات العاجلة ومن ثم تقليل أوقات الانتظار. ولفت إلى أن القسم استقبل ما يقرب من 24 ألف مريض خلال العام الماضي من خلال عيادات المخ والأعصاب العامة والتي يبلغ عددها 15 عيادة أسبوعياً على الأقل، بالإضافة إلى عيادات نوبات الاختلاج الصرعي التي يبلغ عددها حوالي 15 عيادة أسبوعياً، بالإضافة إلى حوالي 16 عيادة أخرى للجلطات الدماغية، حيث تستقبل كل عيادة ما لا يقل عن 10 مراجعين. وأوضح أن أكثر الأمراض انتشاراً بين المراجعين في قسم المخ والأعصاب هي الجلطات الدماغية، حيث يتم استقبالها في عيادة الحالات العصبية العاجلة بدون تأخير بعد تقييم الحالة، حيث يتم استقبال الحالة في نفس اليوم بالعيادة بعد تقييمها من قبل الطوارئ وإجراء الإسعافات اللازمة لها وإجراء التحويل اللازم لها للعيادة العاجلة. وتابع: إن قسم المخ والأعصاب استقبل خلال عام 2017 ما يقرب من 1800 حالة إصابة بالجلطات الدماغية، موضحاً أن ثلث هذا العدد كان يعاني من أعراض مشابهة للجلطات وليست جلطات في حين إنه في عام 2018 ارتفع عدد الإصابات إلى 2200 حالة إصابة بالجلطات الدماغية ما يؤشر إلى أن عدد الإصابات في تصاعد. وأشار إلى ضرورة العمل على نشر الوعي بين فئات المجتمع حول أعراض الجلطات الدماغية حتى يمكن إسعاف الحالة في الوقت المناسب، موضحاً أن أعراضها تتمثل في ضعف في الوجه وضعف في القدم وصعوبة في الكلام، موضحاً أنه في هذه الحالة لابد أن يتم الاتصال بالإسعاف، حيث إن رجال الإسعاف مدربون على التعامل مع هذه الحالات ويتم تصنيف الحالة في لحظة الوصول إليها، ليتم تحديد ما إذا كانت الحالة قادرة على النقل إلى مستشفى حمد العام أو إلى وحدة الجلطات الدماغية المخصصة لذلك أو نقلها إلى أقرب مستشفى. وتابع: إن من أهم أسباب الإصابة بالجلطات تضيق الشريان السباتي بالرقبة، فإذا ما ثبت أن هناك ضيقاً في الشريان السباتي لابد من نقل المصاب بالإسعاف وإدخاله للجراحة لتوسيع الشريان، وعادة التشخيص يتطلب أخصائي مخ وأعصاب، وأخصائي جلطات وطبيباً متخصصاً في الأعصاب. وأوضح أن الصرع يأتي في المرتبة الثانية بعد الإصابة بالجلطات الدماغية موضحاً أن هناك 15 عيادة متخصصة في علاج حالات الصرع، حيث يتم تقييمها أيضاً وتوفير مواعيد مناسبة للحالات وفق تصنيف كل منها. وأشار إلى القسم يضم أفضل التقنيات العالمية من حيث الأدوية العلاجية والأجهزة سواء في التشخيص أو العلاج حيث توفر مؤسسة حمد الطبية كافة الإمكانات لجلب أحدث الأدوية عالمياً أولاً بأول، لافتاً إلى أنه على سبيل المثال هناك أجهزة حديثة سيتم إدخالها قريباً لعلاج الصداع المزمن والتي تعتمد على تنبيه أعصاب المخ والدماغ بشكل علمي يؤدي تلقائياً إلى علاج الصداع والتخلص منه نهائياً. وأضاف: أن تقليل أوقات الانتظار في عيادات المخ والأعصاب يعتمد على عدة أمور منها التوسع في العيادات العامة والتخصصية وبناء وإعداد الكوادر اللازمة، الأمر الذي تعمل المؤسسة على تنفيذه بالفعل وبدأت بوادره وآثاره تظهر بالفعل في هذا الصدد.